مقالات متنوعة

سهير عبد الرحيم : رأسك قوي


قرار ممهور بتوقيع وزير التربية والتعليم يوجه فيه بتعطيل الدراسة في العشر الأواخر من شهر رمضان لتمكين الإخوة المعلمين والطلاب من إحياء سنة الاعتكاف، وإقامة صلاة الليل خلال العشر الأواخر بمعنى أن بداية التهجد والاعتكاف تكون عادة في اليوم التاسع عشر من رمضان وهو يوم الاثنين الموافق السادس من يوليو، بمعنى أن المدارس ستبدأ في محاولة الاستفادة من العطلة منذ يوم الخميس 15 رمضان فيتم التحايل على يوم الأحد فتكون الإجازة بصورة عملية يوم الخميس 15 رمضان بدلاً عن 19 رمضان.
أما إذا افترضنا حسن النية وأن المدارس لن تتحايل وتستفرد بيوم الأحد وستبدأ إجازتها يوم 19 عوضاً عن 15 فهذا يعني أيضا وحسب حديث السيد الوزير أن الدراسة ستتوقف أحد عشر يوماً.
ما نريد أن نخلص إليه من كل هذا أن وزارة التربية والتعليم وزارة صماء لا تسمع إلا صوت نفسها، وتلف وتدور في حلقة مفرغة. لقد بح صوتنا ونحن نتحدث عن الاختيار السيئ لتوقيت بداية العام الدراسي، والذي ناقشنا فيه ارتفاع درجة الحرارة ووصول الخريف ورمضان في توقيت واحد مع تردي البيئة المدرسية والقصور الواضح في الإجلاس والكتاب المدرسي.
رغم هذا لم نجد أذناً صاغية وواصلت الوزارة إعراضها عن النصح والمشورة.
الآن هناك سؤال نطرحه على السيد وزير التربية ونتمنى أن يمتلك الشجاعة الكافية للرد عليه، هلا أخبرتنا سيدي الوزير ماذا استفاد الطلاب من بداية الدراسة في التاسع من يونيو الجاري؟
سأقول لك أنا ماذا استفادوا. استفاد الطلاب حصصاً فاضية، وعدم استقرار في الجدول، التهابات ونزلات وحمى بالجملة، تذبذب التحصيل ما بين قطوعات المياه وقطوعات الكهرباء، تحملهم لاستياء المعلمين وصداعهم وإرهاقهم نتيجة لقيامهم بالتدريس وهم صائمون وسط ظروف عمل سيئة أبرزها انقطاع التيار الكهربائي وانقطاع المياه.
لقد قلنا أكثر من مرة ونعيدها، للمرة المائة بعد الألف: أطفالنا ليسوا فئران تجارب يا وزير التربية.
كما أن تمسكك في ما مضى بقرار بدء الدراسة في موعدها وما أرفقته معه من بيان طويل أغفل تماما ظروف الطقس وتزامن شهر رمضان مع بداية الدراسة، وما قرارك الأخير هذا إلا برهان أكيد على التخبط والعشوائية في الوزارة، أم أن هناك سبباً آخر مثل أنك فوجئت برمضان أو فوجئت بأن هناك (عشر أواخر) فيهن اعتكاف وعبادة وتهجد وتقرب إلى الله. حقيقة نفسي أفهم (ليه رأسك قوي)؟
خارج السور:
مدرسة الخرطوم العالمية والتي بدأت السنة الدراسة لطلابها متأخرة عن رصيفاتها بقرابة الأسبوعين ها هي تعود مجدداً لإرسال خطابات لأولياء الأمور تعلنهم فيها بتعليق الدراسة، وذلك بسبب انقطاع المياه. هذه المدرسة العالمية وهذا حالها، وهي عاجزة عن توفير المياه لطلابها الذين يدفع أولياء أمورهم (دم قلبهم) لدراستهم، فكيف يا ترى الحال بالنسبة لي ناس قريعتي راحت؟

سهير عبد الرحيم