زاهر بخيت الفكي

حالتنا مُش باهية..يا مهدى..!!


خاوينا الفقـر ..أصبـح رفيقنا الجــوع
كم نادينا صحـنا صـوتنا ما مسموع
حاصرنا الفساد ..الدعم صـار مرفوع
واطاتنا صبـحت بور.. إدمّر المشروع
فى مُنتصف ثمانينيات القرن الماضى هاجر (بلة أب زنّة) ، توجه أب زنّة مع رفاقه إلى جماهيرية العقيد القذافى ، أعجبته تلك الديار وفيها طاب له المقام (كسر رُكبة) ولم يعُد ثانية إلا بعد أن اضطرته ظروف الحرب الأخيرة وزوال القذافى للرحيل ، للأسف رجع إلى أهله كما ذهب منهم بلا شئ إلا من بعض مُفردات ليبية أصبح يُضيفها إلى ما يرويه من قصص لا يُصدقها أحد من معارفه ، لم يُرسل إلى أهله ولا ديناراً واحدا ، رسائل فقط كانت تأتيهم فى سنواته الأولى وقد أشبعهم فيها بالآمال وبقُرب انفراج الأحوال ، انقطعت الرسائل ولم تنفرج الأحوال ولم ينتظر منه أهله أصلاً شئ و(الفيهوا معروفة)..
جاءهم (يد ورا ويد قدام) ، أكثر من ربع قرن من الزمان مضى وهو يتسكع فى الجماهيرية ، سنوات طويلة ضاعت منه صاحبنا ، لم يظن يوماً فيها أن الظروف قد تُعيده ثانية إلى أهله بلا جديد رغم مُضى هذه السنوات ، عندما حاصره أهله بالأسئلة وقد ضاعت أجمل سنوات عُمُره فى اللاشئ عن مصيره ومصير مستقبله هنا إن كان هُناك من مستقبل ينتظره أجابهم وبكل برود أن الحال فى السودان مُش باهية..
طيب نحن عارفنها مُش باهية وما جبت جديد إنت وينو عمارك..؟
(أقرّ رئيس كتلة حزب المؤتمر الوطني، مهدي إبراهيم خلال التداول على خطاب البشير في افتتاحية الهيئة التشريعية القومية، بأن الشعب السوداني يئن تحت وطأة الفقر، وطالب البرلمان بمباشرة دوره بالتنسيق مع وزارات الجهاز التنفيذي الاقتصادية لتحسين الأوضاع المعيشية وألا يترك الأمر لوزير المالية وحده.)
يا دووووب يا مهدى ..؟ يا سيدى نحن عارفين الموضوع ده..
نتمنى أن يقر ديوان الزكاة فى بلادى كذلك بهذه الحقيقة مع احصاءات تُوضح نسبة الفقر الحقيقية ، اقتربت عندهم من نصف عدد السكان وفقاً لما ظل يُعلنه الديوان والواقع يُكذب الرواية وقد تجاوزت نسبة الفقر فى بلادى أكثر بكثير من النصف ..
يا أخى أين كُنت والشعب السودانى قد شبع من الأنين وما عادت وطأة الفقر رغم قسوتها تعنيه فى شئ ، لقد اكتسب مناعة حيرت الفقر نفسه تحطمت أمامها كل معاوله الهدامة ، أين أنت وأبواب أهلنا مُشرعة دخل الفقر وأصبح يتجول كما شاء لم يخرج ولن يخرج بسهولة هكذا ، بالله عليك أى شئ فعلتموه له لتخففوا عن هذا الشعب الكريم هذا الحمل الثقيل وترفعوا به عن كاهله بعضاً من مُعاناته ، لا شئ بالطبع ..
هل من جديد يا مهدى ..؟
جميعُنا يُدرك أن لا جديد وحالتنا صارت ( مُش باهية)..
والله المُستعان..