رأي ومقالات

الأنظمة لا تسقط بالمعارضة، بل تسقط بكثرة المنافقين حول الحاكم


أبشروا — لن يزيد المنافقين واحد

لن أكون من المصفقين المؤيدين آناء الليل وأطراف النهار

نعم أحب الرئيس وأؤيده وكنت لأهاجر خارج الوطن إذا إرتضى رئيسا غيره.. لكنى لا أبايعه على بياض — ولن أمنحه تأييد مطلقا ، أو تهليلا من باب الاحتياط

لن أنصره ظالما أو مظلوما

فإذا أصاب سأكون فى أول صفوف المؤيدين — وإن أخطأ سأكون فى أول صفوف المعارضه

خير للرئيس أن يكون حوله ألف معارض ، على أن يكون حوله عشرة منافقين .

فالأنظمه لا تسقط بالمعارضه ، بل تسقط بكثرة المنافقين حول الحاكم ،فلا يعود يرى شيئا حقيقيا، وسط كم النفاق والتهليل والتطبيل من هؤلاء الذين أدمنوا الانبطاح الاحتياطى.

هكذا سقط نظام مبارك الذى جعل من الفساد فى مصر أسلوب حياه

وهكذا سقطت جماعة ” أنا مش إخوان بس بحترمهم ”

بات يقلقنى كثيرا تزايد المنافقين حول الرئيس.

وهؤلاء يمكن أن تعرفهم بسهوله . فهم مؤيدون مهللون مصفقون طوال الوقت أصاب الرئيس أو أخطأ.

تجدهم يرفعون أيديهم بالموافقه اللااراديه تماما مثل نواب الحزب الوطنى فى مجلس “الموافقون” المنحل

فما أن تنتقد قرارا للرئيس حتى يعلو نباح المرتزقه يتهمونك بمحاولة هدم الوطن ، وما أن ترفض زندا حتى يتهمونك بالتآمر على الرئيس.

وما أن تتهم مسئولا أو وزيرا بالفشل حتى يرفعون عبارة “تحيا مصر” فى وجهك وكأنك لسه نازل من بوكس الجاسوسيه طازه. وما أن تمتعض من تعثر الحكومه حتى تجد إتهامات بالعماله والتمويل من الخارج.

وما أن تحذر الرئيس من بطء الخطى وغياب الرؤى حتى تجد من يبحث لك عن فضيحه لتكون عبره لغيرك.

فصار إنتقاد الرئيس تآمرا على الوطن.

وصار إنتقاد أداء الحكومه عمالة للخارج.

وصار الاعتراض على وزير تنفيذا لأجندات إخوانيه قذرة.

فلا تجد أمامك إلا الصمت لتأخذ صك الوطنيه . أو تنضم لغمرة المنافقين فيزيدون واحدا.

بات يقلقنى أنهم يزيدون فى كل يوم واحدا بعد الآخر

فلم يعد أحد يجرؤ أن يخبر الرئيس أن قطاعا كبيرا من الشعب بات يشعر بالغضب لأن شيئا حقيقيا لم يتحقق حتى الآن.

وأن الآمال بدأت تخيب بسبب سوء إختيار الرئيس لوزرائه ومحافظيه ومسئوليه وأذرعه التى يراهن بها على الإنجاز.

وأن الطموحات بدأت تتهاوى لأن لا أحد بات يتوقع أن يحدث الرئيس إنجازا حقيقيا بأيادى حكومته العاجزة

وأن قلقا يتسع يوما بعد الآخر لعودة نفس ممارسات عهد مبارك.

وبات أكثرهم جساره يتهم رجالا حول الرئيس بأنهم المسئولين عن غلق برنامج هنا أو منع ضيف هناك.

وأن ثمة رجالا حول الرئيس يصدرون أوامر بإعتقال شباب الثوره إنتقاما منهم.

وأن ثمة رجالا حول الرئيس يتعمدون تعطيل الانتخابات البرلمانية.

وأن ثمة رجالا حول الرئيس يفتحون الأبواب على مصراعيها أمام رموز نظام مبارك ومفسديه للعودة لتصدر المشهد مرة أخرى.

وأن ثمة رجال حول الرئيس ينتهكون آدمية المواطن من جديد داخل أقسام الشرطه وفى السجون وفى المظاهرات إعتقادا منهم أن كثير من الديمقراطيه ينتهى بالضروره الى ثورة.

وأن ثمة رجالا حول الرئيس يستميتون لمنع عودة الفريق أحمد شفيق الى مصر ليظل منفيا دون مبرر.. ثم لاأحد يذكر شيئا عن وضع الرئيس من رجاله.

فالاحتمالات ثلاثة لارابع لها .

إما ان الرئيس لا يعلم ما يدور حوله

أو أنه يعلم ولا يستطيع السيطرة على رجاله وبالتالى فهو لا يسيطر على الدولة.

أو أنه يعلم ويحدث هذا بإرادته وتعليماته لأنهم قالوا له أنه لاحل آخر.

الاحتمالات الثلاثة مرعبه سيدى الرئيس

والغضب يتزايد

إغضب سيدى الرئيس مع الغاضبين . بل كن أكثرهم غضبا.

إغضب على من يتآمرون عليك من الداخل.

إغضب على المنافقين فهم من هواة إسقاط الأنظمة.

إغضب على الدببة الذين ينخرون فى شعبيتك وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

إغضب سيدى الرئيس قبل فوات الآوان.

توضيح:

لمن يتساءلون بإستمرار لماذا توقفت عن كتابة مقالات لجريدة الوطن.. ما حدث هو أن صديقى العزيز مجدى الجلاد لم ينشر مقالى الأخير دون إبداء أسباب .. ولا تعليق من جانبي.. وهذا هو مقالى الاخير الذى تم منع نشره

الكاتبة المصرية
ايمان الأشراف- البداية