جمال علي حسن

هبوط سعر النفط هل يعنينا في شيء


القطاع الاقتصادي في الدولة ومعه خبراء الاقتصاد في السودان ومعهم حتى الصحفيون الاقتصاديون.. كل هؤلاء لا يعرفون الحديث إلا بلغة الأزمات، هم يعرفون كيف يصفون الأوضاع الاقتصادية السيئة المتأزمة في السودان كأحسن ما يكون الوصف لها ويتنبأون للشعب السوداني بأيامه الاقتصادية الأسوأ، لكنهم لا يعرفون لغة البشارة ولا يزفون الأخبار المفرحة أو الوعود الخضراء حتى لو لاحت أمامهم بارقة ضوء هنا أو هناك..
لماذا يعتبر المراقبون الاقتصاديون في المنطقة العربية أن انخفاض أسعار النفط بشكل غير مسبوق بل انهيارها ووصول سعر البرميل إلى أقل من 40 دولارا، يعتبرون ذلك الهبوط في مصلحة تلك الدول المستهلكة التي تشتري احتياجها من المواد البترولية من هذا السوق المنهار.. ويشيرون بأصابعهم إلى مصر والسودان كمثالين حيين.. لكن لا وزراء الاقتصاد في السودان ولا أهله في بلادنا يفتح الله عليهم بحديث مبشر للمواطن الذي ينتظر أي أنباء ترفع معنوياته ولو ليوم واحد.
نحن نعرف أن انخفاض أسعار النفط عالمياً بالنسبة إلينا في السودان به جانب إيجابي وآخر سلبي.
الإيجابي طبعاً معروف بالبداهة طالما أننا ندفع كاش وبالعملة الصعبة لنشتري احتياجاتنا من النفط وتدفع الدولة نسبة متناقصة من الدعم على أسعار المواد البترولية فإن انخفاض أسعارها يوفر بالطبع لخزانة بدر الدين محمود ملايين الدولارات واستمرار هذا الانخفاض والتراجع في الأسعار يومياً يزيد من حجم المال المتوافر للخزانة الشاكية الباكية تلك، لكننا لا ننسى أيضاً أن فرحتنا كمستهلكين للنفط بانخفاض أسعاره ليست فرحة مكتملة تماماً بحكم أننا نتحصل نسبة من سعر النفط الجنوبي كرسوم عبور وتلك النسبة ستقل طبعاً بانخفاض الأسعار لكنها مهما قلت لن تعادل ما يتوافر للخزانة العامة بسبب انخفاض الأسعار عالمياً..
لماذا لا يخرج الاقتصاديون أصحاب التخصص ليجردوا لنا حساب هذه المعادلة حتى نعرف ما لنا وما علينا مع خزانة الدولة ونعرف ما إذا كان من حقنا أن نحلم بتخفيض أسعار الوقود بسبب هبوط سعر النفط، أم أن الحكومة السودانية لها معنا كمواطنين حسابات وديون قديمة وشيكات (حالة) ستسددها مما يوفره لها هبوط أسعار البترول.
نقول هذا الكلام وقلوبنا ترتجف من مفاجآت حكومتنا التي ربما لو ذكَّرناها بهذا الملف على سبيل التمني والحلم بتخفيض أسعار الوقود فربما تصعق الشعب السوداني بزيادة جديدة في أسعار الوقود.. ولن ينفع الندم..
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين