منوعات

العاج أو سن الفيل التاريخ والحاضر.. هل يكون زاد الاستثمار والسياحة في السودان


أدت عمليات الصيد الجائر إلى تراجع كبير في أعداد الفيلة الإفريقية من نحو (1.2) مليون في بداية ثمانينيات القرن العشرين إلى نصف هذا العدد في نهاية ذلك العقد، وذكر العاج في الاتفاقية الدولية لحماية الأنواع المهددة بالانقراض بوصفه منتجاً حيوانياً، وأُخّضِعَتْ تجارته لضوابط وأحكام صارمة؛ وتبذل منظمات حماية البيئة الدولية والمحلية جهوداً كبيرة للحفاظ على الفيلة في موطنها الأصلي في إفريقيا وآسيا، وتطلب من السلطات المسؤولة تشديد الرقابة على الصيادين والتجار الذين يستوردون العاج ويعيدون تصديره بعد تصنيعه، وقد ارتفعت أسعار العاج كثيراً في السنوات الأخيرة، مما دعا بعض الأقطار الإفريقية والآسيوية إلى السماح ببيع عاج الفيلة التي نفقت ليكون مصدراً جيداً يمكّنها من الحصول على القطع الأجنبي النادر اللازم للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

عظم الجمل بديل ناجح

وفي جولة لـ”التغيير” في بازارات الفلكلور بالخرطوم التقينا بالحاج (محمد الياس محمد باسعيد ود شيخ الخراطين)، أشهر شيوخ الأنتيكة في السودان، قضى محمد نصف عمره في هذا المجال منذ تخرجه في جامعة القاهر فرع الخرطوم، وعاصر كوكبة من الشعراء الذين درسوا معه، منهم الشاعر عزمي أحمد خليل وعبدالرحمن مكاوي والتجاني حاج موسى، وقال: استيراد وتصدير العاج محرم دولياً، حيث أوقف بقرار من هيئة الأمم المتحدة العالمية من مقرها في واشنطن في ديسمبر عام 1985، وآخر سن فيل صدر من السودان. ويسمح حالياً بتصدير جزء بسيط في حدود لا يزيد عن الـ3 كيلوغرامات، وذلك وفق شروط وإجراءات ودمغة عليها “استيكر” وترفق مع الفاتورة باسم المحل، شريطة أن تكون غير خام، أي مشغول بمادة أخرى، وهذا ينطبق على كل نوع أو صنف من الحياة البرية سواء كان جلوداً أو غيرها إلى جانب العاج، وأيضاً إذا خلصت كمية العاج المتداولة حالياً، لا توجد أي طريقة لجلب كميات أخرى، لأن القيود والقوانين عليها صارمة، ولكن نحن لم نستسلم واستخدمنا “عظم الجمل” بدلاً من “سن الفيل”، وصنعنا الجلود “المطبوعة” بدلاً من الجلود “الطبيعية” التي حرمت علينا، ونستخدم الأبنوس ومختلف أنواع الأخشاب الأخرى، ونخبر زبائننا في الأول بأن هذه ليست أصلية.

إقبال ضعيف من السودانيين

وفي الموضوع ذاته التقينا بالتاجر “هيثم مبارك” الذي عزا قلة وندرة العاج إلى أن الفيلة الأفريقية التي توجد في جنوب السودان بالذات، هربت بسبب الحرب في دولة الجنوب، ودخلت أراضي كينيا ووضعت في محميات طبيعية ومنعت من دخول الجنوب، ولكن بعضها مات لأنها تأقلمت على مناخ الإستوائية ولم تستطع العيش في كينيا، وبالتالي انقرضت. وكشف هيثم عن أن “سن الفيل” الواحد يوزن (قنطاراً)، حيث يقدر قنطار العاج الخام بقيمة ثلاث مئة مليون، فيما الرطل يقدر بثلاثة ملايين جنيه، وعن الإقبال على المنتوجات العاجية قال: أكثر الزبائن من شرق آسيا (الكوريون والصينيون)، ولكن هناك إقبالاً ضعيفاً من السودانيين، لأنهم لا يعرفون عنها فقط يحبون الذهب، وتدخل العاج في صناعة معظم الاكسسوارات، الغوائش، والدلايات، وتماثيل الحيوانات للزينة، ونحن لدينا ورش خاصة للتصنيع، والربح مجزٍ، مثلاً في القنطار نجد الربح مئة مليون جنيه سوداني

التغيير