منوعات

“سامحني غلطان بعتذر” الاعتذار عن الخطأ.. تسامح وسلوك حضاري


أنا آسف) (معليش) كلمات تؤدي غرضاً واحداً، هو الاعتذار عن خطأ ربما ارتكبته في حق غيرك أو في حق نفسك، بقصد أو بدونه، لكن في نهاية الأمر لابدّ أن تعتذر، ولاسيما أن الشعب السوداني متسامح بطبعه وينحو إلى الصفح والغفران.

لكن لا يزال كثيرون يعتقدون أن الاعتذار إحد سمات الشخصية الضعيفة، رغم أنه يدل على العكس، فالشخصية القوية هي التي تعترف بخطئها. فهل لا تزال هناك بارقة أمل تضيء العتمة التي طال ليلها، (اليوم التالي) طرقت باب الاعتذار واستطلعت عينات عشوائية، فماذا وجدت؟

الثقة بالنفس

يقول أباذر آدم إن الاعتذار ثقافة راقية، ذات قيمة إنسانية وأخلاقية عالية ونحتاجها باستمرار، لأنها مرتبطة بتدارك الخطأ، كما أنه يمثل مظهراً حضارياً، وانعكاساً لمستوى النضج والثقة بالنفس. وأضاف: ترتبط ثقافة الاعتذار بالمجتمع من حولك بما في ذلك المدرسو والجامعة ومكان العمل، وهكذا تسهم  البيئة المحيطة بالشخص في تكوين هذه الثقافة لديه. وأشار أباذر إلى الدور الأساس الذي يلعبه الدين في تكوين هذه الثقافة لما يحمله من مبادئ كثيرة تندرج تحت مبدأ التسامح.

موازاة حجم الغلط

من جهته كشف خالد العجب عن أنه لا يتوانى لحظة في تقديم الاعتذار، وقال: أنا أعتذر وأسامح إذا أخطأت في حق  أي شخص ما، فأعتذر له وينتهي الأمر، أما لو حدث أمام مجموعة من الناس لابد أن يكون الاعتذار أمام الجميع. وذلك لأن رد الاعتبار يجب أن يوازي حجم الخطأ، ودا شيء مهم جداً.

قهوة باردة

أشار محمد ماجد (موظف) إلى أن الاعتذار ثقافة رائعة وجميلة وتجعل منك شخصاً  كبيراً في نظر الناس، لاسيما من غلطت  في حقه. وأضاف: إن الاعتذار ضروري، ويجب أن يكون في وقته. وشبَّه محمد تأخير الاعتذار عن الخطأ بـ (القهوة الباردة)، وقال إن هناك من يعتبرون الاعتذار انكساراً وإهانة و(ذلة)، وهذا مفهوم خاطئ، لأن الاعتذار يطفئ الشر. ومضى قائلاً: إن أكثر شيء يفسده هو الأعذار الواهية، “والاعتذار الفيهو شوية استهتار أنا بشوف إنه إهانة ثانية والرجوع إلى الخير أخير من التمادي في الباطل”. وأضاف: كما جاء فى أحد أبيات الشعر:  “دايماً في البال ﺃتى الحبيب بذنب واحد وجاءت ﻣﺤﺎﺳﻨﻪ بألف ﺷﻔﻴﻊ”.

المسامح كريم

ترى منى محمد حسن (ربة منزل) أن الاعتذار والتسامح وجهان لعملة واحدة، وتعدهما أرقى أساليب المعاملة بين الناس لا ينقصان من قدر الإنسان شيئاً بقدر ما تزيده من احترام ورفعة، وقالت منى إنها تقدم الاعتذار دائماً لمن يستحقه، سواء أكان بقصد مني أو بدون قصد، وأضافت شخصياً أسامح كل من أخطأ في حقي وإن كان متعمداً. وتابعت: أنا مؤمنة بمقولة (المسامح كريم)، ونحن أمة وعلينا أن نقتدي بالقدوة الحسنة النبى (صلى الله عليه وسلم) الذي كان دائم السماح. وأكدت أن التسامح الذي تبديه ليس ضعفاً منها، غير أنها لا تحبذ المعاملة بالمثل، خاصة عندما يكون الآخر صاحب عقلية محدودة الفهم والتفكير.

المعاملة بالمثل

فيما تعد السيدة سهاد الطاهر الاعتذار (برستيج) لا يعرفه الكثيرون، قالت إن الاعتذار واجب علينا، لكن لمن يستحقونه فقط. وأردفت: عن نفسي أعتذر لمن أخطأت في حقه إن كان يستحق ذلك، وأسامح من أخطأ في حقي إلى حد ما، وأقول للذين يعدون التسامح ضعف شخصية وعدم ثقة بالنفس، ويجب معاملة الآخرين بالمثل، أنتم خاطئون، ولا تعلمون أنه ميزة أو صفة لا يعرف قيمتها إلا أقلة، وإن دلت فهي تدل على الثقافة والوعي وجمال الروح والنفس، وربما نعتذر ونحن لم نخطئ أصلا خاصةً في المواصلات أو الطريق العام لأننا تربينا على أصول الدين الذي فرض علينا التسامح، ولأننا لبرهة نعتقد أنه سيقدر ذلك

اليوم التالي


تعليق واحد

  1. من هنا بعتذر وبقول ( معليش ) ( آسف ) حقكم علي لموقع النيلين ولكل قراءه ومعلقين ان كنت قد أخطأت عليهم بالقول او غيره