هيثم كابو

“الحمادات” و”خبر الشوم”


* قلنا من قبل عبر هذه المساحة إن عدداً ليس بقليل من المغنين الشباب تخصص في أداء أغنيات البنات بـ(ضمائرهن) وأحياناً كثيرة بنعومة حناجرهن والتمايل على أنغامهن يمنة ويسرى مع مياعة في الأداء، والمؤسف حقاً أن هؤلاء الصبية المتجاوزين لأعراف وقيم المجتمع يجدون إقبالاً وتفاعلاً من قبل أعداد كبيرة من الأسر التي تتعاقد معهم لإحياء حفلات خاصة، ويلتف الشباب من الجنسين لترديد تلك الأغنيات الهايفة من خلفهم مع (صفقة شديدة) والرقص معهم في دائرة ابتذال واحدة دون أن يشعروا بالحرج ..!!
* تمدد (رجال أغاني البنات) أو (رجال آخر زمن) يدق ناقوس الخطر على (إشكالات مجتمعية مسكوت عنها)، ولابد لمنظمات المجتمع المدني وأهل الاختصاص أن يتحركوا بسرعة لإنقاذ مجتمع محافظ من نغم (نشاز) وسلوك (شاذ).
* انتشرت ظاهرة (رجال أغاني البنات) انتشار النار في الهشيم وغزتْ بيوتات الأفراح والأندية التي تقام عليها حفلات الأعراس الخاصة، والمجتمع يسهم في تغذيتها ونموها بالتواطؤ المتمثل في الصمت المخزي وعدم الاستهجان، أو التفاعل غير المعلن عبر التعاقد مع هؤلاء المغنواتية مما يعمل على ضخ الدم في أوردتهم ونفخهم (فنياً) وانتعاشهم (مادياً) ليصبح من الصعب جداً مكافحتهم والحد من خطورتهم، وإن كان تمددهم أمراً مؤلماً فإن الأكثر إيلاماً أننا لا نلقي بالاً لتفاعل صبية في (سن المراهقة) مع هؤلاء المغنواتية وإبداء الإعجاب بهم وربما (تقليد طريقتهم في الغناء) بما تحمله من ابتذال ومياعة، أو المشي على طريق (سلوكهم المعوج) بعد الافتتان بهم دون أن يجدوا رادعاً، كيف لا ونحن نحتفي بهم ونتعاقد معهم لحفلاتنا وندخلهم منازلنا ونبادلهم الابتسامات دون أن يبلل الخجل رؤوسنا ..!!
* قلنا إن الظاهرة تمثل انعكاساً حقيقياً للتردي والانهيار والتفسخ الذي أصاب المجتمع في الفترة الأخيرة، وردة الفعل المتساهلة مع أولئك الصبية أكسبتها شرعية الانتشار؛ مما جعل الظاهرة تنتقل من مربع الاستثناء والشذوذ إلى العادية، ولعمري إن الاستسهال هو آفة مجتمعنا الأساسية ..!
*لا أحترم شخصاً يتعاقد مع مغن يُدعى (حمادة بت) لإحياء حفل داخل منزله.. ومن يفعل ذلك لا يحترم نفسه ولا يخشى على أولاده ولا يقدر ضيوفه.. (وتلك قناعتي الشخصية) ..!
* بالمناسبة (حمادة بت) لم يعد اسماً يدل على مغنٍ معين، بقدر ما أنه أصبح (رمزاً وصفة ولقباً) يحمله العشرات بعضهم يفخر به ويعلن ذلك، والبعض الآخر من باب اللباقة والدبلوماسية يتذمرون منه في الأجهزة الإعلامية كنوع من التكتيك ويحتفون به بصورة (دكاكينية)!!
* عدم التعاقد مع هؤلاء الصبية هو أول خطوة لمكافحة وبائهم السرطاني وردهم إلى جادة الطريق، فلماذا نلطم الخدود ونتباكى على الحال الذي وصلنا إليه؟ مع أنه في إيدينا سلاح محاربتهم الفتاك بلفظهم فنياً وتجفيف منابع دخلهم بصد أبواب التعاقد في وجوههم ..!!
* تلك كانت الجزئية الخاصة بـ(الحمادات) وأثرهم، ولكن غداً نكتب عن أغنية ندى القلعة (خبر الشوم) وآثارها المجتمعية وما ترتب عليها من ردود فعل و(رسائل فجور صوتية)..!
نفس أخير
* اللهم احفظنا واحفظ مجتمعنا يا رب العالمين !!
*.. وأغنية (خبر الشوم) التي يمكن أن نعود للحديث عنها في قادم الأيام من نواحي فنية بحتة انتقدت ظاهرة (مياعة الصبية) من ذوي السلوك الشاذ الذين تزايدت أعدادهم في الفترة الأخيرة بصورة كبيرة، وبتنا نسمع عن زواج رجل لرجل غير الصور المخزية لشباب غيَّروا ملامحهم الذكورية و(فسخوا) وجوههم بالكريمات وآخرين نافسوا الفتيات والنساء في الزينة والعطور البلدية والتجميل والأزياء..!
* لم يحتمل أولئك (الملعونون) الأغنية التي هبشت عصب انحلالهم، وبذات طريقة تشبّههم المغضوب عليها بالنساء بدأوا في حملة إساءة للمغنية وأسرتها وأبنائها بهدف تخويفها وإرهاب كل من ينتقد سلوكهم الشاذ من خلال رسائل صوتية قفزت عبر (نوافذ) المجهول إلى تطبيق (الواتساب) لتخرج الأخلاق من (أوسع الأبواب)..!
* ﻭالرﺳﺎﺋﻞ الصوتية التي يطلقها (الصبية منزوعو الرجولة) متخفين خلف (مياعة فاضحة) دون أن يمتلك أحدهم جُرأة ذكر اسمه، ﻫﻲ ﻣﻮﺿﺔ ﻫﺬه الأيام في الرد على ندى القلعة وشاعر الأغنية هيثم عباس..!
* ما يفعله هؤلاء (الصبية الملعونون) يعيد للذاكرة الحرب القذرة التي كانت تدور قبل فترة بين فتاتين ﺑﺄﻟﻔﺎﻅ ﻧﺎﺑﻴﺔ ﻭﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺗﻨﺸﺮ ﺭﺳﺎﻟﺔ (ﺗﻔﺎﻫﺎﺗﻬﺎ) ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻸ ﻣﻊ ﺗﺪﺧﻼﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ.. ﺭﺩﺣﻲ لم يكن من الممكن ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺣﺮﻑ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻪ ﻫﻮ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺫﺍﻙ (ﺍﻟﻨﺒز اﻟﻔﺎﺿﺢ) الذي يدخل للأسر من (أوسخ الأبواب)، ويتم التنسيق له في جلسات (القهوة والشيشة) التي لا هم لها سوى ابتكار الجديد في أسلوب الإساءة و(كشف الحال واﻟﻨﺒﻴﺸﺔ)..!
* ﺣﺮﻭﻑ ﻋﺎﺭﻳﺔ ﻭﻛﻠﻤﺎﺕ ﻣﺒﺘﺬﻟﺔ ﻭمفردات ﻗﺎﻉ ﻭﺳﻘﻮﻁ ﺷﻨﻴﻊ، ولغة تعكس لك ما وصلنا إليه من انحدار وتدهور مريع..!
* ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﺓ ﻳﺼﻌﺐ ﺭﺳﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺮﻭﻑ ﻫﻨﺎ.. ﻭﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻗﺪ ﻻ ﺗﻀﻌﻚ ﺃﻣﺎﻡ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻔﺎﺟﻌﺔ.. رسائل صوتية يندى لها الجبين.. وعبارات تكاد تجعل ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، (ﻭﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﻣﺆﻟﻤﺔ ﻣُﺮﺓ، ﻭﻣﺎ ﻧﺴﻤﻌﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺒﻜﻲ ﺣﺎﻝ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺃﻟﻒ ﻣﺮﺓ) !!..
* ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ ﻗﻠﺔ ﺍﻷﺩﺏ يقدمها هؤلاء الشواذ هذه الأيام عبر (الواتساب)، ﻭﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻳﻮ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﺘﻮﺍﺻﻞ، ﻭﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ للأسف ﻳﺨﻠﻊ ﺃﺭﺩﻳﺔ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻤﻜﺎﺷﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ !!.
* قلنا من قبل إنه ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻨﺎﺑﻴز ﺍﻟﺴﺎﻗﻄﺎﺕ والشواذ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻜﻨﺔ، ﻭﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌُﻬﺮ والانحلال ﺭﺑﻤﺎ ﺳﻤﻌﺘﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻵﺫﺍﻥ ﻟﻤﺎ ﻋﺮﻑ ﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ و(أشباه الرجال) ﻣﻦ ﺳﻼﻃﺔ ﻭﻋُﺮﻱ ﻟﺴﺎﻥ.. ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ تكمن ﻓﻲ ﺃﻥ (اﻟﻮﺍﺗﺲ ﺁﺏ) ﻭﺍﻟﻄﻔﺮﺓ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺻﻨﻌﺖ لهؤلاء ﺍﻟﺸﻮﺍﺫ ﻣﻨﺎﺑﺮ ﻣﺴﻤﻮﻋﺔ ﻭﻛﺒﻴﺮﺓ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ، ﻣﻤﺎ ﺳﻴﻨﻌﻜﺲ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﻭﺻﺒﻴﺔ ﻭﻣﺮﺍﻫﻘﺎﺕ ﻓﻲ عمر ﺣﺴﺎس، و(الصمت على هذا السقوط لم يعد ممكناً يا ناس)..!
* ﻣﻬﺪﺩ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺟﺪﻳﺪ اﺳﻤﻪ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺮﺫﻳﻠﺔ اﻟﺼﻮﺗﻴﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻪ ﺑﺤﺴﻢ ﻭﺣﺰﻡ.. اﻟﺴﻜﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺳﻴﺤﻮﻟﻬﺎ مستقبلاً ﺇﻟﻰ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﺣﺴﺎﺑﺎﺕ ﻭاﻏﺘﻴﺎﻝ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ..!
* ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻳﻔﻀﻠﻮﻥ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺭﻏﻢ ﺧﻄﻮﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻳﻐﺮﻱ ﻫﺆﻻﺀ ﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍلاﻧﺤﻼﻝ وﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﻭﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮ، و(كان الله في عون هذا الجيل) !!
نفس أخير
* ﺻﺪﻕ ﺍﻹﻳﺮﻟﻨﺪﻳﻮﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻹﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻮﺣﻞ ﻻ بد ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﺽ ﻓﻴﻪ !!