مزمل ابو القاسم

أولى التحديات


* جاء رد الفعل السريع الذي تعامل به والي الخرطوم الجديد مع أحداث الجريف شرق لافتاً للانتباه، لأنه بادر بزيارة المنطقة في نفس يوم الحدث، واجتمع مع أعيانها، وأمر بالتحقيق في أحداثها الدامية.
* كتبنا عن التحديات الجسام التي تنتظر خليفة الخضر، ونعتقد أن أهمها وأخطرها يتمثل في النزاعات التي تحدث حول ملكية الأراضي، في بعض المحليات، لأنها باتت تشكل أحد أخطر المهددات الأمنية في الخرطوم.
* ملف ساخن، أسال دماءً غزيرة، وأصاب جسد العاصمة بتقرحاتٍ مزعجة، وهو ينتظر من سعادة الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين أن يضع له حلاً ناجعاً وسريعاً.
* الحل لن يتأتى باستخدام القوة وحدها، مهما أفرط المتظاهرون في الشغب، لأن العنف يولد المزيد من العنف، لذلك نتوقع من الوالي الجديد أن يوجه حفظة الأمن بضبط النفس في التصدي للمحتجين، مع اتباع (البروتوكولات) المعتادة في تفريق المظاهرات، وهي لا تشمل استخدام الرصاص.
* التنازع على الأراضي في منطقة شرق النيل ليس جديداً، لأنه تكرر من قبل عدة مرات، وأدى إلى مصرع صبي وإصابة آخرين في منطقة (أم دوم)، وانتقلت فصوله إلى المحاكم، بقضية رفعتها الشرطة ضد الأستاذ مجدي شمس الدين المحامي، المرشح لتولي منصب نائب رئيس البرلمان الحالي.
* أزمة أراضي الحلفايا مستمرة منذ شهور، كما شهد ملف النزاع الخاص بأراضي الشجرة والحماداب، استشهاد سيدة، وتعرض أخرى لإصابة في العين.
* في العادة تقع مسؤولية التعامل مع الاحتجاجات المرتبطة بنزاعات الأراضي على عاتق الشرطة وحدها، لتتحمل وزر إخفاق حكومة الولاية في إيجاد حلول ناجعة لتلك النزاعات، وتركها للحل الأمني وحده، مع علم المسؤولين بأن ذلك الحل مكلف، ويثير حنق المواطنين، ويدفعهم إلى مواصلة التظاهر.
* مطلوب إقرار حل فعال وسريع، بتكوين لجنة مختصة، تنال صلاحيات كاملة من الوالي والمجلس التشريعي للولاية، كي تضع حلولاً مرضية لتلك النزاعات مجتمعة، مع ضرورة التحقيق في الأحداث الأخيرة التي أدت إلى مقتل أحد المواطنين.
* كذلك يجب على المسؤولين أن يغيروا النهج المتبع في توزيع الأراضي على المستثمرين من دون رضا الأهالي، ليمنعوا تكرار الاحتجاجات، ويوقفوا هدر الأرواح، ويخففوا الضغط الواقع على الشرطة، المطالَبة بمد حبال الصبر على من يستخدمون النهج السلمي في التعبير عن المطالب.
* كفل الدستور للمواطنين حق التعبير عن آرائهم، ومنحهم كامل الحق في التظاهر لرد المظالم بالطرق السلمية، ويجب على المحتجين أن يتبعوا الطرق الصحيحة في التعبير عن الرأي، من دون أن يلجأوا إلى تعطيل حركة المرور وقفل الشوارع بحرق الإطارات.
* الكرة في ملعب الوالي الجديد.