زاهر بخيت الفكي

أخى الوزير..يُعقل ونُص وخمسة ..!!


لا مستحيل أبداً فى بلدِ العجائب وكلوا شئ مُمكن..
ارتفاع جنونى للأسعار فى هذا الشهر الفضيل معلومة توصل إليها أخيراً السيد وزير الدولة بوزارة الثروة الحيوانية والسمكية وقد أفادنا مُتسائلا..
هل يُعقل أن يصل سعر العجورة (8) جنيهات ..؟
ما المانع فى أن تصل العجورة إلى هذا السعر الخرافى..
لا شئ ابداً يدعوك للدهشة حتى لو وصلت إلى أضعاف سعرها..
الأمر بالنسبة لعامة الناس لا غرابة فيه وهم يعلمون تماماً ما هو السبب الحقيقى فى ارتفاع الاسعار وقد بطل العجب عندهم بعد معرفتهم للسبب..
يحكى أحمد ودحليمة المُزارع المُجتهد الناجح فى مشروع الجزيرة عن نفسه قائلاً لقد قُمت بزراعة حواشتى بالعجور فى الموسم الزراعى قبل الماضى ، كُنت أُمنى نفسى بموسم ناجح بعد حصاد ما زرعت سيما ورمضان على الأبواب وفيه يكثُر الطلب على هذه السلعة ، لم أبخل عليها تحضير ونظافة وأسمدة وغيرها، حلّ علينا رمضان وبدأنا الحصاد وقد كانت الانتاجية المتوقعة تُبشر بمحصول وفير يُحقق لى عائداً لا بأس به يُغطى التكاليف ويفيض..
جاء عُمال الحصاد وتمت تعبئة العجور فى جوالات حمولة لورى (أوستن) كاملة كأول حصاد ، ذهبنا للقرية للافطار واتفقنا أن نتحرك بعد صلاة العشاء على أمل أن نصل السوق المركزى الخرطوم مع الصباح الباكر ، أمطرت السماء فى يومنا ذاك وتعذر الوصول إلى طريق الأسفلت إلا بمشقة وبواسطة تراكتور استأجرناه ارتفعت به تكلفة المُنتج بالاضافة لبقية الرسوم المُتحصلة الأخرى ، وصلنا السوق المركزى وتصرفنا فى محصولنا للأسف أجرة اللورى والتراكتور وغيرها من النفقات الأخرى لم تترك منه شئ يُغرى على الاستمرار ، عُدت إلى القرية وقد قررت أن أجعل أرض الحواشة وما فيها من محصول مرتعاً للأبقار ولم تكن تلك أول مرة..
أى مُعينات وفرتها الدولة لهؤلاء حتى تنخفض بها أسعار منتوجاتهم..
لا طريق مُعبد خالى من الجبايات ولا دعم مالى لا تشجيع ولا غيره..
تتحمل هذه العجورة حتى تصلك للاستمتاع بها كثير من الأعباء..
دعك من العجور وهو سلعة يُمكننا الاستغناء عنها نهائياً ماذا عن المنتجات الحيوانية ومشتقاتها وأنت سيد العارفين..
هل سألت عن اللحوم فى رمضان وسعر الكيلو الصافى 80 جُنيها..؟
ماذا عن الألبان ومُشتقاتها وعن ما وصلت إليه أسعارها..؟
بالمناسبة أسواق أهل السودان البلد الأكثر انتاجاً للماشية تمتلئ بالألبان (السعودية) والأجبان المستوردة يا وزير(الثروة الحيوانية) ..
هل يُعقل..؟
لن تستقيم الأمور ولن تعود الأسعار إلى معقوليتها بلا انتاج ولن يرتفع الانتاج إلا بتوفر مطلوباته ومُعيناته ، لن تُجدى مثل هذه الأحاديث بلا عمل جاد وبلا بنىً تحتية تتحق وترتفع بها الانتاجية وقد دمرنا ما كان موجوداً منها ..
عادى جداً لا تندهش أخى..
والله المُستعان..