جمال علي حسن

الإمام الصادق.. أفكار صادمة


زعيم حزب الأمة يريده حواراً تحت كرباج المجتمع الدولي، وفي نفس التصريحات أو الخطاب الذي طلب فيه المهدي يوم الأربعاء من مجلس السلم والأمن الأفريقي إصدار توصية لمجلس الأمن الدولي ليصدر بها قراراً يفرض به الحوار بالشكل والأجندة التي يراها مجلس الأمن أو تراها أمريكا وأوروبا أو التي يراها الصادق المهدي.. في نفس هذا الخطاب يتحدث الصادق المهدي في خاتمته عن ما وصفها بأنها أكبر عملية تدويل جرت للسودان كانت شواهدها بحسب حديث المهدي نفسه هي دخول آلاف الجنود الأمميين للسودان وصدور 62 قراراً دولياً بشأن السودان..!
تناقض غريب في حديث المهدي الذي يشكو فيه من التدويل ويحكي عن الـ 62 قراراً دولياً التي صدرت بشأن السودان في عهد الإنقاذ وفي نفس الوقت يعود ويطالب المجتمع الدولي بإصدار القرار الدولي رقم 63 بشأن السودان الذي يراه المهدي أنه يمثل المخرج والحل السحري للأزمة السودانية..
سيدي الإمام، إما أن تكون ناقداً لتدويل قضية السودان وهذا موقف يقتضي منك أن تطالب بسودنة الحوار بالكامل وجعل (زيتنا في بيتنا) وإما أن تطرح ما طرحته من مطالبة بتدخل مجلس الأمن ووصايته الكاملة على الحوار الوطني وفي هذه الحالة ليس لديك الحق بأن تتحدث مرة أخرى عن تدويل القضية السودانية إطلاقاً لأن هذا الذي يطالب به السيد الصادق المهدي لو تحقق على أرض الواقع سيمثل أكبر عملية تدويل جرت في السودان وسيحفظ التاريخ أن حفيد الإمام المهدي هو الذي طالب بوضع السودان تحت الوصاية الأمريكية والبريطانية والدولية وتسليمهم مفاتيحه بأيدينا طوعاً أو كرهاً.
أعتقد أن أفكار الصادق المهدي في هذه المرحلة لم تعد أفكاراً ملهمة أو تعبر عن خبرته كرمز وطني كبير بل تدحرجت كرته لتستقر تحت جلبابه فتتحول رحلة للعثور على الجلباب المفقود، جلباب السلطة والزعامة، هي المركز الأساسي لأي فكرة أو مشروع سينتجه عقل الإمام.. لتتحقق فيه مقولة (صاحب الحاجة أعمى).
وفعلاً خرجت هذه الفكرة عمياء تماماً لا ترى شيئاً أمامها أو خلفها خارج حدود هالتها السياسية الذاتية وفردوسها المفقود، أين مصلحة الوطن ومستقبله في فكرة المهدي هذه.. لماذا لم يقدم الصادق المهدي نماذج لقضايا بلدان عربية نجح تدخل المجتمع الدولي في حسمها وعادت مستقرة آمنة..
أين هو العراق الآن.. وإذا كان لمجلس الأمن لسان وسلطان يحسم به القضايا فلماذا لم يحسم قضايا سوريا واليمن وليبيا وأين هو من أنين الظلم الذي يعانيه المسلمون في بورما؟
قل كلاماً آخر سيدي الصادق.. قدم فكرة متجردة وحلولا آمنة تتناسب مع وزنك وتاريخك الكبير.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين