مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : بشارات بعض أخبار الأمس.


> مجلس الدعوة بولاية الخرطوم يعلن عن استتابة قادة الشيعة في السودان. وطبعاً أول ما ينبغي أن يحتفي به هؤلاء التائبون هو قرار رئاسة الجمهورية بإغلاق المراكز الإيرانية التي حادت عن طريق التواصل الثقافي الذي كان منوطاً بها، واتجهت الى فرسنة تفكير البعض وفتح مجال النفاق للبعض الآخر من أجل التكسب والاسترزاق والارتزاق. والدين قرآن وأحاديث نبوية، وما يخالفها يبقى تعبيراً عن غير ذلك.. تعبيراً عن حضارة قديمة أو انسياقاً وراء مؤامرة قديمة على الإسلام كانت ببساطة رد فعل على معركة القادسية وثمارها المعروفة. وعوداً نصوحاً إلى صحيح الدين وسليم الفطرة وكريم الأخلاق. وهذه بشارة قرارات الرئيس بإغلاق مراكز الرذيلة الفكرية. > خرج السودانيون بعد صلاة الجمعة الماضية ممتلئين غضباً على قادة الانقلاب العسكري العلماني الصهيوني الصليبي في مصر، بعد أن حولوا القضاء الى مؤسسة سياسية معنية بتصفية من اختارهم الشعب في انتخابات نزيهة أنجبت حولاً ديمقراطياً هناك لم يدم أكثر من عام واحد، إذ كانت المؤامرة تحالفية بين الداخل والخارج القريب والبعيد، لكن للأمانة نقول إن الصادق المهدي قد سبق شعار «إعدام مرسي إعدام وطن» الذي رفعه المتظاهرون من أبناء «وسط الوادي» بمنطق سياسي ضمن خطابه خطاب «المرافعة والمخاشنة» بالنسبة للإشارات فيه إلى الإخوان المسلمين في مصر، حيث قال إن «إخوان مصر اختاروا آليات الترجيح الديمقراطي، وهم بذلك أفضل من غيرهم من القاعديين والداعشيين».. انتهى. > المهدي ورَّط نظام السيسي بهذه الحقيقة، وقد يقول الانقلابيون هناك إن زعيم الحزب الذي يعتبر عدو مصر التاريخي قد وضع السم في الدسم. والدسم عند أولئك طبعاً إيحاء المهدي بالاعتراف بالانقلاب العسكري المصري.. رغم أنه مشوه بالصهيونية والصليبية المحلية والبلطجية، ولكنه لم يعترف بانقلاب البشير الذي جاء وطنياً صافياً ونقياً من الأجندة الخارجية.. وفوق ذلك منقذاً لمصالح آل المهدي وحزبهم من البرنامج العدواني الذي كان سيأتي به انقلاب يساري استبقه انقلاب البشير بأيام. وحزب الأمة في نظر جماعة البشير ليس رجعياً يستحق التصفية كما في نظر أصحاب مشروع الانقلاب الذي انقفل امامه الطريق. وبعض قيادات حزب الأمة القومي الآن تفكر في اللحاق بنجل الصادق في الحكومة الجديدة.. ونجل الصادق لعله هو زعيمهم وإمامهم في المستقبل اذا كتب الله له عمراً. وهذه بشارة الصادق لحزبه في خطابه. > غصباً عنها تحوَّلت حركة العدل والمساواة عملياً من مليشيات متمردة تحلم بأن تكون المجموعة الحاكمة في السودان كمن يحلم بالعيش في كوكب المريخ أو زحل، إلى حزب سياسي سوداني لكن خارج الحدود من حيث القيادة، أي حزب بقيادة مهاجرة مغتربة. فهي لم تختر لنفسها هذا الوضع، لكن ليس باليد حيلة، بعد الضربة القاضية التي تلقتها في قوز دنقو على يد القوات الحكومية. فقد اجتمع هذه المرة المجلس التشريعي للحركة وعدد عضويته واحد وخمسون عضواً لعزل رئيس الحركة جحبريل إبراهيم بواسطة أغلبية الحضور الذين كانوا مائة وثلاثة وعشرين، لتكلف أمين شؤون رئاسة الحركة منصور أرباب برئاستها لمدة شهرين إلى حين انتخاب رئيس جديد مرضي عنه من أغلبية الأعضاء.. ويكون بخلاف الرئيس المعزول «انتخابياً» جبريل إبراهيم من غير المنفردين بالرأي ومعطلي النظام الأساسي للحركة والمتكتمين على القرارات المفصلية. > إذن بعد ضربة الحركة بيد القوات الحكومية في مقتل، فها هي في شكل حزب سياسي تمارس الديمقراطية بحذافيرها. إذن بقي لها أن تعود وتسجل ضمن الأحزاب المسجلة بالداخل حتى لا تضيع وقتها السياسي بعد أن دحرتها القوات الحكومية في الميدان.. ولم تعد مما يعود الى الميدان، فهي أصلاً لم تخرج من الميدان لكي تعود، فقد قُبرت فيه قبراً. أوليس بعد ذلك أكرم لها أن تغشى «الدوحة» ولا تعف عند المغنم؟! وهذه بشارة التطورات في صفوف حركة العدل والمساواة مستقبلاً. غداً نلتقي بإذن الله.