جمال علي حسن

غادروا خندق الولاء و”الوزنة” هذا.. لقد تعبنا


كنت أتمنى أن يكون المؤتمر الوطني الحاكم دقيقاً في عباراته وهو يوجه ولاة الولايات بإشراك الشباب في الأجهزة التنفيذية، لأن المطلوب ليس إشراك الشباب بل اعتماد معيار الكفاءة في اختيار طواقم العمل التنفيذي، وحده فقط.. شابة كانت تلك الكفاءات أو شائبة وقادرة على العطاء..
كفانا طلاء وتلميعا إعلاميا للواجهة السياسية بأن نعود ونقول إن حكومتنا حكومة شباب.. هذا ليس هو الأهم.. وليس هناك وقت للاستعراض السياسي أو التجريب أو ما يسمى بـ(الوزنة) في ظل تحديات اقتصادية وتنموية صعبة..
كلمة (الوزنة) هذه ضيعت وقتاً ثميناً من عمر البلد.. (الوزنة) الجهوية و(الوزنة) السياسية ووزنة المحاصصة الحزبية..
لا يهمنا الآن أن تكون هناك عشر وزيرات وعشرون شاباً في منصب وزير، هذا لا يعنينا الآن كثيراً بقدر ما تعنينا كمواطنين نتائج عملهم وقدرتهم على إنجاز وابتكار مخارج آمنة للبلد..
نقول هذا من واقع ملاحظاتنا لتعيين بعض الشباب في مناصب وزارية في الولايات في حين أن هناك من هم أكفأ منهم فنياً لكنهم ربما أقل كسباً على مستوى التنظيم والعمل الحزبي.. وحذار من اعتبار الولايات (فريق ناشئين) فالعمل في الولايات هو التحدي الأول لإصلاح حال قرى السودان الطاردة ومدنه الشاردة..
ابحثوا عن الخبراء.. أين هم، والخبراء دائما لا يحبون السياسة، وغير متفرغين في الغالب للعمل السياسي فهل يكون قدرهم أن يظلوا مثل (مساعد الياي)، الذي لا ينبغي أن يحلم بأن يصبح (ياي) في يوم من الأيام.
كان عليكم أن توجهوا ولاة الولايات باعتماد معيار الكفاءة بجانب المعايير الأخلاقية والسلوكية فقط، فالإنقاذ على امتداد سنواتها لم تكن تحرم الشباب من الفرص بل ظلت تضع الشباب وزراء ومديرين ورؤساء، على رؤوس ذوي الخبرات.. نجح منهم من يمتلك كفاءة وقدرات إدارية وتنفيذية وفشل منهم الكثيرون..
حتى الفساد والتجاوزات ليس كل من تولوا المناصب التنفيذية من الشباب مبرئين منها فهناك من الشباب من تورطوا في أخطاء إدارية كبيرة وآخرون ضعفت قلوبهم أمام أكوام المال التي يديرونها.. مثلهم مثل بقية المسؤولين فيهم الصالح وفيهم الطالح..
لسنا ضد الشباب الموجودين في قيادة القطاع الشبابي في الحزب الحاكم فمعظمهم من أبناء جيلنا لكننا نتحدث عن مبدأ نعتقد أنه هو الصحيح ونحاول أن ننبه قيادات الحزب الحاكم بأن يتعلموا من تجربة طويلة في الحكم لم تتوافر لأي حزب أو تنظيم أو كيان في هذا البلد.. رجاءً تعلموا واستفيدوا واخرجوا من مطب الولاء هذا بعبارات وتوجيهات صريحة.. الأكفأ النزيه هو الذي يستحق فقط.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين