زاهر بخيت الفكي

رسوم رمى الجمرات..!!


رسوم تُدفع هُنا وهُناك..
وزير ماليتنا يُقر بأنها لا تدخل خزينته وإلى غيرها تذهب..
يا تُرى أين ذهبت تلكم الأموال وكم هى ..؟
فى أحد مواسم الحج القريبة ذهب (موظف تحصيل) ظريف لأداء فريضة الحج ولأول مرة ، كان سعيداً بزيارة بيت الله الحرام ، فى أريحية معهودة استقبلتهم السعودية وقد وفرت لهم كل المُعينات لأداء هذه الشعيرة بسهولة ويُسر ، أُعجب صاحبنا بما شاهده من توسعة للحرمين وبقية المشاعر المرتبطة بشعيرة الحج والعمرة واستيعابها لكل هذه الأعداد ، جُهد جبار تقوم به المملكة فى إدارة كل هذه الحشود المليونية مع تباين ثقافاتهم وضيوف الرحمن يتوافدون عليها من كل فج عميق وفى كل عام، جاء يُحدث الناس عنها وباعجاب شديد وعن تلك الخدمات التى تُقدم للحجاج مع كثرتهم وبلا (مُقابل) ماء زمزم البارد،دورات المياه،الخدمات العلاجية والأدوية وغيرها..
لا يدفع الحاج شئ مقابلها،هكذا جاء مُتساءلاً وقد بدأت المُقارنة عنده..
يا تُرى ماذا لو كانت عندنا هُنا فى بلد الجبايات والرسوم هذه..؟
ما أجمل الجمرات وما أكثر دخول الناس إليها ، ما كُنا تركناها هكذا يدخل الحاج ومنها يخرج بلا مُقابل ، كُنا أحكمنا قبضتنا عليها ولن يستطيع أحد الإفلات من مُتحصلينا وهم على أبوابها ولن يُسمح بالدخول إليها إلا برسوم نُسميها (رمى الجمرات) مع توفير حجارة الجمرات بواسطة (متعهدين) (مُتدينين) كل كيس يحتوى على (7) حبات فقط ويُمكن أن يتغير السعر مع كل جمرة أوحسب جنسية الحاج نفسه ومدى ثراء دولته مثلما يحدُث فى جامعاتنا مع أبناءنا طُلاب الشهادة العربية وسيدفع الحُجاج طالما الأمر أمر دين وكلوا شئ لله..
هكذا جاء وقد اطلق العنان لخياله ومعاهوا حق..
نعم يا وزيرنا رسوم كثيرة تُدفع تختلف مُسمياتها بدون أورنيك (15).
كم عدد الجبايات والرسوم الأخرى وبأى ايصال كانت تُدفع ..؟
الله وحده من يعلم..
مياه الشُرب الشحيحة عندنا (مثلا) رغم وفرتها فى نيلنا العظيم ونُدرتها فى منازلنا فى حال وصولها إلى داخل المنزل أم لا وهو الغالب لابد لك من الدفع مُقدماً عند شراء الكهرباء(إن توفرت)مع أول كل شهر مُضافاً إليها ايجار العداد الشهرى (عجباً)وقد دُفعت قيمته كاملاً وبالاتفاق قبل وصول التيار وغيرها من الرسوم (المنجورة)..
لا خدمة تُقدم هكذا بلا مُقابل وكثيراً ما تُدفع رسوم وبلا خدمة..
نُبدع فى فرض الرسوم وزيادة الايرادات بلا مردود ايجابى يصُب فى مصلحة الوطن ولا المواطن ازدادت الرسوم وكثُرت الشكاوى..
آخر ابداع ، رسوم زيارة مقابر (الخبر كاذب) لكنه نواة لفكرة تحصيل هائلة قابلة للتنفيذ فى وطن العجائب والضرائب والغرائب.
مرحباً بالايصال الإلكترونى (المُتعثر) ومع تعميمه نحن بلا استثناء ..
وكل عام وجميعُنا بخير..