مزمل ابو القاسم

قناة النيلتين


* كتبنا من قبل ونكرر من جديد: من يريدون التدليل على سوء إدارة المرافق العامة، وهوان المال العام، وسهولة تبديده، فلن يجدوا أفضل من نموذج قناة النيلين الرياضية ليكتبوا عنه، ويستدلوا به.

* سندلل على ذلك بواقعة أخذت حيزاً في القناة التي قدمت أستوديو تحليلياً لمباراة مهمة، كان أحد عملاقي الكرة السودانية طرفاً فيها!

* تمت استضافة اثنين من المحللين الرياضيين للتعليق على مجريات المباراة، وامتد الأستوديو التحليلي أكثر من ساعة، وتواصل بعد أن بدأ اللعب، من دون أن تظهر صورة المباراة على الشاشة.

* ظل مقدم الأستوديو يتحدث عن انتظارهم للصورة وانقطاعها من المصدر، حتى أصابه اليأس فاعتذر لمشاهديه، ولملم أوراقه ورحل.

* اتضح لاحقاً أن الفريق الفني المكلف ببث المباراة لم يتحرك من مباني التلفزيون أصلاً، لأن الشخص المكلف بإدارة القناة، (كان يعمل مديراً لمكتبة التلفزيون قبلاً) أمر بعدم بث المباراة، احتجاجاً على عدم إخطار الاتحاد للقناة بتعديل موعد المباريات.

* اتخذ المدير قراره، وذهب إلى داره، لم يخطر به أحداً، ولم يتابع قناته، ليوقف مهزلة الأستوديو (أبو من غير مباراة)!

* قناة الفشل الفضائية استفادت من (مكرمة) قيِّمة، قدمها لها نصير الرياضيين، سعادة الفريق أول بكري حسن صالح، النائب الأول لرئيس الجمهورية، الذي أمر وزارة المالية بتسديد عدة مليارات من الجنيهات للاتحاد السوداني لكرة القدم، لتمكين الملايين من محبي المستديرة من متابعة أكبر وأهم بطولة رياضية في السودان.

* المليارات المذكورة رميت في بحر الإهمال، وأنفقت في ما لا طائل من ورائه، بعد أن تكرر فشل القناة في بث مباريات الدوري الممتاز.

* لقاء الهلال وأهلي شندي لم ير مشاهدو القناة من شوطه الأول إلا عشر دقائق تقريباً.

* مباراة الرابطة كوستي والمريخ لم تُبث، لأن الفريق الفني الذي أرسلته القناة إلى كوستي فشل في رفع الشارة للتلفزيون.

* صورة قناة النيلين ترتجف، وتتجمد، وتنقطع باستمرار، وقد سبق للأخ المهندس الطيب مصطفى أن علق على ذلك العيب الفني المزعج، مرجعاً إياه إلى نقص الكفاءة وغياب المتابعة في القناة المذكورة، وشهادة الطيب ليست مجروحة، لأنها صدرت من أحد الذين تولوا إدارة التلفزيون سابقاً.

* غياب الإشراف الفني وضعف التنظيم الإداري يتضح بجلاء في البرامج التي تعرض يومياً، والأهداف التي تبث في قناة الفشل سُجلت (من زمن حفروا البحر)!

* نوصي الزميل الصديق الزبير عثمان، مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بإصلاح حال هذه القناة أو إغلاقها على الفور، لأن ما يحدث فيها يسيء له وللتلفزيون وللسودان كله.

* (النيلتين) بوضعها الحالي جثة، تحتاج لمن يسترها، ويواري سوأتها، ويوفر المليارات التي تهدر عليها.