صلاح حبيب

الناس عملت قناة ثانية نحن ما حلينا مشكلة الموية!!


تقوم الدنيا وتقعد في جمهورية مصر العربية وتطبع البوسترات للاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة التي انتهى العمل فيها تماماً ولم يتجاوز تقريباً العامين.
في كل الدنيا تبدأ المشاريع وتنتهي وفقاً للخطة وللزمن الذي حدد ما بين بداية العمل ونهايته، أما نحن في السودان فكل شيء فيه مفتوح لا تعرف بداية العمل ولا انتهاء العمل ولا الافتتاح الذي يفاجأ الناس دائماً بأن اليوم يوم الافتتاح.
عندما بدأ السودان مشروع كوبري الدباسين لم يفكر الإخوة المصريون في إنشاء قناة السويس الجديدة التي سيتم افتتاحها في السادس من أغسطس القادم بينما كوبري الدباسين حتى الآن لم نعرف متى سينتهي ومتى سيتم الافتتاح علماً بأن الكوبري ومنذ أن وضعت خطة عمله قد تجاوزت العشر سنوات تقريباً.. لا ندري هل المشروع قرض أم تتكفل الحكومة بعملية الإنشاء.. ولماذا لم يكتمل وما هي المشكلة الأساسية التي عطلته، بالتأكيد لن تكون هناك إجابة مقنعة من الطرق والجسور وحتى جسر ميدان المولد لم يحدد فترة الانتهاء ولا وقت الافتتاح، وربما الإخوة المصريين إلى أن يتم الافتتاح يكونوا قد أكملوا بناء قناة السويس الثالثة.
نحن في السودان نعمل بسلحفائية وببطء لم تشاركنا فيه أي دولة من الدول.. في دولة قطر الشقيقة يقام خمسة عشر برج استثماري أو سكني العمل طوال الأربع وعشرين ساعة كل وردية ثمان ساعات يكتمل البرج خلال فترة وجيزة وفقاً للخطة التي وضعت في البناء وعملية التسليم علماً أن البرج الواحد لا تقل طوابقه عن العشرة طوابق بينما نحن حتى الآن لم ننجز جسري ود البشير أو ميدان المولد وهما لا يتعديان بضعة أمتار وتتطاول عملية التشييد والعمال نزلوا للفطور وماشين يشربوا الشاي مع ست الشاي تحت الشجرة الظليلة أو الذهاب لست الشاي الحبشية فشاييها معمول فيه الدواء والونسة معاها سمحة وساعة وساعتين وعندما يعودون إلى مقر العمل يكون الزمن قد انتهى فلا مسئول يسأل العامل مشيت وين وجيت من وين، والموضوع مفتوح خمسة سنوات عشرة سنوات ما مشكلة، إن مشكلتنا كبيرة ومصيبتنا أكبر.. فهل يعقل أكثر من خمسة وعشرين عاماً ونحن مازلنا الكهرباء والمياه والنفايات وشوارع الظلط المكسرة وطفح المياه التي تغرق السوق العربي لأيام، وما في مسئول بيسأل أو يتخذ قراراً بحل المشكلة فوراً أو يذهب بنفسه متفقداً منطقة الطفح أو انقطاع الكهرباء أو المياه أو حل مشكلة المواصلات التي أصبحت دولة داخل دولة، فأصحاب المركبات هايسات أو كريز أو نقل صغير عاملين فيها إمبراطورية بذاتها ولا أحد يسألهم يزيدوا تعريفة المواصلات على كيفهم العربات عرباتهم العاجبو يركب والما عاجبو (يطق) رأسه بالحيطة ورجل المرور واقف والشرطة واقفة وكل الدنيا واقفة وأصحاب الهايسات لا أحد يسألهم، ولماذا زادوا التعريفة طالما بيدفعوا تحت تحت وعلى عينك يا تاجر وما في زول بيقبض زول ودقي يا مزيقة.

المجهر السياسي


‫2 تعليقات

  1. بالمناسبة قناة السويس الجديدة و التى يغنى لها الاعلام المصرى و يطبل ماهى الا ما يسمى تفريعة .. وهى نوع من التوسعة كانت تتم فى الماضى بدون ضجة او يسمع عنها احد .. ولكن دائما حينما تفشل حكوماتنا فى انجاز .. تغنى وتصفق لاقل من ما يسمى انجاز وقد تم فى عهد حسنى مبارك عمل العديدد من هذة التفريعات دون ان يذكر ذلك فى الاعلام باعتبارة لا يرقى الى مرتبة الانجاز ولكن الفلس فى الطموح و تنمية البلاد هو ما دفعنا للهتاف لاقل شىء و هذا ليس فى مصر وحدها و لكن الامثلة عندنا كثيرة .. و لكى لا اتهم بانى ابخس مشروع او نقلة تاريخية يمكن الاطلاع على حجم و امكانيات المشروع من جهات محايدة .. تحياتى

  2. ما فهمنا عاوز تصل لي شنو؟؟؟؟ مقالين:
    طيب لو “الناس” عملت قناة تانية و”نحن” ما حلينا مشكلة الموية، ليه “نحن” عاوزين مساواة مع “الناس” نبادل “معتقلين” ب “صيادين”. ما بتجي دي…… رغم عدم قناعتي التام: لو “نحن” ما زي “الناس” حقو نخلي “الناس” ونرفع روحنا. نحن مشكلتنا اللفة الطويلة دي.
    عينك في الفيل مالك علي ضلو (ظله)