مصطفى الآغا

أميركية تقاضي أميركا


في أميركا نسمع العجائب، وهناك قوانين في بعض الولايات لو حدثت في دولة غير أميركا لقلنا إنها دولة متخلفة.. وإليكم بعض الأمثلة:

في آلاباما من غير القانوني ارتداء شارب وهمي يمكن أن يسبب الضحك في الكنيسة، وفي كاليفورنيا من غير القانوني إطلاق النار من بندقية على أي شيء من السيارة، إلا إذا كان سمك الحوت، أما في شيكاغو فممنوع أن تصيد الأسماك وأنت تلبس بيجاما، وفي ساوث كارولاينا يحظر على الحصان المبيت في النزل ما لم يكن مرتديا بنطلونا، وفي نيوجيرسي يمكن أن تذهب للسجن أو غرامة إذا شربت الشوربة وأصدرت بعض الأصوات خلال شربها حتى لو كانت “سخنة نار”! وفي واشنطن لا يُسمح لسكان سياتل بالسفر بالسلاح أكثر من 180 مترا؟

يعني 181 يأخذونك للسجن و179 مسموح ولا أعرف من يقيس المسافات؟ وواحد من أغرب القوانين في ولاية آلاسكا، أنه من القانوني قتل الدببة ولكن من غير القانوني إيقاظها لتصويرها، وفي كنتاكي (ولاية وليس محال الدجاج)، ينص القانون على أن كل شخص يعتبر متيقظا حتى لو شرب سطل خمرة ما لم يقع أرضا، وفي نيفادا ممنوع على أصحاب الشوارب التقبيل، مع أني كنت فيها أخيرا ورأيت رجالا بشوارب وبلا شوارب يبوسون في كل مكان، ولكن لم يشتك عليهم أحد ولو اشتكى عليهم لحبسوهم!

وفي كاليفورنيا ممنوع على الإنسان أن يلجأ للموت الرحيم حتى لو كان علاجه ميؤوسا منه، ولهذا قررت كريستي أودونيل رفع دعوى قضائية على ولايتها التي ترفض أن تنهي حياتها، وهي المصابة بمراحل متقدمة من السرطان، وهي تصرخ وتقول “لا أستطيع تحمل الألم بعد الآن، ولا أريد معاناة أكثر، ولا أرغب في أن تراني عائلتي وأصدقائي وأنا أمر بهذه المعاناة”.

لتنضم كريستي إلى مريضين آخرين من كاليفورنيا لمطالبة الولاية بإعطائهم الحق في إنهاء حياتهم من دون مخاوف من تقديمهم للمحاكمة.

وتأمل أودونيل أن ترسل قصتها هذه برسالة إلى السلطات القضائية، مفادها أن الأطباء الذين يساندون مثل هذه السياسة ليسوا بمجرمين، ولا يمكن التعامل معهم على هذا الأساس.

قصة مؤلمة والموجع فيها أن سببها هو الألم نفسه.. عافاني وعافاكم الله من كل مكروه.