أم وضاح

النيل الأزرق في الخرطوم!!


رغم أنني كنت قد قررت أن اختصر واقتصد حد الامتناع عن الظهور هذا العام، وفي موسم رمضان الذي تزدهر وتكثف فيه البرامج الحوارية والسهرات في أية فضائية، مقدمة أو ضيفة، لأسباب كثيرة أولها وأهمها أن الاستراحة تمنحني قدراً من التأمل والتفكر وجرد الحساب، لكنني لم استطيع أن اعتذر عن دعوتين قدمتا لي من شخصين احترمهما وأقدرهما جداً للإطلالة عبر برنامجين من إنتاجهما.. الأولى كانت دعوة من الأخ “شكر الله خلف الله” لبرنامج (دعوة ليكم) الذي يقدمه الأستاذ “مصطفى أبو العزائم”، والثانية دعوة من الأخ “هيثم التهامي” منتج برنامج (مختلف جداً) الذي يقدمه على فضائية الخرطوم الأستاذ الزميل “خالد ساتي”.
(دعوة ليكم) كانت استضافة للحديث عن النقد والصحافة والحياة اصطحبني فيها الأخوة الزملاء “طارق شريف” والأخ “هيثم كابو” والأخ “وجدي الكردي”، وفي برنامج (مختلف جداً) شاركني الحوار الأخ “الطاهر حسن التوم” للحديث حول الشراكة الجديدة بقناة النيل الأزرق، وبصراحة تحمست جداً للمشاركة لأنني سأكون وجهاً لوجه مع الأخ “الطاهر” باعتباره ممثلاً للشريك الجديد “وجدي ميرغني”، وبالتالي هي فرصة لأكتشف من خلال الحوار إلى أين تسير قوارب النيل الأزرق، وليكتشف معي المشاهدون كيف يفكر الرجل الذي يمثل العقلية الجديدة التي تدير هذه القناة.
وللأمانة أقول إن الأخ “الطاهر” الذي ولأول مرة أقابله وجهاً لوجه تلمست من خلال حديثي معه قبل بداية اللقاء انفتاحاً وترحيباً بالرأي الآخر. وقد حدثني الأخ “خالد” أن “الطاهر” وافق على مناظرتي لأنه يعتقد أنني من الأقلام التي تكتب عن النيل الأزرق بتجرد دون غرض أو مصلحة، وجلسة مدتها عشر دقائق قبل اللقاء كانت كفيلة بأن تزيل الحساسية بيني والرجل، خاصة وأنني كنت من أكثر الرافضين لبعض القرارات التي برز اسم “الطاهر” في واجهتها كمحرك لها مثل قرار إقالة “الشفيع”، لندخل الأستوديو والأخ “خالد” بالتأكيد يتمنى أن (يولع) النقاش بيني وبين “الطاهر” لمصلحة برنامجه بالتأكيد، وربما هذا الحديث في بعض المحاور، إلا أنني وبصدق اعترف أن كثيراً مما قاله “الطاهر حسن التوم” تلمست فيه صدقاً وشفافية خاصة في ما يتعلق بمستقبل القناة والرؤى المبذولة لتكون شبكة قنوات تخلق طفرة جديدة في الحراك الإعلامي الفضائي.
ولعلي بعد حديث “الطاهر” عن الجزئية الخاصة بإعفاء “الشفيع”، شعرت بأننا كنا ملكيين أكثر من الملك نفسه.. وأقول ليكم كيف.. إذ إن إعفاء “الشفيع” الذي مثل صدمة لكثيرين يومها ولا زال لم يكن كذلك بالنسبة لـ”الشفيع” نفسه الذي واصل عمله كالمعتاد متأقلماً مع الوضع الجديد، ومواصلاً دوره كمنتج لـ(أغاني وأغاني).. وحتى المنصب الجديد كمدير لإذاعة النيل الأزرق الذي (اتحمقنا) عليه وظنناها (زحلقة) ظريفة تقبل الرجل الوضع ومضى عقده بكل سلاسة وسهولة ليسقط في يدنا ويفقدنا صاحب القضية الأصلي كل الدلائل في الدفاع عنه وعن قضيته إن وجدت!!
في العموم، أقول إن “الطاهر” قد نجح في أن يبذل دفوعاته عن الشراكة الجديدة وتحمل مخاشناتي واللعب الضاغط الذي تبادلنا فيه الأدوار أنا و”خالد ساتي”، ليقدم مرافعة عن شكل ما تم وما كان وما سيكون!! في العموم، وبمثل الظن الحسن للأخ “الطاهر” حول ما يكتبه هذا القلم بدوافع مهنية بحتة سنظل نكتب عن النيل الأزرق متى ما قدمت الجديد والمبتكر بكل شفافية ومهنية، ولن نرفع عنها القلم إن لمسنا تقصيراً أو إخفاقاً لأنها- أي النيل الأزرق- واحدة من النفحات التي تهب على السودانيين بالجمال والإبداع، ولا نريد لها أن تعصف بها رياح هوجاء تحيلها إلى بؤس وشقاء.
{ كلمة عزيزة
كل الشواهد حتى الآن للأسف تذهب بنا في طريق أن السيد الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” ما قادر يتأقلم مع منصبه الجديد كوالٍ للخرطوم الولاية التي تحتاج إلى شخص متفرغ أربع وعشرين ساعة، سياسي بدرجة جنرال وجنرال برتبة سياسي.. أعتقد أن الوضع لو استمر على ما هو عليه سيتسبب في كثير من الثغرات والإخفاقات التي لا تتحملها ولاية بحجم وأهمية الخرطوم، والأخ الفريق يمكن أن يذهب إلى أي منصب يجعله قريباً من الرئيس، والرئيس مطالب بأن يمنحنا والياً قريباً من الناس.
{ كلمة أعز
بلدنا دي مشكلتها أنها تتعامل مع المبدعين الأكفاء بمبدأ لا كرامة لنبي بين أهله، ولو ما كده لكان “خالد ساتي” هو واحد من أشهر المقدمين على الشاشات العربية، وربما أعلاهم أجراً!!