مقالات متنوعة

محمد عبد المجيد أمين ( براق) : خربشات مسرحية (2) لصوص لكن شرفاء


لصوص لكن شرفاء
(التيار الكهربائي يعود إلي خشبة المسرح ، فنري نفس المشهد السابق علي ما هو عليه ، إلا أن ما يلفت النظر هذه المرة أن ثلاثة اشخاص مدججين بالسلاح كانوا يقفون وراء الكواليس خلف المجموعة المكممة الأفواه من الرجال والنساء والأطفال ، ويبدو ان إنقطاع التيار الكهربائي جعلهم يظهرون . الرجال الثلاثة يرتبكون لعودة التيار الكهربائي المفاجئ فيخفون اسلحتهم ويتراجعون ليختفوا مرة أخري وراء الكواليس . صف التلاميذ ينفض من أمام أستاذهم وقد إستشاطوا غضبا لمقطع التيار).
فللي : ( لزملاءه ) عليكم الله دي حالة دي …. الناس ليها حق تنبذنا .
قرضمة : ناس السد ديل الله يجازيهم … كل يوم يدخلونا في إحراج مع المواطن.
كشحة : (متحسرا) وحالته كنا قاعدين نفاخر بيهو ونعتبرو أكبر إنجاز.
الهمباتي : إنجاز شنو يا عمك…. ما نحنا دفننو سوا !!..
ملقاط : يازول بلا إستهبال …. كل الناس عارفة أنو طلع ” ماسورة” ساي.
هبشة : إلا نحنا …. الجماعة علمونا نصدق إنو” الشينة ” هي الصاح.
الهمباتي : دا الجماعة لغفو فيهو جنس لغف .. حرًم كان كت مسئول معاهم ” أهبر” ليك من ده ومن داك.
قرضمة : ( للهمباتي ) أنت يازول ما بتشبع لغف .. ما كفاك اللي هبرته م الولاية ديك ، واللي قبله ، واللي قبله.
ملقاط : ( معترضا لقرضمة ) مالك ؟… رزق وجايهو لحد عندو .. وبالقانون…. وبعدين !… إت ذاتك كومك قدر كده؟ .
قرضمة : ( يقرأ المعوذتين في سره ) كان ختيتونا وخليتو النقًة دي؟!.
هبشة : حرًم كان جابوها لي بالدولار…ما أخت يدي في قروش السد دي… يازول دي كلها ربا .
فللي : واللي حيدفع فوايد القروش الممحوقة دي منو؟؟!!.
كشحة : ( لزميله ) يازول مالنا نحنا ومال الشبك ؟…وحاتك ما بندفع ولا
تعريفة .. نحنا محل ما يختونا ..نخم ساكت ونجنب ف الضُل.
الهمباتي : ( محتجا) حقو يلبوسوها للبرلمان … هم براهم اللي حللو الربا
كشحة : ياخوانا هووي … ما تتناقرو …. إنتو خسرانين شنو. لا إنتو لا البرلمان لا الحكومة حيدفع.
(كشحة يشير إلي حيث الصالة وعندما يدركون مقصده يستبشرون فرحين ويشيرون بحركات ساخرة لأناس الصالة . في هذه الأثناء يتنحنح الشيخ بصوت عال فينتبه التلاميذ فيهرولون نحوه )
التلاميذ : ( معا وبصوت واحد وهم يتحلقون من حوله متتظاهرين الاهتمام به ) ….. كفارة يا شيخنا ….وسلامتك وتبرا من ” الإعتزال” .
الشيخ : ( يحيهم بينما يجلسون حوله في شكل حلقة) ممتنين ومشكورين لزيارتكم وهاكم قرصة حاررررة في آضانكم ( يقوم بحركة كأنه يقرص آذانهم من بعيد).. عشان مرة تاني ما تتطاولو علي شيخكم.
فللي: ( باعتذار ) تقول شنو ياشيخنا …. شلاقة وشقاوة عيال . قرضمة: نحنا قيلنها لعبة وحياتك.
هبشة : ما سويتوها قبال كده ؟…. أت حبيس وهو رئيس .
كشحة : الزول الخبيث داك اللي نفضك وقعد محلك قال لينا : دايرين نغش عمو سام … علشان كدا لازم نقلب الفلم علي وشو التاني…لزوم المرحلة … وانت سيد العارفين …إنو الحرب خدعة.
ملقاط : ( باعتذار ) مشينا معاهم ياشيخنا .. وإنت براك علمتنا الحليفة ، وطاعة الأمير وتنفيذ الأوامر؟.
هبشة : ( يقوم بحركة من أصبعيه تدل علي طلب السيولة) والمصلحة … فللي : ومسيرة التمكين.
الهمباتي : قلنا حرام المشروع الحضاري يقع…. كان لازم ” ننقذه” قرضمة : ونواصل المسيرة القاصدة ….. لمن نشوف أخرتا.
كشحة : ما معقول يا شيخنا نخرخر في السكة .
الشيخ : ( يتنحنح ) معليش .. خيرا في غيرا… والرجوع للحركة فضيلة
هبشة : (للشيخ ) ما نحنا جينك عشان موضوع الوحدة وكده.
الهمباتي : نفتح الدفاتر ؟
( الشيخ يبلع ريقه بصعوبة ويشهق ).
الشيخ : موية …. موية
(التلاميذ يتوزعون حول مقدمة الخشبة يطلبون الماء)
قرضمة : ( يصيح بصوت عال ) موية موية …. يا إخوانا.
هبشة : شوفو لينا موية بسراع … ولا زم تكون موية صحة … شيخنا دا ما هو هين.
( يسمع صوت من الخارج ).
الصوت : ( يرد ) ياخوي أنت عايش وين ؟نحنا لاقين موية نشرب عشان نسقيكم موية صحة؟!!.
قرضمة : ( للصوت ) كان مافي موية صحة … جيب موية من التلاجة.
( صوت شهيق الشيخ يزداد علوا)
فللي: (بقلق لزملاءه) الزول ده ماكل شنو!!..عشراقة دي واللا ابو الشهيق ؟
ملقاط : ( للصوت) طيب موية م الماسورة مافي ؟.
هبشة : ( للصوت ) عندك كوز ؟ … كان ما عندك كوز … هاك كوز
الصوت : ( ينهرهم) كوز في عينك منك له … الموية قاطعة ليها يومين يابجم والأزيار والتلاجات فاضية .
الهمباتي : طيب …. جنبك دكان واللا سوبر ماركت ؟
الصوت : شكلكم كده من الجماعة الخاربين الواطا.. روحو ..زي ما قلعتم حقنا في الدنيا … ما تلقو نقطة موية في الآخرة.
كشحة : ( للصوت بتهديد واضح ) هيه يازول ..إتأدب ! …أنت عارف إنت بتكلم منو ؟.
الصوت : ( باستهزاء) بكلم منو يعني… غردون باشا ؟..عصابة حرامية ونصابين.
قرضمة : ( للصوت وقد اخرج هاتفه ) لا لا…دا أنت بالغت عديل … لازم يجو يأدبوك .
الصوت : لا….أرجاني……. امرق ليك أنا أحسن.
( التلاميذ ينظرون إلي بعضهم وقد تملكهم الرعب فيسرعون
بإغلاق الستار ).

يتبع
الدمازين في : 30/08/2015م.