هيثم صديق

البنات يتفوقن


وفي منتصف أيام السنة ظهرت نتائج الامتحان، وتفوقت كالعادة البنات على البنين.

ولو كنَّ النساء كمن فقدنا

لفضلت النساء على الرجال

فما التأنيث لاسم الشمس عيب

ولا التذكير فخر للهلال

وهذا الشعر قد أصبح من الماضي لما أصبحت النساء أفضل من الرجال ويلوح هذا الأمر في كل إعلان لنتائج الامتحانات.

مبروك لشموسنا ولكن ما عسى أقمارنا.. فالأولاد أصابتهم عدم المبالاة وتأخروا خطوات عن أخواتهم.

لقد أصبحنا بحمد الله آباء ونعرف الفرق تماما ما بين البنت والولد في التربية فالبنات يسمعن الكلام ويلتزمن بالتوجيهات عكس الأولاد الذين فيهم نزق دائم وتمرد مستوطن.

تبنى الأمم بأبنائها جميعا ولكن ليس الذكر كالأنثى لذلك يبقى تأخر الأولاد مما يوجب البحث والدراسة والمعالجة بدون أن نغمط البنات حقهن ولا تنغيص فرحتهن المستحقة.

ونكتة الذي سمع طلقات رصاص فلما خرج يستجلي حقيقة الأمر قالوا له إنها طلقات من بندقية حاج فلان لأن ولده أحرز نسبة نجاح 52 في المائة فقال: وكل الرصاص ده وما قدر يضربو؟؟!

فبعض الناجحين ممن تفرد لهم مساحات الاحتفالات والتهاني يجعل ألف علامة استفهام حول ذلك النجاح لولا أن تفحيصا وتفحيطا للأمر ينبئك أن أهلهم ما كانوا يريدون أكثر من حق (الحكومة) ليدخلوهم جامعات (أهلية) في ما بعد.

يبقى عرض النتيجة لرئاسة الجمهورية قبل إعلانها وإقامة مؤتمر صحافي مهيب لها من قبيل الإحساس الكامل بجدواها وأهميتها ومكانتها على مر السنوات فهي البوابة الأخيرة التي تفضي إلى عالم آخر ودنيا أخرى.

فبعدها يفارق الناس منطقتهم الجغرافية ويندمجون في السودان العريض كله وتلتقي كل السحن والألسن والثقافات عند بوابات الجامعات أو (سوق الله أكبر).

على أن تفوق البنات ليس أكاديميا فقط فمجتمعيا هن الأكثر تأثيرا وتأثرا بالواقع العام من حولهن وعن تجارب قريبة فإن قريبات لنا نرى كدحهن ومعاونتهن في أعمال المنزل والنجاح بعد ذلك بينما يتأخر إخوانهن وقد أعطوا الحبل على الغارب وأصبحوا يهبشون في جحورها العقارب.

وأبلغ مثال على هذا أن أولى السودان هي توأم لم يأت شقيقها قريبا منها ومن باب (البودي قارد).

وإن شاء الله يا بسام تتحقق الأحلام

تظهر نتائج العام ونكون من الناجحين