مقالات متنوعة

د. أحمد المصطفى إبراهيم : بنك السودان أنت جادي؟


اقتبسنا قبل اليوم تعليق السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية قوله (الحكومة تتهم الولاة السابقين برفع تقارير أداء كاذبة). وعلق عليه اللواء يونس ووصفها بالتقارير المزورة وسماها تقارير البوربوينت.
حسبت بعد هذه الألفاظ الجارحة (الكاذبة أو المزورة) التي وصفت التقارير التي كانت تقدم، أنه وضع حداً لهذه التقارير وما عاد يُقبل تقرير غير موثوق ويعرض على مجلس الوزراء.
من أخبار الخميس أن بنك السودان قدم تقرير الأداء المالي لمجلس الوزراء ونقف عند جملة واحدة صعب عليَ بلعها ومازالت تقف في حلقي.
تقول الجملة (إن التقرير أشار إلى التحسن الذي طرأ في سوق النقد الأجنبي حيث شهد السوق استقراراً ملحوظاً). إما كلمة استقرار دي ما أدونا ليها، أو معناها تغير ونحنا ما جايبين خبر. عن أي استقرار يتحدث محافظ بنك السودان وسعر الدولار ينطط كما الأرنب وتعدى العشر جنيهات في زمن وجيز، وكل يوم يصبح هو في زيادة وبرضو تقول لي استقرار؟.
هل يتلو مقدم التقرير لمجلس الوزراء ويقبل هكذا دون مناقشة وطلب توضيح لمثل كلمة استقرار. وننتظر بعد سنوات ليقال لنا كما قيل في الولاة السابقين إن بنك السودان كان يقدم للحكومة تقارير كاذبة إذا قاله بكري ومزورة إذا قاله يونس؟.
إما إن ما يحدث داخل مجلس الوزراء من نقاش ليس من حق الإعلام الإطلاع عليه ولا نشرات الأخبار، وفي هذه الحالة نقول للسيد د.عمر محمد صالح الناطق الرسمي باسم المجلس لا داعي لما تجود به كل خميس بعد جلسة مجلس الوزراء. أو انقل لنا ما حدث وما قيل وما توصل إليه المجلس بكل تفاصيل. ولا يوم ما سمعنا منك: مجلس الوزراء رفض تقريراً أو اعتبره ضعيفاً واتخذ العلاج التالي.
وجملة ثانية في التقرير تقول (وأوضح التقرير أن المؤشرات المالية للمصارف شهدت تحسناً ملحوظاً، حيث انخفضت نسبة التعثر من 7,1% في عام 2014 إلى 6.2%، هذا العام كما ارتفعت نسبة التمويل الأصغر من 8.3% في عام 2014 إلى 11.3%، هذا العام.
طيب كلام جميل أين التضخم؟! كم وصل وفي ارتفاع أم انخفاض؟ وصحن الفول بعشر جنيهات. بالمناسبة لو شالوا صفر تاني ما بكون أجمل. يعني صحن الفول يكون بجنيه طبعاً ستنشأ مفردة جديدة بدل بالقديم والجديد التي لم تختف بعد سيقول لك بالجديد جداً.
جميل ما طرأ على التمويل الأصغر من زيادة وليته كله يوجه للزراعة، وحسب مشاهدتي إن أنجح التمويل الأصغر ما وجه للزراعة.
قولنا للناطق الرسمي لمجلس الوزراء مرة واحدة قول ورفض المجلس التقرير.