احلام مستغانمي

كحقائب البؤساء من المغتربين ..


الرواية لم تكن بالنسبة لها، سوى آخر طريق لتمرير الأفكار الخطرة تحت مسميّات بريئة.
هي التي يحلو لها التحايل على الجمارك العربيّة، وعلى نقاط التفتيش، ماذا تراها كانت تخبّئ في حقائبها الثقيلة، وكتبها السميكة؟
أنيقة حقائبها. سوداء دائمًا. كثيرة الجيوب السرِّيَّة، كرواية نسائيّة، مرتَّبةٍ بنيّةٍ تضليليّة، كحقيبة امرأةٍ تريد إقناعك أنّها لا تخفي شيئًا.
ولكنّها سريعة الانفتاح كحقائب البؤساء من المغتربين.
أكلّ كاتب غريب يشي به قفل، غير مُحكَم الإغلاق، لحقيبةٍ أتعبها الترحال، لا يدري صاحبها متى، ولا في أيّة محطة من العمر، يتدفّق محتواها أمام الغرباء، فيتدافعون لمساعدته على لملمة أشيائه المبعثَرة أمامهم لمزيدٍ من التلصّص عليه؟ وغالبًا ما يُفاجَأون بحاجاتهم مخبَّأة مع أشيائه.
سارقٌ محترَم. لا يمكن أحدًا أن يُثبت أنّه سطا على تفاصيل حياته أو على أحلامه السرّية. من هنا فضولنا أمام كتاباته، كفضولنا أمام حقائب الغرباء المفتوحة على السجّاد الكهربائيّ للأمتعة.
من ” عابر سرير ”