تحقيقات وتقارير

على الأرض.. و (المحلية ما بتريح) إخلاء سوق الأربعاء بالدروشاب … أسر مهددة بالتشرد


عرفة وداعة الله سيناريوهات تتجددعلى مسارح الشارع السوداني بين الفينة والاخرى بطلها المواطن الغلبان الذي يقضي سحابة يومه لاهثا خلف لقمة عيشه، لم يمر شهر من تكرار ذات سيناريو سوق (الأحد والاربعاء) الذي ظل ينظم في ضاحية الدروشاب شمال بمدينة بحري لأكثر من خمسة عشر عاما، إلا أنه و قبل حوالي شهر من الان قامت وجهت السلطات المختصة انذارات إلى تجار السوق بإيقاف نشاطاتهم فوراً بحجة أن الارض التي ينظم عليها ملك لجهة ما و تريد اخلائها فوراً. حكاية ما حدث في جولة (للمحقق) بسوق الاربعاء شاءت الاقدار أن تكون الكاميرا حضوراً للحملة (الكشة) التي شنتها محلية بحري عصر الاربعاء المنصرم، ما أحدث حالة من الفر والكر بين جموع التجار ومنظمي الحملة (الكشة) أؤلئك من أجل نقل بضائعهم خوف إحالتها إلى (دفار الكشة) الخاص بالمحلية ومن ثم فإنهم مضطرون لدفع غرامات مالية أو فالمصادرة واردة. حسنا لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل تطور بوصول عربتان إضافيتان تابعتان للشرطة، فتعالت في الجانب الآخر وتيرة الغضب والاحتجاج واصبح التجار ما بين خائف على لقمة عيشه إذا ما فقد بضاعته ومتحد غاضب من اجراءات المحلية. محتاجون ولسنا متمردين قلنا تطور الامر بدخول رجال المحلية إلى السوق ونزع البضائع من اصحابها الأمر الذي أثار سخط التجار والمواطنين على حد سواء، وهذا ما حدا بنا إلى استطلعات عينات منهم، فإذا بـ(عمر جابر) احد التجار بالسوق التقته ( المحقق ) وهو منهمك في رفع بضاعته في بوكس خوفا من الكشة قال أنه ظل ابتدر العمل بالسوق منذ (13) عاما، يبيع الاحذية النسائية البلاستيكية، وأضاف: وظللنا طوال هذا الفترة وإلى الآن ندفع كل ما يفرض علينا ويطلب منا من رسوم بانتظام ودقة، نفايات ورسوم محلية وغيرها، بجانب مشاركة كل تجار السوق عبر لجنتهم في المساهمتنا في كل المناسبات الحكومية والوطنية، واستطرد: صحيح تم اخطارنا قبل عدة اشهر بإيقاقف مزوالة العمل في هذا السوق، ولكن الظروف الاقتصادية اجبرتنا على معاودة نشاطنا مرة اخرى، و ليس في الامر تمرداً ولا تحديا للجهات المختصة، ولكن ليس لنا من بد في موسم المدارس و رمضان، ليس لنا من بد في سبيل الحصول على الرزق سوى العودة إلى هنا. للنساء نصيب الملاحظ أن اغلب المترددين علي السوق من النساء نسبة لطبيعة البضائع والسلع المعروضة (على الارض) ذات الصلة بمستلزماتهن م اوانٍ منزلية وملابس وبهارات وادوات كهربائية وعطور نسائية والعديد من الاحتياجات الأخرى ذات الطابع النسوي، ومن هنا وبطبيعة الحال لا بد أن يكون جل المستطلعات منهن، فكانت أولاهن (علوية يوسف) التي قالت والغضب يكشو ملامح وجهها أنها ظلت تردد على السوق بصفة راتبة منذ سنوات عديد. علوية وهي من منطقة ابوحليمة المجاور، قالت لـ(المحقق ) انها تنشط في شلاراء الأواوني المنزلية من هذا السوق و بيعها لنساء منطقتها بالأقساط المريحة وبذلك واستطردت: لكن حال تم ايقاف السوق فإنها ستعاني من الذهاب الي الاسواق الاخري لارتفاع اسعارها مقارنة بهذا السوق على حد قولها. أن يتأخر الترحيل فتفقد بضاعتك وفي السياق قال متولي الشريف أحد التجار بالسوق وهو في حيرة من أمره نسبة لتأخر عربة النقل التي ستقوم بترحيل بضاعته ونقلها خارج اسوق اتقاءً للكشة ن سمعناه يتحدث إلى السائق عبر الهاتف يحثه بضرورة الاسراع لنجدة بضاعته وانقاذها، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان تأخر صاحب العربة. و وبعد أن كشف متولي (للمحقق) إنه من المؤسسين لهذا السوق، واضاف: تم اخطارنا بالتوقف عن مزوالة البيع وخلال الاربعة اشهر الماضية توقف العمل بالسوق، ولكن استؤنف مجدداًن وأشار إلى أنهم نظمون سوقاً مماثلاً يومي الاثنين والخميس بحي النصر في شرق النيل، وآخر يوم الجمعة بالحاج يوسف، واضاف: قبل اسبوعين من الآن، ويم السبت الماضي نظمنا سوقاً بالسامراب، وناشد الجهات المحلية أن يسمحوا لهم بممارسة العمل يومي الاحد والاربعاء بالسامراب أو يخص لهم سوقاً بصفة دائم بها نسبة لارتفاع تكاليف التنقل بالضائع والسلع من منطقة لاخرى . واقع مرير بطبيعة الحال، ليس من توصيف أبلغ لهذا الواقع إلا باستدعاء كلمة (مرير)، فالأوضاع السيئة التي يعانيها تجار سوق الاحد والاربعاء تنعكس سلباً على المواطنين بمنطقة الدروشاب والكدرو والحلفايا ممن يدأبون على شراء احتياجاتهم من هذا السوق، وبالتأكيد لن تتوقف المعاناة على هاتين الشريحتين بل تتجاوهما إلى أصحاب وسائقي الركشات والهايسات الذين يسترزقون من ترحيل المواطنين. وهكذا، وعلى هذا النحو، فإن ما بين الواقعين واقع المواطن والتاجر تكون نهاية سوق عامر ظل صامدا لاكثر من خمسة عشر سنة، نهاية غير مبررة من وجهة نظر الكثيرين، لكنها أقدار المحليات تقع دوماً على رؤوس (الشرائح) الفقيرة، وهي أقدار كنا تريد استطلاعها من ذوي الشأن وها نحن نبحث عنهم وسط السوق، عن مسوؤل بالمحلية ، عن أحد منسوبي لجنة السوق، للاستفسار عن حيثيات الواقعة، فاستعصوا علينا، وضاعوا وسط الزحام الذي لسان حاله يردد: (بضاعتي بضاعتي

اليوم التالي