أبشر الماحي الصائم

أما القضارف فلا بواكي لها


في سبيل اهتمام هذه الزاوية بمشروعنا الأخضر، الذي نرى فيه خلاص أمتنا السودانية من أزماتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فضلا عن أننا سنكون أقرب من أي وقت مضى إلى ملامسة أشواقنا في صناعة دول العدل والكفاية و.. و.. تأسيسا على هذه المضامين، وعلى خلفية مقالنا غداة تنصيب الرئيس الذي جاء تحت عنوان (سيدي الرئيس المنتخب أدركوا الصيفي)، على أن موسم السياسة الطويل يفترض أنه قد انتهى، ويفترض أيضاً أننا ننصرف إلى مواسم الإنتاج ونحن بين يدي موسم الخريف و.. و.. في سبيل خدمة هذا الهدف النبيل أدرنا أمس هاتفنا باتجاه عاصمة الفتريتة وزهرة الشمس، وﻻية القضارف التي كيفما تكون نكون ذلك لدرجة، أخبروني عن حال القضارف وترابلتها أخبركم عن حال بلدكم السودان و.. كان في الطرف الآخر السيد وزير الزراعة بالوﻻية الأخ محمد عثمان.. الأخ الوزير.. وهو هنا كما النور الجيلاني في رائعته (صاحب القصة المنسية) وأنا شخصيا لا أعرف قصة يفترض أن تشد لها الرحال ويضرب لها الطبول و(وتقلوز) لها العمائم ونتوشح لها الشالات، مثل قصة مشروعنا الأخضر، سألت السيد الوزير عن النصف الفارغ من المعادلة، المصاعب التي تواجههم، فقال إنها تتمثل بصورة كبيرة في ضعف المقدرات المادية لجمهور المزارعين، وهذا ما يحرمهم من امتلاك ناصية التقنية والتقاوى وكل المعينات الحديثة، سألته عن المواعين التمويلية التي يفترض أن تملأ هذا الفراغ وتردم هذه الهوة، قال الرجل برغم كل هذه السقوفات والتسهيلات، إلا أن الشقة ظلت بعيدة جدا، بحيث لا يستطيع السواد الأعظم من المزارعين امتلاك هذه التقانات الباهظة وفق المعطيات المصرفية الحالية، سألته ما المخرج إذن، قال المخرج يكمن في تقديم تسهيلات حقيقية تتوافق مع مقدرات المزارعين، كأن تسدد قيمة التمويلات على مدى عقد من الزمان، يقول رجل الزراعة الأول بالقضارف، ءآﻻن نعاني من توفر الجازولين والتقاوى بالصورة المثلى الكافية، بحيث يفترض أن ترحل معينات الزراعة إلى الحقول في هذه الأيام نسبة لوعورة الطرق عند هطول الأمطار و.. و.. * قفلت المكالمة (واتقفلت نفسي) معها، وعدت أدراجي وأحزاني إلى الخرطوم، محل الرئيس بنوم والطيارة تقوم، إذ بالقوم مستغرقون للآخر في (سباق البقال) لدرجة هتاف جدنا المك نمر في مسرحية مقتل ود كين، “ألهيلكم تمام فيها مابتنقلبو تعرفو للقنبص ترعو وتعرفو تحلبو”.. من سيكون والي الخرطوم ولمن توؤل وزارة النفط والذهب والخارجية، حتى وزارة الزراعة الاتحادية ﻻ بواكي لها في هذا السباق المجنون، لن يذكرها أحد، وغالبا سيؤلف بها قلب حزب أو حركة حليفة، وفي أحسن الأحوال سيرضى بها كادر حردان !! * بتقديرنا إن الأزمة تكمن في أننا كحكومات وأحزاب ونخب وشعب، لم نتحول بعد من ماراثونات السياسة إلى حقول الإنتاج، ولهذا لا ولن تتحول زراعتنا من ثقافة البلدات إلى طفرة التقانات.. وليس هذا كل ما هناك.