أبشر الماحي الصائم

الإسلامويون.. كيف ولماذا


درج بعض إخواننا الرفاق، ممن يشتغلون بمهنة الكتابة والفكر، درجوا على استخدام مصطلح (الإسلامويون) عندما يريدون الإشارة في الحديث (للإسلاميين)، وأتصور أنه استخدام يضر في المقام الأول بالمقال نفسه بحيث يكون خصماً على شعبيته وانتشاره، فربما يتخلف كثيرون من الفقرة الأولى عن مواصلة مشوار قراءة المقال، على أن صاحبه يفتقد منطق الحيادية ككاتب، ويحمل فكرة عدائية إقصائية مسبقة قد تعصف بمستقبل طرح أفكار المقال، فعلى سبيل المثال، صاحب هذه الملاذات – عليه من الله الرحمة والرضوان – يختلف جملة وتفصيلاً مع أفكار الشيوعيين، لكني في المقابل لا أملك إلا أن أناديهم بأحب أسمائهم عند صناعة مقالاتي، على الأقل إن هذا الأدب سيكون لصالح قراءة فكرتي التي خرجت لترسيخها، كما أن من يلتحق برحلة مقالي كما لو أنه يصبح تحت استجارتي، فسآجره باحترام مقامه حتى يسمع كلام مقالي ويمشي معي إلى نهاية الخطى، فمشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها، فماذا سيخسر الإسلاميون بانحطاط التوصيفات، على طريقة (ماذا كسب الغرب بانحطاط المسلمين؟)!! على الأقل إن عمليات استدراك مثل هذه الاستدلالات ستكون لصالح توصيل الأفكار، فلو كنت كاتبا ماركسيا ملتزما لما وسعني إلا أن أنزل الإسلاميين منازلهم فقط لصالح توصيل فكرتي التي خرجت لأجلها، فالكاتب الحصبف هو الذي يسوقك إلى آخر سطر ينطق فيه بحكم الإعدام على فكرتك ووجهتك، لكن من يصدمك بحكم الإعدام في أول فقرة من مقاله، فلن يكسبك بطبيعة الحال كقارئ إلى نهاية رحلة المقال، فيمكن أن تتخلف في أقرب محطة عن ركب مقاله، وفي المقابل سيخسر هو نفسه، إذ أن رأسمال أي كاتب يكمن في ثقل قلمه و(حمولة قرائه)، لا أعرف – والحال هذه – كيف يتحرك على سبيل المثال صديقي القاص إسحق فضل الله في قارعة الطرقات بحمولة خمسين ألف طن، أو قل خمسين ألف قارئ، وذلك لسبب بسيط جدا، إسحق يغني لك في أول المقال فيطربك، ثم يتوهك في منتصفه، ثم يجعلك (تجعر) في نهاية المقال !

* غير أن واحدة من حسنات (الإسلامويين) التي فشلوا حتى الآن في التعبير عنها، هو أنهم كما ذلك الداعية الذي أخذ أحدهم، من محطة أنه لا يصلي مطلقا إلى خانة (المسيئ صلاته) كيف؟! فعلى سبيل المثال، الإسلاميون هم من نقلوا البنوك السودانية إلى محطة الصيرفة الإسلامية، فانتقل الجدل من (هل تعتمد الدولة النظام التقليدي أم الإسلامي؟)، انتقل إلى موقع زعمهم بأن (هنالك بعض العمليات المصرفية غير إسلامية)!! فمثلا لما يجادلك أحدهم بأن المضاربة غير شرعية، فهو في المقابل كما لو أنه يقر بأن المرابحة عملية شرعية و.. و..

* حتى إخواننا الرفاق الآن قد انتقلوا بفضل جهد (الاسلامويين) من مربع (هل نعتمد الشريعة مصدراً للتشريع أم لا؟) إلى جدل (كيف تطبق الشريعة).. أو أن الإسلامويين لم ينجحوا في تطبيق الشريعة الإسلامية!! فينتقل الجدل إلى أدبيات (إذن فلنبحث عن من هو أجدر بتطبيق الشريعة الإسلامية)، وليس هنالك طريق للردة مطلقا، يكفي أن الإسلامويين هم من جعل الشيوعيين يقولون “نحن لسنا ضد الشريعة ولكننا ضد الإسلاميين”!! أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه.