أم وضاح

فات الأوان!!


فات الأوان الذي كان فيه النائب البرلماني بعيداً عن النقد والتقييم لأدائه من الدائرة والجماهير التي انتخبته، وكثيرون لم تكن الأقدار وحدها هي التي تذهب بهم إلى قبة البرلمان، ولكن كان للقبلية والانتماءات الحزبية العمياء والسطوة الأسرية في كثير من المناطق القدح المعلى في انتخاب هؤلاء مثنى وثلاث، فات الأوان الذي كانت الصفة البرلمانية هي مجرد لقب وشهادة يصحبها الشخص معه (وتبراه) ميزاتها لجنى الجنى، ونظل نسمع أنه فلان داك كان عضو البرلمان الفلاني أو أبوه عضو المجلس الفرتكاني، أقول هذا الحديث لأن المهام والأمانة التي يفترض أن يتحملها النائب إن كان في البرلمان أو المجالس التشريعية هي مهام وأمانة ثقيلة ومسؤولية جسيمة مراقبة ومساءلة وتشريع.. ودعوني أقول إن الحالة البرلمانية في السودان هي حالة تدعو للعجب والدهشة، إذ إنه تحدث غالباً ولا أقول دائماً حالة من (الموالفة) ما بين النواب والتنفيذيين من وزراء بطول المدة لتتحول إلى صداقات ومعارف وربما علاقات تجعل مبدأ المحاسبة والمساءلة والاستدعاء صعباً على نفوسهم مما ينعكس سلباً على الأداء التنفيذي، وفي النهاية نخلص لجلسات التصفيق والتأييد ويطلع المواطن من المولد بلا حمص، لكن أكثر النواب الذين يفقعون المرارة هم أولئك الذين يتحدثون عن جهل صريح ينتقدون وما عندهم فكرة يتساءلون ولا يملكون معلومات، يعني في النهاية ما يتكرمون به حديثاً بعد طوال سكوت هو مجرد هراء وكلام ساي لا بودي ولا بجيب، بل أحسب أنه يجعل الوزراء والمسؤولين لو أنا (محلهم) لا يمنحونهم ما يستحقون من الأهمية، لأنهم لا يتناولون القضايا بطريقة الغوص فيها وتملك المعلومات الكافية التي تجعل المسؤول يعمل ألف حساب قبل أن ينطق لأنه يعلم أنه يقف أمام نائب عارف فاهم بقول في شنو متملكاً المعلومة وممسكاً بزمام الموضوع، لكن بالله عليكم ماذا نقول عن شاكلة نائب برلماني في مجلس تشريعي الخرطوم انتقد أداء (فضائية الخرطوم)، وقال عنها إنها أفلام أجنبية وأغنيات غير سودانية وبرامجها غريبة لسان وموضوع، والرجل بالتأكيد غير متابع بل إنه غير حصيف حتى في المشاهدة التي تكلفه فقط تدقيق النظر وليس بقية الحواس، والفضائية التي يتحدث عنها هي أصلاً ليست بها مسلسلات اللهم إلا مسلسل (حوش النور) الذي قدم في رمضان، أما بقية برامجها فهي غارقة في السوداناوية، اللهم إلا إذا كان تلفزيون الرجل الذي يشاهد منه ألوانه غير مضبوطة، فشاف “خالد ساتي” “جورج قرداحي” و”محسن بشير” “أمير كراره”!! يا أخي معقولة مثل هذا النقد (الخزعبلي) والمتجني كما فعلت إحدى النائبات قبلاً وهاجمت مذيعات (فضائية الخرطوم) ذاتها ووصفتهن بالكاسيات العاريات، ثم عادت لتعتذر بأنها كانت تقصد فضائية أخرى!! يعني أنتو ما بتشوفوا غلط ليه إلا في (فضائية الخرطوم)، كبر (اللوغو) أخي “عابد” خلي الناس دي تركز شوية!! أعتقد أن حديث هذا النائب يؤكد أن أزمة كبرى وقصوراً ما بعده قصور هو المشهد العام للمجلس التشريعي بالخرطوم، والذي لو أن نوابه يتابعون أداء الوزارات بذات الطريقة التي شاهد بها النائب المحترم (فضائية الخرطوم)، فلن يكون هناك حسم رقابي (حقيقي وواعي) يحقق لمواطن الخرطوم حقه في محاسبة من يديرون جهازه التنفيذي.
أخشى أن تتكرر وبـ(الكربون) نسخة مجلس الأستاذ “محمد الشيخ مدني” والذي شهدت في إحدى جلساته كثيراً من النواب وهم يغطون في نوم عميق ليزيد عليها مجلس “صديق الشيخ” نواب يسمعوا ويشاهدوا بالمقلوب.
كلمة عزيزة
شاهدت السيد معتمد الخرطوم وهو يقوم بجولة في (موقف كركر) وهي جولة ميدانية مفاجئة، يبدو أن الرجل قصد منها أن ينزل الميدان مباشرة، لكنني أهمس في أذنك سعادة الفريق أن كثيراً من أصحاب المصالح و(المنفعجية) ربما يصمون أذانك بالهتاف إليك ومعك، لذلك أرجو وهذا لا ينقص القادمين من المؤسسة العسكرية (أولاد قلبا) أن تكون تفتيحة وشائل مفاتيحها حتى تستثمر كل موارد الخرطوم المحلية في مشاريع حقيقية تنفع مواطنها وتنصب في خانة خدماته.. يا سيدي الخدمة المدنية فيها تماسيح يبلعوك (جب)، لذلك خلي بالك وقف في صف المواطن.
كلمة أعز
كل المعتمدين ظهروا على سطح الأحداث ما عدا معتمد محلية بحري الذي أرجو أن يكون من ساكنيها، وبحري مفعمة بالقضايا والمشاكل، لكن يمكن أن تحل ببساطة وأهلها هم من خيرة المثقفين والرأسمالية الوطنية والإبداع والفن… مستني شنو يا سعادتك؟!!