رياضية

لماذا نجح برشلونة ويوفنتوس في بلوغ نهائي برلين وفشل الآخرون؟


تتجه أنظار العالم أجمع نحو الملعب الأولمبي ببرلين والذي سيستضيف نهائي دوري أبطال أوروبا بين العريقين برشلونة الإسباني ويوفنتوس الإيطالي يوم 6 حزيران/ يونيو الحالي، لكن السؤال سيبقى، لماذا نجح الفريق الكتالوني والسيدة العجوز دونًا عن باقي عمالقة أوروبا هذا الموسم؟.

 

بداية مترنحة لبرشلونة

انتابت قلوب جماهير الفريق الكتالوني مشاعر من القلق والخوف مع تولي الإسباني لويس إنريكي مسؤولية تدريب الفريق في بداية الموسم، فضلاً عن وجود بعض التغييرات الجذرية في أهم مراكز الملعب وفي المقدمة، حراسة المرمى وصانع ألعاب ودور النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الجديد في الخط الهجومي.

وعلى الرغم من هذه التغييرات، إلا أن بداية برشلونة لم تكن متوقعة، حيث بدأ في فقدان النقاط بالليغا، وخاصة مع أول مشاركة للأوروغوياني لويس سواريز مهاجم الفريق الذي عاد في الخسارة أمام ريال مدريد 3-1 في تشرين الاول/ اكتوبر الماضي، وازداد الموقف سوءًا لبرشلونة بعد خسارته 1-صفر على أرضه أمام سيلتا فيجو في المباراة التالية، حتى أصبح مع نهاية العام الماضي متأخرًا ب 4 نقاط عن المتصدر ريال مدريد أنذاك.

وكان من أهم أسباب تراجع الفريق الكتالوني، تراجع مستوى ميسي بشكل ملحوظ وعدم انسجامه بالشكل الكافي، في ظل وجود تأكيدات بوجود خلافات مع لويس إنريكي وانه غير راض عن اسلوبه التدريبي بالتزامن مع وجود تقارير تشير إلى رغبة نجم التانجو في الرحيل.

 

إنطلاق عصر MSN

ساهمت المنظومة الهجومية الجديدة التي تواجدت في برشلونة والمكونة من الارجنتيني ميسي والاوروغوياني لويس سواريز والبرازيلي نيمار، في حدوث طفرة كبيرة للغاية سواء في المسابقات المحلية أو في محافل مسابقات القارة العجوز، وأصبح ثلاثي البرسا الأكثر تهديفا في تاريخ الكرة الإسبانية، حيث تقاسموا مهمة تسجيل 120 هدفا هذا الموسم، مقابل 118 هدفا للثلاثي المدريدي (كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة وغاريث بيل) في موسم 2011-2012، كما يمكن زيادة الغلة في نهائي التشامبيونز.

 

لماذا نجح برشلونة ؟

برشلونة حقق الثنائية بعدما توج بلقب الليغا والكأس وينتظر تحقيق الثلاثية أمام يوفنتوس في نهائي أبطال أوروبا، لكن مما لا شك فيه أن من أسباب تألق الفريق الكتالوني ونجاحه، هو عودة الأسطورة ميسي إلى قمة مستواه ولياقته البدنية وتطوره النوعي في أداءه في الملعب، حيث أصبح له أدوار دفاعية ملحوظة، بالطبع بجانب الدعم الذي ليس له مثيل من جانب العضاض الذي انسجم سريعًا سواريز، والراقص البرازيلي نيمار في الخط الهجومي.

كما أن خطة أنريكي التي يعتمد عليه كثيرًا 4-3-3 أظهرت بشدة امكانيات لاعبيه الهجومية والدفاعية، حيث نجح المدرب في صنع توليفة جديدة أهمها عناصر الخبرة المتمثلة في تشافي هيرنانديز وإنييستا وماسيكرانو، في حين أن استعادة بيكيه وألفيس لمستواهما المعهود كان لها اثرا كبيرا.

صفقات برشلونة كان لها دورًا كبيرًا للغاية لما وصل إليه الفريق هذا الموسم بداية من حراس المرمى برافو وتير شتيجن أو المدافع الفرنسي ماثيو الذي كان له فضل كبير في اقتناص 6 نقاط بفضل هدفيه في الليغا أمام ريال مدريد وسيلتا فيجو، مرورًا بالساحر راكيتيتش الذي صال وجال وعوض غياب تشافي في وسط الملعب، وأخيرًا سواريز الذي أصبح ماكينة أهداف فضلاً عن ماكينة أخرى لصناعتها، كل هذه العوامل أدت إلى احتمالية تحقيق البرشا حلم الثلاثية.

 

يوفنتوس ومخاوف من فشل أليجري

استقالة انطونيو كونتي من تدريب يوفنتوس مثلت صدمة كبيرة لجماهير السيدة العجوز وخاصة بعد الإنجازات المحلية التي حققها، لكن الصدمة الأكبر لقطاع كبير من الجماهير كانت تولي ماسيميلانو أليجري المسؤولية، حيث تعرض لاعتراضات كبيرة وانتقادات واسعة وخاصة بعد فترة من التخبط مع فريقه السابق ميلان.

حاول اليجري في بادىء الحفاظ على اسلوب وخطة كونتي المعتادة 3-5-2، قبل أن يبدأ تدريجيا بادخال لمسته الخاصة وتحويل الطريقة إلى 4-3-2-1، وحقق انتصارات عظيمة وسط ذهول كثير من نجوم الفريق الذين كانوا متخوفين من تغيير المدرب، ونجح اليوفي تحت قيادة المدرب الجديد بتحقيق لقب الكالتشيو للمرة الرابعة على التوالي ثم احرز لقب الكأس للمرة الأولى منذ 20 عاما، ويمكنه تحقيق الثلاثية في مواجهة برشلونة المرتقبة.

 

لماذا نجح فريق السيدة العجوز ؟

لا شك أن نجاح اليوفي لم يبدأ فقط هذا الموسم، بل لدراسة دقيقة تم تطبيقها بعد أزمة هبوطه في موسم 2006-2007، فمن فريق عائد من الدرجة الثانية بميزانية سالبة وديون متراكمة إلى بطل على مشارف ثلاثية تاريخية.

نجاح اليوفي يرجع لعدة عوامل، أولها تجهيز ملعب متطور لدرجة عالية (يوفنتوس أرينا)، وهو ما انعكس بالطبع على إيرادات النادي، كما عمل على تطوير منظومته التسويقية، وهو ما جلب الملايين خلال الأعوام الماضية مستغلا اسم النادي العريق وأسماء نجومه.

يوفنتوس اعتمد بشكل كبير على المزج بين العناصر الشابة والخبرة، كما أنه جازف بالإبقاء على حارسه التاريخي بوفون المصاب في 2010، كما جلب المخضرم أندريا بيرلو من ميلان، وتعاقد مع نجوم خبرة مثل الأرجنتيني كارلوس تيفيز والفرنسي باتريس إيفرا، بجانب العناصر الإيطالية ذات الخبرة مثل جورجيو كيليني وكلاوديو ماركيزيو وأندريا بارزالي وليوناردو بونوتشي في ظل تعاقدات لها رؤية بعيدة مثل ألفارو موراتا وإعادة اكتشاف الفرنسي الأبرز بول بوغبا.

فريق السيدة العجوز استطاع أن يستعيد هيبة الكرة الإيطالية بعد فترة من قضايا الفساد واتهامات التلاعب في النتائج، حيث أنه فضل اتخاذ الطريق السليم بإعادة التصحيح من جذور المشكلة، وليس أسلوب الترقيع الذي حاول استخدامه ميلان وانتر ميلان، في حين ان برشلونة تغلب بسرعة على كل المعوقات وعاد سريعًا لطريق النجاح، وذلك في ظل كبوة واضحة من جانب أبرز الأندية المنافسة في المقدمة ريال مدريد الإسباني وجميع الأندية الإنجليزية باستثناء تشيلسي الذي عابه فقط عدم قراءة جوزيه مورينيو المدير الفني لمباراة باريس سان جيرمان الفرنسي الذي ودع خلالها منافسات بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

 

 

كوووره