عبد الجليل سليمان

انفوجرافيك اللاجئين.. السودان في المقدمة


حزن وأسى كبيران يصيبانك وأنت تطالع الـ (الإنفوجرافيك) الذي أصدرته الأمم المتحدة مؤخراً تحت عنوان (أكثر عشر دول مصدرة للاجئين في العالم)، إذ تجد بينهم ست دول أفريقية جلها من شرق ووسط القارة، أما الأربع الأخرى فهي دول آسيوية. الغريب في الأمر أن أسباب اللجوء من تلك الدول العشر تنحصر في الحرب والقمع السياسي والديني والإبادة العرقية، وليس لشح الموارد أو الفقر أو غضب الطبيعة أي صلة بالأمر.

بطيبعة الحال، فإن كثيرين لا يعرفون أن القائمة التي تتصدرها سوريا (من آسيا) بعدد (3.9) مليون لاجئ، تليها أفغانستان (آسيا) بـ (2.9) مليون، الصومال (شرق أفريقيا) بـ (1.11) مليون لاجئ، يأتي فيها السودان (شرق أفريقيا) في المركز الرابع، إذ صّدر(666) ألف لاجئ، يليه في المركز الخامس جنوب السودان (شرق أفريقيا) بـ (616.2) ألف لاجئ، فالكونغو الديمقراطية (وسط أفريقيا) بـ (516.8) ألف لاجئ، ميانمار (آسيا) بـ(479) ألفاً، أفريقيا الوسطى (وسط أفريقيا) بـ (412) ألفاً، العراق (آسيا) بـ (369.9) ألف لاجئ، إريتريا (شرق أفريقيا) في المركز العاشر بـ (363.1) ألف لاجئ.

بطبيعة الحال، أن يأتي السودان في المركز الرابع عالمياً ضمن أكثر الدول تصديراً للاجئين أمر يستحق التوقف، خاصة وأن الأمم المتحدة اعتبرت أن السبب الرئيس للجوء هذا العدد الكبير من البشر ناجم عن الحروب والاضطهاد والتمييز الدين والعرقي والإبادة الجماعية، لذلك فقد منحت المادة (14) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لكل إنسان الحق في اللجوء إلى بلدان أخرى فراراً أو هرباً من الاضطهاد الذي يمكن تفسيره على نحو واسع، فالمضطهد هو كل من تعرض أو كان محلاً لانتهاك أو خرقاً لكل أو بعض حقوقه وحرياته لأسباب تتعلق بالعرق أو الدين أو الجنسية أو الرأي السياسي أو الانتماء إلى جماعة معينة، كما لا يجوز – بحسب الإعلان – أن يخضع اللاجئ لتدابير منها إجراءات منع اجتياز الحدود، وإذا كان قد دخل أراضي دولة ما بالفعل، فلا يجوز ترحيله أو إرغامه على العودة إلى الدولة التي قد يكون فيها عرضة لأي نوع من أنواع الاضطهاد ومنع الإعلان العالمي في الفقرتين (2, 3) الخروج عن هذا المبدأ من قبل الدولة حتى في الحالات الاستثنائية، عدا حالة واحدة، هي عندما تواجه الدولة مانحة اللجوء أسباباً قاهرة تتعلق بأمنها القومي وحماية سكانها.

أكثر من نصف مليون لاجئ سوداني منتشرون في بقاع العالم المختلفة، ولم يتوقف تدفقهم إلى هذه اللحظة، إذ يتوقع وصول عددهم إلى (مليون) خلال الثلاث سنوات القادمة ما لم تتحسن الأوضاع التي دفعت بهم إلى هذا الخيار.

لا يخفي على أحد، أن جل الدول الأفريقية المُصدرة للاجئين تقع في منطقة شرق ووسط أفريقيا، وهي المنطقة التي ينتسب إليها (السودان وجنوب السودان)، وشعوب هذه المنطقة ظلت تعاني من وطأة حروب عبثية مستمرة تسببت في إفقارها وإنهاكها وتشريدها، حروب تنتجها السلطات الحاكمة كي تظل مستمتعة – كما تظن – (بالعرش) الذي لا يدوم.