عبد الجليل سليمان

وجاءكم الكاروري بعكازته


يقول وزير المعادن، أحمد الكاروري، إن احتياطي الذهب الذي اكتشف بواسطة شركة روسية يعد أكبر احتياطي في العالم، لكن مجلس الذهب العالمي‎(The World Gold Council) يصدر تقريراً مفصلاً المرتبة الأولى: الولايات المتحدة حجم احتياطيات الذهب: 8133.5 طن، نسبة الذهب في إجمالي الاحتياطي: 71.9%، المرتبة الثانية: ألمانيا حجم احتياطيات الذهب: 3384.2 طن نسبة الذهب في إجمالي الاحتياطي: 68.4%، المرتبة الثالثة: إيطاليا حجم احتياطيات الذهب: 2451.8 طن، نسبة الذهب في إجمالي الاحتياطي: 67%، المرتبة الرابعة: فرنسا حجم احتياطيات الذهب: 2435.4 طن، نسبة الذهب في إجمالي الاحتياطي: 65.1%، المرتبة الخامسة: روسيا حجم احتياطيات الذهب: 1094.7 طن نسبة الذهب في إجمالي الاحتياطي: 9.7%، المرتبة السادسة: الصين حجم احتياطيات الذهب: 1054.1 طن نسبة الذهب في إجمالي الاحتياطي: 1.1%، المرتبة السابعة: سويسرا حجم احتياطيات الذهب: 1040 طناً نسبة الذهب في إجمالي الاحتياطي: 8%، المرتبة الثامنة: اليابان حجم احتياطيات الذهب: 765.2 طن نسبة الذهب في إجمالي الاحتياطي: 2.5%، المرتبة التاسعة: هولندا حجم احتياطيات الذهب: 612.5 طن نسبة الذهب في إجمالي الاحتياطي: 54.3%، المرتبة العاشرة الهند: حجم احتياطيات الذهب: 557.7 طن نسبة الذهب في إجمالي الاحتياطي 7.3%.
بطيبعة الحال، و(مع أمنياتنا أن يحدث هذا)، لكن من حقنا أن نتساءل كيف للكاروري أن يصعد بالسودان إلى المرتبة الأولى، إزاء تقرير مجلس الذهب العالمي الذي لم يضع السودان حتى ضمن القائمة التي تضم (مائة دولة)، إذ أن قياس احتياطات الذهب أو أىٍّ من المعادن الأخرى لا يتم بهذه الطريقة الكارورية الجديدة، فهنالك معايير دقيقة ومقاييس بالغة التعقيد تخضع لها الدول المنتجة فعلياً، فيما واقع الأمر يشير إلى أن السودان – إلى الآن – على الأقل، ليس ضمن تلك الدول.
أما حكاية الـ (46) ألف طن – بحسب الكاروري – فهي قصة تروى في مساقات (الونسة) فقط، فحتى الشركة الروسية التي ستضطلع بمهمة التنقيب عن المعدن النفيس في ولايتي البحر الأحمر ونهر النيل يدور حولها جدل كبير، فليُجلِه الوزير أولاً، حتى (يقعد) الشعب السوداني كله لهذه (الونسة الممتعة).
ثم إن المسوحات الأولية للكشف عن الذهب التي تتم عادة عبر الأقمار الاصطناعية المزودة بتنقنيات عالية ودقيقة، لا تحدد حجم الاحتياطي بل تساعد في تحديد المناطق التي يتوقع توفرها على احتياطات تجارية من المعدن المحدد، ثم يبدأ التنقيب، وبعد عقود وعقود من الإنتاج المتواصل يتحدد حجم الاحتياطي تلقائياً عبر (ميكانيزم) الإنتاج نفسها. وهنا نطرح السؤال كيف اكتشفت الشركة الروسية (غير المعروفة)، وقبل أن تشرع في التنقيب الفعلي أن المخزون الاحتياطي من الذهب (46) ألف طن؟ أي ما يقارب ثمانية أضعاف أكبر احتياطي (الولايات المتحدة الأميركية).
على أي حال، تعودنا أن نتلقى (تصريحات) رسمية موجعة، تقع علينا كالصفعات واللكمات، أما هذه المرة فقد جاءنا الكاروري بكرابيج و(بساطين)، فلنقوي ظهورنا وأقفيتنا، طالما أن (البُطان) حق.


تعليق واحد

  1. يبدو ان البشير قد اعجب باسلوب السيسي في الحكم و قرر تبني ذلك الاسلوب و القاضي بتولي الجيش و الجهزة الامنية مقاليد ادارة البلاد فعليا” في كل النواحي و الان قد اصبح جهاز الامن و المخابران و الجيش هم اكبر رأسمالي في السودان و دولة داخل دولة و مجلس الوزراء مجرد سكرتارية لهم .
    و من الضروري صناعة اكذوبة و قصة مشوقة للشعب كل فترة حتى ينشغل بها ( خطاب الوثبة , زيادة اسعار الكهرباء او الدقيق , رفع العقوبات الامريكية و اخيرا” اكبر احتياطي عالمي للذهب يمثل انتاج العالم اجمع في الف عام ) و هو ما يسميه اخواننا المصريون بالفنكوش و كل فنكوش و انت طيب يا استاذ عبدالجليل .