تحقيقات وتقارير

أم درمان.. البنات يكسبن الرهان.. وانظارهن تتوجه لـ”طب الخرطوم”


كان يوم أمس (السبت) بمثابة الإعلان عن ميلاد الفرح في كثير من البيوت السودانية على امتداد القطر كافة، فالثالث من رمضان يوم استثنائي للطلاب الذين جلسوا لامتحانات الشهادة السودانية للعام 2015 لأنه كان بمثابة فارق الاختلاف لكثير من الطلاب :”يوما يكرم فيه المرء أو يهان” فعند المؤتمر الصحفي لإعلان نتيجة الامتحانات ، كانت الاسر في حالة ترقب انتظارا لإعلان حصاد السنوات، ليختتم على تباين لافت حين عمت الأفراح كثيرا من الأسر ، في حين انكفأ البعض يلملم أحزان الخيبة ، بفشل معلن عنه، ويطويها على ثوب أمل اللحاق بركب الناجحين في العام المقبل ، فمن مقر إعلان النتيجة مرورا بالمدارس في أحياء الخرطوم المختلفة بأرجاء العاصمة المثلثة وامتداداتها ، كان يوم أمس عند الأسر يوما سريعا خاطفا غنيا بالأفراح والزغاريد تدافع خلاله المهنئون ، وبالنسبة لآخرين كان يوما طويلا ومملا هطلت فيه أنهار الدموع وكثرت فيه مفردات المواساة والأمل ، فعندما بدأ المؤتمر الصحفي لإعلان النتيجة توجه فريق محرري (التيار) صوب المدارس المتفوقة كان أولها بشارع التلفزيون القومي بمدينة أم درمان.
إشادة من الوزارة
ترجلنا بمدرسة (أسماء عبد الرحيم النموذجية بنات) التي أحرزت نسب نجاح عالية .. دلفنا لنجد حال المدرسة يعج بالطلاب وجمع الآباء والأمهات وسط أهازيج الفرح من زغاريد ودموع الفرح وتهانئ الأساتذه لتلاميذهن لم تكن هي فرحتهم وحدهم بل شاركهم فيها الكل بركب تتقدمه وزارة التربية والتعليم بالولاية بقيادة وزير التربية “عبد المحمود النور” الذي بعث بالتهانئ للمتفوقين ، وقال إنه يهنئ كل الأسر والطلاب الممتحنين علي وجه الخصوص وكل المعلمين في هذه الولاية والمدارس المتفوقة علي هذا النجاح ، وأبدي النور رضاءه التام عن نتيجة هذا العام ، معربا عن أن الولاية حصدت نسبا عالية من النجاح بحوالي 89 طالب وطالبة ضمن الطلاب الأوائل بنسب نجاح كبيرة تمثل 72,4% ، وأرجح “النور” بأن هذا الفضل لحكومة ولاية الخرطوم ولمعلميها الذين اجتهدوا وساهروا وبذلوا الجهد مع الأسر التي وقفت خلف هذا العمل الكبير، متمنيا للجميع أن تكلل مساعيهم بالنجاح.
أسرار النجاح
وفي السياق، كشفت مديرة مدرسة “أسماء عبدالرحيم” (آمنة حسن شريف حامد) عن أن النجاح الذي احزرته اكثر من 14 طالبة بالمدرسة هو بفضل من الله ، بجانب وقفة ومجهود طاقم التدريس المتواصل ، الذي جعل من علاقة الطلاب بالاستاذ علاقة الأسرة الواحدة بروح الفريق مع الطلاب والآباء ، وقطعت بإنه لم يكن لديهم دروس خصوصية سوي تكثيف جدول الحصص خلال اليوم وعمل يوم السبت ، وكشفت بأن سر النجاح من فضل الله ، فبالمقارنة مع نتيجة العام الماضي نجدها قد زادت وتحسنت ، وأودعت بنصيحتها أن علي الطالب أن يجتهد والأسرة كذلك ، حتي تكون العلاقة مترابطة وجميلة بين البيت والمدرسة والطالب وأسرة المدرسة ، يجب علي الأهل ان يتفقدوا مستوي الطالب بين كل فينة وأخري.
طب الخرطوم
وبمدرسة “اسماء عبدالرحيم” كان الفرح له شكل آخر مختلف ، فقد أحرزت المدرسة مراكز متفوقة لنوابغها بتحيزها لأكثر من 14 تلميذة ضمن المئة الأوائل ، هن (سارة النعيم سليمان 96.1% ، ولاء عبدالمنعم عثمان 95.4% ، مي ضياء الدين محمد محمود 95.1% ، ريم محجوب سعيد احمد 95.1% ، رثاء ابوالقاسم الشايب 94.9% ، مثابة صديق محمد خير 94.9% ، تبيان عبدالقادر عبدالله 94.7% ، الشيماء حاكم احمد 94.6% ، تسنيم عبدالسلام حاج علي 94.6% ، سجود خالد احمد 94.4% ، لينا مجاهد حسين 94.6% ، آية عثمان احمد 94.4% ، نون الحاج 94.1%) ، وقالت الأولي بمدرسة (اسماء عبدالرحيم) “سارة نعيم سليمان أحمد” بأنها ولدت وترعرعت بالمملكة العربية السعودية 5 وقضت بها حوالي الـ”5″ سنوات ، ومن ثم انتقلت للامارات لتقيم فيها حوالي الـ”3″ سنوات ومن بعدها عادت للسودان وأقامت في حي بانت غرب ، وهي وحيدة لأمها وابيها ، وعن تفوقها ذكرت بأنها كانت تتوقع مرتبة جيدة ، ولم تدر بإحرازها لـ 95% ، وأكدت علي أن التفوق الذي أحرزته هو نتاج جهود من ناس البيت وطاقم الاساتذة ، وأعربت بأن علاقتها كانت وماتزال حلوة بزملاء الدراسة والأساتذة ، وأشارت أنه خلال استعدادها اخذت دروسا في الرياضيات والكيمياء ، وترغب في دراسة الطب بجامعة الخرطوم ، وتعتبر اباها هو مثلها الأعلي لأنه يستحق ذلك ، لتكشف من بعد أنها تستمع للأغنيات الأجنبية وتفضل ، وعن طريقة مذاكرتها قالت : (برجع من المدرسة بأخذ نومة ساعة ، وببدأ قراءة إلي الساعة عشرة مساء ، ومن ثم انوم وما بحب السهر) ، ووجهت بنصيحة للممتحنين في هذا العام بقولها : “درس اليوم باليوم وتركزوا في الحصص ولايرهقوا انفسهم في القراءة” ، واختتمت حديثها قائلة : “مفروض نجتهد عشان ننمي وطنا” ، ” ون دايركشن”.
ترغب في الصيدلة
أما المتفوقة (آية عثمان أحمد عثمان) فقالت في أول مداخلة لها للصحيفة : إنها ترغب في دراسة الصيدلة ، ومن ثم قالت : لم أكن اتوقع النتيجة ، فعند سماع اسمي فرحت جدا ، وأنا عبركم أشكر أسرتي كثيرا، لأنها ساعدتني كثيراً خاصة أمي ، حينها خاطبتنا والدتها (زينب حسن علي بشير) والتي بدورها قالت : صراحة كنت متوقعة أن تحرز ابنتي نسبة 93% والحمدلله أحزرت أكثر منها ، لتردف بإن (آية) لم ترهقهم كثيراً في ذلك فقد كانت تصحو باكراً وتقوم بمراجعة دروسها ، وكنا نقف معها أنا وإخوانها حينما يصعب عليها أمر ، لتضيف : بنصحيها الصباح وبنراقبها طوالي ، و(آية) لم تأخذ أيا من الدروس الخصوصية وما قامت به هو مجهود المدرسة بجانب المجهود الفردي ، وللعلم أكملت مشوار إخوانها النوابغ.
دموع الفرح
لم تكن (رهام أحمد سعد بابكر زرق) هي وحدها التي ضجت زغاريد أهلها بالمدرسة منذ سماعهم بالنتيجة ولكن الشيء الذي لفت انتباهنا تبادل الزغاريد مع المعلمات التي مزجت دموعهن ما بين الفرح والشكر علي تفوق تلميذاتهن ،وتقول رهام التي أحرزت 92% إن إدارة المدرسة لها القِدْح المعلى في المجهود الذي تحصلت عليه التلميذات وأوصلوهن لمثل هذه الدرجة الطيبة، ومن هنا بعثت رهام بالشكر لوالديها العزيزين علي وقوفهم بجانبها ، وقالت أنها كانت تتوقع مثل هذه النتيجة ، ليقول والدها المحامي (سعد أحمد بابكر زروق) أن اليوم هو يوم فرح كبير لا يوصف بنجاح ابنته وصديقاتها ، وقال إنهم كانوا يتوقعون هذه النتيجة وهذه النسبة بالتقريب ولكن كان التمني أن تكون أكثر، وأشار الي أن إبنته كانت تتمني أن تدخل كلية الصيدلة ، واصفا المدرسة أنها لطالما كانت في الريادة والتفوق ولم تخيب ظنون أباء التلميذات كما عودتنا ،متمنيا أن تحافظ علي المستوى وأن تستمر في التقدم نحو الريادة حتي تحصد النجاح وتتقدم أكثر.
لنتوجه الي المتفوقة (مي ضياء الدين محمد محمود) التي حصلت علي درجة 95,1% وقالت عن ذلك بأنها كانت تتوقع احراز هذه النتيجة مسبقا ، لأن المجهود الذي بذلته كان متكاملا من البيت والمدرسة ،وكل الأساتذه بالمدرسة وقفوا معنا ولم يثنهم أي شيء تجاه تفوق المدرسة والصعود إلي الريادة ، وقالت إنها بطلة في السلة وتجيد السباحة و مهارة التصوير ، ولديها حلم بأن تدخل جامعة الخرطوم ،الجميلة ومستحيلة ،وأن يدرج إسمها ضمن طلبة كلية طب الخرطوم ، لتضيف والدتها (أماني المفتي) أنابنتها كانت متفوقة منذ الأساس وتعتمد علي نفسها فكثيرا ما أفرحتنا بالنجاح وتضيف فهي الآن قد حققت حلمها بدخولها لكلية الطب.
لتقول (ريم محجوب سيد أحمد) التي أحرزت نسبة 95% ، إنها كانت تتوقع نتيجتها بالحدود التي أحرزتها وكان لديها الرغبه في دخول طب الخرطوم وكشفت (ريم) عن أن تفوقها لم يكن بمجهود البيت فقط ، بل كان مشتركا مابين المدرسة والبيت بتهيئة الجو الملائم ، لتبعث بالشكر لمديرة المدرسة وطاقم الأساتذة ، وفي الاثناء خاطبنا المتفوقة (ولاء عبد المنعم عثمان حمزة) التي أحرزت 95,4% ، وقالت لنا : لطالما كنت أتمني أن أدخل المجمع الطبي لجامعة الخرطوم كلية الصيدلة وبحمد الله أخيرا تحقق ما كنت أصبو إليه ، مشيره إلي أن الدور الكبير هو للأسرة وللمدرسة معا، فهما عمود النجاح لكل الطلاب المتفوقين ، وهنالك حكاية مختلفة عاشتها فتاة ..تقول لميس الوسيلة أنها رغم الظروف التي مرت بها إلا أنها كانت تتوقع أن تحصل علي نتيجة مغايرة وتضع لميس جلّ أمالها أن تدخل طب أسنان رغم النسبة التي أحرزتها 90,1%.
محمد سيد حاج تتفوق
ومن مدارس “ابوبكر سرور” بمدرسة “محمد سيد حاج للموهوبين” ، التقينا بالنابغة (محمد كمال ضياء الدين عباس) الذي أحرز نسبة 93.9% ، والذي قال خلال حديثه بإنه لم يكن يتوقع ، لكنه يحمد الله كثيراً علي فضله ، وزاد : ساعدني الوالد والوالدة وطاقم الاساتذة بالمدرسة ، بجانب الدورس التي كنت اتلقاها في فترة الاجازة ، وقال بإنه هلالابي ، رغبته طب الخرطوم ، وذكر بإن برنامجه أنه كان يصحو منذ الساعة الرابع فجراً ليقوم بمراجعة دروسه ، ويقوم بمراجعة درس اليوم باليوم ويتابع ذلك مع المعلمين ، وأكد علي أن دور المدرسة كان كبيراً ، وعن ميوله قال إنه يعشق الحاسوب والرياضة ..أيضا بمدرسة محمد سيد حاج للموهبة والتميز وهي مدرسة مشتركة تضم 16 طالبة وعشرين طالبا ..الأولي في المدرسة كانت هبة عبد القادر حمزة الطيب نسبة 95,6% وهي حائزة على المركز التاسع ، والطالب محمد كمال الدين عباس 93.9% ويقول مدير المدرسة بشير الطيب بشير إن من جملة الجالسين لإمتحان الشهادة الثانوية لديه 36 طالب وطالبة فيهم 15 طالب وطالبة أحرزوا فوق الـ90 % وأن نسبة النجاح قد تخطت النسبة السابقة ، ومن ذات المدرسة التقينا بالمتفوقة (مني كمال عبداللطيف) التي احرزت نسبة 91.3% ، وفي حديثها لنا قالت : إنها لم تكن تتوقع أن تحرز نسبة بعينها لكن تفوقت ، وأشارت الي ان نجاحها كان بمجهود الكثيرين من حولها ،خاصة البيت بجانب المجهود ذاتي ، وكشفت بأنها آخر العنقود ضمن 5 بنات وترغب في دراسة الهندسة ، بجانب ميلها لقراءة الروايات والكتب ، وقالت إنها كانت في فترة الاجازة تقرأ الدروس حتي تعرف ما يترتب عليها ، لتعرب بإنها تفضل (أن يعيش كل فرد تجاربو براهو)..

التيار