تحقيقات وتقارير

صفحات بيضاء في خطاب البشير..المحك في التنفيذ


في الوقت الذي اتجهت فيه كل أنظار السودانيين في الداخل والخارج تجاه العاصمة الوطنية امدرمان حيث يقبع مبنى البرلمان) أو الهيئة التشريعية القومية( أملا في سماع ما يلبي طموحات المجتمع بشرائحه المختلفة بإعلان الرئيس لقرارات تطفي لهيب الوضع الاقتصادي الحارق والركود السياسي الذي يسود الساحة، اعتلى الرئيس البشير منصة قبة الشعب مرتديا جلباباً ناصع البياض ماداً يده بيضاء للشعب السوداني أن تعالوا نفتح صفحة جديدة.
ووسط واقع مرير وتحديات جمة فرضها تدهور الوضع الاقتصادي والركود السياسي، تسلل الإحباط إلي داخل كل مواطن سوداني عن إمكانية إصلاح الواقع الماثل بحكم المعطيات الموجودة وصعوبة تطبيقها بالواقع أسئلة وتكهنات عديدة تدور في أذهان الشارع السوداني عن ضرورة الانتباه للوضع المعيشي ولكن الحسابات بالأرقام تجعل هناك متسعاً للتفكير ومزيد من الإحباط باعتبار أن خمسة وعشرون سنة قد مضت لم يلتمس فيها المواطنين اي بوادر لتحسن الأوضاع خاصة الاقتصادية منها فكيف لخمسة اخري يمكن ان تحسم جدلية ارتفاع الأسعار ووقف الحرب .
وقبيل أداء رئيس الجمهورية للقسم ب(24) ساعة صرح النائب الأول للرئيس الفريق أول ركن بكرى حسن صالح عن إصلاح حال البلد في (72) ساعة من جملة (25) سنة ماضية جعلت المراقبون يبحثون عن كيف يمكن للحكومة أن تصلح حال الناس في هذه المدة البسيطة وهل تملك عصا موسى لكي تحسم الوضع الأمني من إطراف البلاد وتعيد للسوق الاقتصادي توازنه.

صفحات جديدة:
منذ مجئ ثورة الإنقاذ الوطني في 89 رفعت عدد من الشعارات الاقتصادية لتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد فكان شعارها (نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع) وبحسابات الربح والخسارة فقد ضخت الإنقاذ البترول رغم الحصار المفروض عليها ولكن في المقابل تدمرت العديد من المشاريع الاقتصادية مع استمرار استنزاف الحرب لعدد كبير من الموارد ورغم ذلك كان الوضع الاقتصادي يشهد تحسنا الى ان جاءت اتفاقية السلام الشامل والتي بموجبها تم انفصال الجنوب وخروج إيرادات كبيرة من موازنة الدولة .
وقد ادخل ذلك المواطن في ضائقة معيشية ظل يعاني منها حتى اليوم وانعكس هذا الوضع علي الأداء العام للحكومة .
وهذا بدوره جعل الحكومة في تحدى كبير لمجابهة شبح غول ارتفاع الأسعار .
ومع اعتراف الحكومة نفسها بالضائقة الاقتصادية للمواطن وصبره عليها خلال السنين الماضية ، ولم يبالي الشعب بذلك الاعتراف كما انه لم يليها اهتماماً في آخر انتخابات.

ولما لا تذهب هذه الأموال التي تصرف عليها دعما للسلع الأساسية .
ففي خضم الخطاب الذي ألقاه الرئيس البشير بعد أدائه للقسم إيذانا ببداية فترة قادمة تخللت كلمته عدد من العبارات مثل صفحات جديدة مما يدل انه سوف يبدأ مرحلة من التعاون وإشراك المجتمع من اتخاذ القرار حيث دعا البشير الشعب السوداني الى فتح صفحة جديدة تقوم على التعاون والدعم لبعضهم البعض تشمل الوفاق وجمع الصف الوطني وصفحة جديدة تكتب فيها معاني السلام الشامل ورفاهية الشعب الذي أعطى وما بخل صفحة تجسد لأمة سودانية آمنة وموحدة متطورة ومتحضرة.

دعوة للمشاركة:
جاء خطاب الرئيس أمس والساحة السياسية مليئة بعدد من التحديات على صعيد الحوار الوطني والاستمرار فيه وما بين هذا وذاك تجددت دعوات الرئيس لقطاعات المجتمع المختلفة لمشاركته المرحلة المقبلة قائلاً يا إخوتي المزارعين نحن وانتم ليزهر وجه السودان الأخضر دعوة ربما صادفت وقتها باعتبار ان قطاع الزراعة من القطاعات الواعدة في السودان ولكن فشل السياسات الحكومية جعلته في تدهور مستمر رغم إعلان الحكومة لبرنامج النهضة الزراعية التي لم تجد طريقها الى النور.
أما في جانب الصناعة فقد نادى الرئيس بان يا أهل الصناعة نحن وانتم ليصبح صنع في السودان محله ثقة واطمئنان وعلامة جودة وإتقان وهي دعوة ربما يصفها البعض بأنها قد اتت متأخرة وذلك لما شهد قطاع الصناعة من هجر وإغلاق للمصانع.

دعوة غير:
عندما يأتي الحديث عن أهل الإعلام والصحافة هنا يقطع قول كل خطيب وحال الإعلام في السودان لا يخفى على أحد فهو يفتقد للمؤسسات لذا جاءت دعوة الرئيس ان يا أهل الأعلام والفنون والكلام نحن وانتم لنتحاور بلغة أهل السودان التي تعبر عن وجدان مفعم بالمودة والحب والاحترام وهي] دعوة تصادف تحديات كبيرة يواجهها الإعلام خاصة المقروء.

روح رياضية:
بعيدا عن) السهر والقهر ووجع الضهر )الذي تسببه اللعبة السياسية لم يخل خطاب الرئيس من الدعوة لقطاع الرياضية عندما نادى أهلها قائلا نحن وانتم بروح الرياضة نبني وطن الريادة فهل يجد أهل الرياضة ضالتهم في هذه الدعوة.

تقرير : عايدة سعد
صحيفة الوأن