تحقيقات وتقارير

لتقديم خدمات صحة إنجابية ذات جودة عالية.. قابلات في الخدمة المدنية


وضع المرأة الصحي للأفضل يقاس بمدى الوصول للهدف الخامس من أهداف الألفية التنموية الذي ينادي بتحسين صحة الأمهات، وكذلك باهتمام الدولة بحقوق المرأة والطفل والأسرة والمجتمع، أعلنت وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي مشاعر الدولب عن ترتيب لاستيعاب “6” آلاف قابلة في الخدمة المدنية بكل ولايات السودان، وقد بدئ فعلياً بحسب الوزيرة باستيعاب ألف قابلة كمرحلة اولى للنهوض بصحة الأمومة والطفولة. ويعد الاهتمام بصحة الأم والطفل أحد الأمور المهمة التي يجب أن تعطيها وزارة الصحة والوزارات ذات الصلة الأولوية، لا سيما في ظل ارتفاع نسب وفيات الأمهات والأطفال، الذي أظهره المسح لصحة الأسرة “2010”م، حيث بلغت نسبة وفيات الأمهات في السودان “216” لكل مائة ألف ولادة حية واحتلت جنوب دارفور أعلى النسب حيث بلغت “334,9” وفاة، وفي سنار بلغ عددهن”105,6″ كادنى نسبة من بين ولايات السودان، اما وفيات الأطفال حديثي الولادة فبلغت “33” طفلا في كل “1000” ولادة حية، وكانت أعلى نسبة وفيات في فئة الأطفال دون الخامسة وبلغت “78,47%”. أهداف البرنامج ويهدف برنامج الصحة الإنجابية الذي وضعته وزارة الصحة الاتحادية إلى تقديم خدمات صحة إنجابية ذات جودة عالية لكل المستفيدات مع ضمان التمتع بكل حقوقهنّ الإنجابية، وخفض معدلات مراضة ووفيات الأمهات وخفض معدلات مراضة ووفيات حديثي الولادة، لأن من أولويات الصحة الإنجابية الأمومة الآمنة، والحماية من الأمراض المنقولة جنسياً والأيدز، ومحاربة العادات الضارة سيما ختان الإناث بوضع برامج توعوية وتثقيف صحي يساهم إيجابياً في ذلك، بالإضافة إلى تنظيم الأسرة والاهتمام بصحة الشباب والمراهقين الإنجابية. تقديرات الأمم المتحدة وأبانت تقديرات الأمم المتحدة لمعدلات وفيات الأمهات على المستوى العالمي والإقليمي، في تقرير منظمة الصحة العالمية للعام “2011”م أنه تحدث سنويا نحو (529,000) وفاة لامرأة في سن الإنجاب نتيجة لمضاعفات الحمل والولادة “99%” منها يحدث في الدول النامية و(1%) في الدول المتقدمة، ولكل حالة وفاة لأم، تنجو “15” امرأة من الموت بسبب مضاعفات الحمل والولادة ولكنهنّ يعانين من إصابات أخرى تؤثر على حياتهنّ الصحية والاجتماعية والاقتصادية، مثل “العقم، الناسور، الإعاقة النفسية، وفقر الدم. القبالة هي الأهم لذلك تعتبر القبالة عنصرا أساسيا لإنجاح أي عملية ولادة، خاصة وأن السودان بلد مترامي الأطراف وترتفع فيه نسبة الأمية بشكل كبير، ولازال يعتمد مجتمعه في هذا الشأن على القبالة التقليدية التي تقابلها العديد من المشاكل، خاصة وأن الإقبال على امتهان القبالة صار ضعيفاً، لوقف تعيين قابلات في الخدمة المدنية، وتحمل القابلة مسؤولية ذلك بعيداً عن الدولة التي من المفترض أن تقدم لها الشنطة وعائدها المادي، وبالرغم من ذلك تحاول الصحة الإنجابية التابعة لوزارة الصحة توفير خدمات رعاية الحوامل والقبالة السليمة، إلا أن الإمكانات والميزانيات المرصودة التي تمكنها من تنفيذ المنوط بها من أعمال ضعيفة جداً مقابل ما تواجهه من مشاكل متفاقمة، الأمر الذي جعل تنفيذ الاستراتيجية في تأهيل مدارس القبالة والتدريب المستمر للقابلات وتدريب الكوادر العاملة بغرف الولادة وحديثي الولادة مهمة قيد التنفيذ. هموم وآمال ولازال إمداد القابلات بمعدات القبالة والمستشفيات الريفية بالمعدات الخاصة بعلاج الحالات الطارئة وتصميم رسائل التثقيف الصحي المهمة، وتنفيذ أنشطة محاربة العادات الضارة، وتوفير وسائل تنظيم الأسرة وتوزيعها أمرا غاية في الصعوبة، لذلك تظل التوعية والعمل على تغيير المفاهيم الخاطئة وغرس الثقافة البناءة وتأهيل الكوادر وتجويد العمل ورفع مستوى الأداء هما يؤرق القائمين على تنفيذ العمل، ولعل ما أعلنت عنه وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي يحل جزءا من المشكلة، خاصة وأننا نعاني من وجود قابلات غير قانونيات، يمارسن المهنة بعشوائية قبل أن يتعرضنّ لأي نوع من التدريب في ظل قلة عدد الكادر المدرب والمؤهل.

اليوم التالي