تحقيقات وتقارير

رحلات البشير الخارجية.. التحليق في “مطبات” عاصفة


تحلق اليوم (الإثنين) طائرة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير متوجهاً إلى دولة الصين الشعبية في تحدٍّ جديد للمحكمة الجنائية الدولية التي ظلت تلاحق البشير قرابة الستة أعوام دون جدوى. ففي كل رحلة خارجية يعود البشير كاسباً تحديه مع الجنائية، فكل المؤشرات تقول إن طائرة الرئيس ستعبر بارتياح فوق سماوات العديد من الدول متجاوزة كل “المطبات” و”الشراك” التي قد تنصبها المحكمة الجنائية، أو مناصروها.

سنعقد ملتقى لرجال الأعمال بالتزامن مع زيارة البشير تأكيداً للعلاقات المتينة بين الدولتين.

عمر عيسى

سفير الخرطوم لدى بكين

البشير سيشهد توقيع عدد من الاتفاقيات مع الشركات الصينية في مجال النقل الجوي والبري والبحري.

مكاوي محمد أحمد

وزير النقل

الزيارة تخلو من المخاطر وهي للتقييم السياسي ودعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين ويظهر ذلك من خلال الوفد المرافق للرئيس.

عمر عبد العزيز

محلل سياسي

الخرطوم تتسوّق في بلاد التنين

الخرطوم: إبراهيم عبد الغفار

تضع الحكومة السودانية علاقاتها مع دولة الصين الشعبية دائماً في أولى اهتماماتها، حيث شهدت العلاقة بين البلدين توسعاً كبيرًا في عدد من المجالات الاقتصادية والسياسية، بينما ظلت الصين داعما كبيراً للسودان في عدد من المشاريع التنموية، وهذا ما يجعل رئيس الجمهورية المشير عمر البشير من أول من يلبي دعوات الصين لحضور مناسباتها حيث يبدأ اليوم زيارة للصين تستغرق أربعة أيام لحضور احتفالاتها بالنصر على اليابان في الحرب العالمية الثانية.

من المؤكد أن زيارة الرئيس البشير إلى الصين برفقة الوفد الكبير الذي سيرافقه ستركز على تمتين العلاقات بين البلدين سياسياً واقتصادياً عبر مباحثات يجريها الرئيس البشير مع نظيره الصيني تتطرق إلى تطوير العلاقات وسبل دعمها بما يحقق مصالح الشعبين، وعقد صفقات كبيرة لتطوير قطاع النقل بجانب جولة من المباحثات المرتقبة. وبحسب التسريبات فإن تسوية الديون الصينية على السودان ستكون حاضرة في المباحثات، بالإضافة إلى أنه سيتم عقد ملتقى لرجال الأعمال في الثاني من سبتمبر المقبل بالعاصمة الصينية بالتزامن مع زيارة الرئيس البشير في إطار تأكيد العلاقات المتينة بين الدولتين كما أنه من المقرر أن يعقد البشير لقاءات مع الجالية السودانية في الصين.

ثمرات الزيارة

أهم ما في زيارة رئيس الجمهورية إلى دولة الصين هو أن البشير سيشهد التوقيع على عدد من الاتفاقيات مع شركات صينية لشراء طائرتي إيرباص وثلاث طائرات أخرى للنقل الداخلي بجانب شراء تسع بواخر للنقل وبناء جديد للسكة حديد في شرق السودان يوقع عقده مع شكرة (سي سي أي سي) الصينية بعد أن تم توفير التمويل الذي يبلغ مليارًا و400 مليون دولار عن طريق البنك الصيني لتنفيذ الخط الحديدي الذي من المقرر له أن يربط مدن هيا، كسلا، القضارف، سنار والدمازين، بطول 1000 كلم، كما سيتم تشغيل ذلك القطار إلكترونياً باستخدم الألياف الضوئية في المحطات ويضم محطة وثلاث ورش للصيانة مما يعتبر نقلة كبيرة للسودان في مجالات القطارات والسكة حديد.

وبالتأكيد ستكون صفقة القطار تلك بمثابة فائدة للدولتين، خاصة دولة الصين التي عرفت بالخبرة الطويلة في مجال بناء خطوط السكة حديد وهي الدولة التي قامت ببناء الخط القاري للسكة حديد بدولة كندا التي ربطتها من الشرق إلى الغرب، فالصين ستكسب صفقة القطار مع السودان اقتصادياً بامتلاكها عقد التأهيل والتسويق بينما يستفيد السودان من إعادة تأهيل السكة حديد، لكن هنا لابد من الإشارة الى أن هناك تجربة سابقة في تحديث القطارت في السودان، لكنها لم تحرز النجاح الكامل على اعتبار أن الخطوة جاءت دون تدقيق او دراسة متعمقة، الأمر الذي أدى لفشل الفكرة، إذ أن عمليات التحديث اقتصرت على القطارات وأهملت القضبان التي يجري فوقها القطار، ويومها عاب الخبراء على الحكومة إهمال القضبان، إذ ليس من المنطق أن تجري قطارات مصنعة في العام 2010م على قضبان جرت عليها قطارات مصنعة في عشرينيات القرن المنصرم.

بواخر

سيشهد الرئيس البشير أيضاً التوقيع على اتفاق إطاري مع شركة (بولي) الصينية لتصنيع تسع بواخر في مجال النقل البحري، اثنتان منها في مجال نقل الركاب، واثنتان لنقل الحاويات، واثنتان لنقل الغاز وأخرى متعددة الأغراض على أن يتم تسلم تلك البواخر التسع بنهاية العام الحالي 2015، ومن المؤكد أن تسهم تلك البواخر في إحداث نقلة لا بأس فيها في مجال النقل البحري خاصة بعد أن شهد خلال الفترة الأخيرة انهياراً ملحوظاً ما جعل الدولة تتجه الى خصخصة بعض الشركات البحرية. لكن هذه الخطوة تتعارض مع حديث سابق لوزير النقل مع (الصيحة) أشار فيه إلى أن الدولة شرعت في دراسة إمكانية خصخصة البحرية السودانية، فهل تراجعت الحكومة عن قرار الخصخصة، لذا اتجهت الى استجلاب بواخر جديدة؟ الراجح أن الدراسة أوصت بعدم الخصخصة ووجهت بالشروع في تحديث البواخر.

طائرات

الاتفاق الثاني الذي سيتم توقيعه يأتي في سياق انهاء الضائقة التي تعانيها الحكومة في مجال النقل الجوي خاصة بعد العقوبات الأمريكية التي تفرضها على السودان في مجال الطيران مما أدى لوقف استيراد “اسبيرات الطائرات” منذ فترة طويلة.

ويبدو أن الحكومة عازمة على حل مشكلة اسبيرات الطائرات من خلال الاتفاق الذي سيشهد الرئيس البشير توقيعه خلال زيارته للصين. وهو ما يعني خطوة اولى متقدمة ناحية تفكيك الحظر على قطاع الطيران، وذلك عندما يتم التوقيع في الصين على اتفاق لشراء طائرتين ايرباص من طراز (320) عبر طريقة البيع الإيجاري، ليرتفع بذلك العدد الكلي لأسطول سودانير إلى أربع طائرات، عقب الفراغ من صيانة طائرتي أيرباص بالخرطوم قبل نهاية العام كما يستجلب وفد السودان برئاسة البشير ثلاث طائرات من طراز (16 أم ايه) صينية الصنع، سعة الواحدة منها 60 راكباً، لتجربتها في السودان بإشراف صيني، لرفع قدرات الناقل الوطني الجوي تدريجياً.


الصيحة


تعليق واحد

  1. اري ان تملك الحكومة الشعب الحقائق في هذه الاتفاقيات اذ لابد من تعريفنا عن الخط الحديدي هل هو علي القديم او السعة العريضة 1440 ملم اذ لافائدة ترجي من العرض القديم ذو السرعات البطيئة و الحمولات المنخفضة .
    اخشي ما اخشاه ان يكون كذلك