مزمل ابو القاسم

خطة المائة وثمانين درجة


* رفض الاتحادي الديمقراطي (الأصل) المشاركة في الحكومة الجديدة، بسبب ضعف العرض المقدَّم له من المؤتمر الوطني، بعد أن انحصرت (عطية المزيِّن) المعروضة عليه في ثلاث وزارات اتحادية، ووزيري دولة، ووزير وحيد في كل ولاية.. فقط!
* تم تعليل قرار الرفض بأن العرض (لا يتناسب مع الوزن السياسي والجماهيري للحزب)، وأن (الاتحادي) لا يريد مساهمةً صُوَرية، ويرغب في (مشاركة حقيقية وملموسة في السلطة)!
* سبق أن كتبنا في هذه المساحة عن عدم تناسب طموحات الاتحاديين مع حصادهم الهزيل في الانتخابات الأخيرة، بعد أن نالوا فيها (25) ممثلاً من مجمل (426) مقعداً يضمها البرلمان الجديد.
* ذكرنا أن تلك النسبة تقل عن ستة في المائة، وأكدنا أنها لا تعطي صاحبها الحق في أن يغالي في مطالبه، وأن تكرار الحديث عن أن المشاركة الاتحادية منحت الانتخابات (زخماً إضافياً) عقب مقاطعة معظم الأحزاب الكبيرة لها لن يشفع لأصحاب النسبة الضئيلة، عندما يحين وقت توزيع الأنصبة في (كعكة) الحكومة الجديدة.
* غاب حزب الأمة القومي عن المشهد الانتخابي، ورفض (المؤتمر الشعبي) دخول الانتخابات، وقاطعتها كل أطياف اليسار، ومع ذلك كله لم يحقق (الاتحادي الأصل) إلا خمسة وعشرين مقعداً، تحقق معظمها (بمهارات فردية) للمرشحين، في دوائر أخلاها لهم المؤتمر الوطني، ولو نافسهم فيها لتدنت نسبة حزبهم إلى الحد الأدنى، ولربما انعدمت تماماً.
* اكتسح المؤتمر الوطني الانتخابات، وحصد (75) في المائة من مقاعد البرلمان، فما الذي يدعوه إلى التنازل عن مناصب سيادية مهمة لحزبٍ لم يحقق ما يثبت أنه يتمتع بقاعدةٍ جماهيريةٍ، تؤهله للحصول على مكاسب كبيرة في الحكومة الجديدة؟
* الحقيقة تشير إلى أن الحزب العريق تخبط بما يكفي لإثارة الحيرة في عقل أي مراقبٍ منصف، ما بين حديثه عن المشاركة بخطة المائة والثمانين يوماً، (التي ستغيِّر وجه السودان)، وما تلاها من حديث عن أن الحزب سيلج الحكومة المقبلة بأي نصيب، وسيشارك فيها حتى ولو انحصر تمثيله في شخصٍ واحد، قبل أن نفاجأ بموقفٍ جديدٍ، رفض فيه الحزب المشاركة تعللاً بضعف العرض المقدم له من المؤتمر الوطني.
* ثلاثة مواقف في غاية التناقض اتخذها (الاتحادي الأصل) في أقل من شهرين، كشفت عن غياب الرؤية، وانعدام التخطيط، وقلة الخبرة، وعدم وضوح الهدف الذي دفع الحزب لاتخاذ قرار المشاركة في الانتخابات!
* انقضى أوان الحديث عن (الزخم)، وضاعت أحلام المشاركة الفعالة بسبب (قلة الرصيد)، وراحت خطة المائة وثمانين درجةً – أقصد يوماً – (بُندق في بحر)، وتوارى الحديث عن (الزخم الانتخابي)، بعد أن حقق الحزب الحاكم مراده من الانتخابات، ليبقى (الاتحادي الأصل) في منطقةٍ وسطى، لا تجمعه بحكومةٍ، ولا تجعله في زمرة المعارضين.
* زخم إيه اللي أنت جايي تقول عليه.. يا أبو زخم إنت؟!