رياضية

أطهر الطاهر.. موهبة برزت بقوة في الدوري السوداني


تفرد الدوري الممتاز السوداني لكرة القدم في موسم 2015 الذي إنطلق في 26 يناير الماضي بظاهرة جديدة حملت توجها جديدا بالإعتماد على لاعبين صغار السن من فئة اللاعبين الشباب وتجلت الظاهرة بوضوح في فريق الهلال الذي نفذ فريق كرة القدم فيه منهج وتوجه وسياسة مجلس الإدارة بالتركيز على لاعبين صغار من الفرق المتدرجة الموجودة بالهلال بإشراكهم في التدريبات ومباريات الفريق الأول وذلك للإعتماد عليهم خلال 3 سنوات بهدف تمزيق فاتورة اللاعبين المحترفين الأجانب ما يعني “سودنة فريق الهلال بالكامل”- أي جعله فريقا سودانيا تماما في قائمة لاعبيه.

برز وفقا لهذا التوجه الجديد بالهلال عدة لاعبين منهم وليد علاء الدين عماد الصيني ومعتصم عبد الوهاب , بشة الصغير , المهاجم محمد عبد الرحمن وأطهر الطاهر, ولكن هذا الأخير برز بشكل لافت، وذلك لعدة أسباب منها الثقة التي يلعب بها, تنوع المراكز فهو يجيد اللعب في أطراف الدفاع والوسط وفي مركز لاعب المحور وصناعة اللعب، إلى جانب هدوئه الكبيرة وقدرته على الإستلام والتمرير وحماية الكرة التي بحوزته, ولكن تفوقه الأكبر يبرز في كونه الأفضل في تكوينه البدني مقارنة بعمره الذي لم يتجاوز 23 سنة.

أطهر برز هذا الموسم بشكل فني جيد ومقنع بفريق الهلال وعلى مستوى المنتخب الوطني الاولمبي بل وساهم في تأهله إلى نهائيات دورة كل الألعاب الأفريقية بالكونجو برازافيل في سبتمبر القادم خاصة أنه أحرز الهدف الثاني الدقيقة 69 في منتخب افريقيا في مارس الماضي وهو الهدف الذي رجح كفة السودان رغم خسارته لمباراة العودة بجوهانسبيرج, وفي هذه المباراة لعب اطهر في الوسط وفي اطراف الدفاع وقدم مردودا فنيا جيدا, وفي النهاية أصبح ضمن جيل سيلعب نهائيات افريقية لأول في تاريخ السودان .

وضع أطهر في سلم الإهتمام بالهلال حينما تمت إضافة إسمه ضمن بعثة الفريق التي نفذت فترة الإعداد لموسم 2015 بالفجيرة بدولة الأمارات العربية المتحدة, ولم يضيع اللاعب الفرصة فوضع نفسه ضمن خيارات المدير الفني السابق في يناير الماضي البلجيكي.

نضوج اللاعب مع الأولمبي بعد عدة مباريات دولية في ذلك المستوى إضافة إلى إستفادته من معسكرات خارجية مع ذات المنتخب منذ العام الماضي صقلته جيدا فأصبح متاحا للمشاركة مع الفريق الأول بالهلال, ولعب مباريات كثيرة في هذا الموسم وتألق بشكل لافت حتى بلغ ذروته في خوضه مباراة كاملة هي الأصعب والأكبر في تاريخ الكرة السودانية وهي مباراة القمة بين الهلال والمريخ وهي مباراة ختام الدور الاول من هذا الموسم يوم 10 مايو الماضي ونجح في التعامل مع محترف المريخ الغاني فرانسيس كوفي رغم فارق الخبرة الكبير بين اللاعبين, ولكن الظهير الأيمن اطهر نجح في في كبح جماح كوفي الجناح الأيسر يومها لتعلن هذه المباراة شهادة ميلاد لاعب كبير وتلك بذرة نجاح كبير للاعب صغير في السن.

لكن رغم التألق السريع, إنتكس أطهر وتراجع بذات السرعة ليمثل شهر مايو الماضي نقطة محبطة في مسيرة اللاعب المتسارعة في نجاحها, فقد شاهد اللاعب البطاقة الصفراء وذلك في مباراة اولمبي السودان ضد تونس بتونس على تصفيات افريقيا المؤهلة لأولمبياد ريودي جانيرو, وأستمر اللاعب في التراجع فنال البطاقة الحمراء في مباراة العودة بمدينة الاُبَيِّض مع تونس.

مدربه في الفريق الرديف والمدرب السوداني الكبير الفاتح النقر أقر بتراجع مستوى اللاعب قليلا مشيرا إلى عدة عوامل متداخلة, مؤكدا أن ما يحدث له يعد أمرا جيدا في هذا الوقت من مسيرته بالملاعب, :” أنا لا أرى تراجعا بالمعنى الظاهر لمستوى اللاعب أطهر, والا لما كان أطهر لاعب سوداني, فقد يكون لاعب دولة أخرى, فما يحدث له طبيعي عند كل اللاعبين السودانيين, فهي حالة تأتي له من الإعلام السوداني للأسف الشديد”.

واضاف:” كلما قرأ اللاعب السوداني حديثا عنه في الإعلام, أو أصبح الحديث عنه إعلاميا بصورة يومية, فإنه يعتقد أنه وصل مرحلة اللاعب الكبير والنجم, وهذا شئ طبيعي, وانا كلاعب مررت بما مر به اللاعب أطهر, فأنت حينما تكتشف أن الإعلام يضخ عنك حديثا يوميا تتوهم بأنك وصلت مرتبة أنت في الواقع والأصل لم تصلها أبدا, فأي كلام عن اللاعب لو لم يطالعه يصل إليه ويصل للجمهور الذي يتابعه, وفي رأيي أن اللاعب يجب ألا يتكرر الحديث عنه بالإشادات حتى لو كان لاعبا ممتازا”.

اللاعب أطهر ردعلى سؤال “” عن السر وراء تراجعه فقال :” الإرهاق فقط هو سبب ظهوري بذلك الشكل في مباراة الأمل الاسبوع الماضي, وليس هناك شئ آخر, فقد كان مجهودي متوفر في كل الإتجاهات في المباريات الودية مع المنتخب والهلال , والتنافسية ومباريات المنتخب الأولمبي وذلك إستمر بدون توقف منذ ديسمبر 2014 , هذا مجهود يمكن أن يفقد اللاعب التركيز”.

ونفى اطهر عنه نفسه صفة الغرور بعد إقتحامه التشكيل الاساسي بالهلال وشعروه بالنجومية المبكرة فقال:” ليس هناك شئ يجعلني أغتر وأنا في بواكير مسيرتي في كرة القدم, فجميع اللاعبين الخبرة بالهلال انا أقل منهم تجربة وخبرة وأجد منهم الدعم ويتعاملون معي بروح الأخوة العميقة تجاهي”.

وختم أطهر :” كل أمنياتي أن أسعد الشعب السوداني من خلال المنتخب الاولمبي , وإسعاد جمهور الهلال بشكل خاص, وهذا اول شئ شئ وضعته برأسي حينما جئت للهلال, فلم نقدم بعد اي شئ للجمهور لإسعاده, وكل سعى سيكون لإسعاد الجمهور”.

كوووره