مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : اسم إسرائيل في ورشة اتحاد الصحافيين


> تُرى هل وقع الرئيس السابق للمنظمة السودانية للحريات الصحافية الصحافي المعروف الذي يعمل الآن ملحقاً إعلامياً بالسفارة السودانية بإثيوبيا الأستاذ مكي المغربي.. ترى هل وقع في فخ تكريس التسميات والمصطلحات اليهودية مثلما وقع معظم العرب من خلال المصالح وجسد المرأة في حالات التطبيع مع الكيان اليهودي في فلسطين رسمية وغير رسمية؟!
> وهكذا نتساءل هنا لأن تقريراً عن الحريات الصحافية يبدو أن الذي أعده هو مكي المغربي أشار إلى موقع الأردن ووضح إنها تقع بين العراق وإسرائيل وبرز احتجاجاً من احد الاردنيين في ورشة الحريات الصحافية التي انعقدت بالخرطوم بالتعاون بين اتحاد الصحافيين السودانيين واتحاد الصحافيين العرب يحتج على تغييب اسم فلسطين.
> وربما يقول قائل، أوليست الأردن تقع الآن بين فلسطين والدولة الإسلامية في العراق والشام؟!
وهذا التساؤل ايضاً يمكن يجد استنكاراً لصيغته هذي. لكن لا ننسى أن تسميات كثيرة غير شرعية وغير حقيقية وغير منطقية وغير حميدة مرتبطة بالاحتلال اليهودي للأرض العربية منذ عام 1948م ظل الإعلام العربي يرددها.
> فمصطلح «الشرق الأوسط» مثلاً هو محاولة يهودية لمحاربة اسم الوطن العربي أو العالم العربي للعقدة التي يعشها اليهود داخل هذا الإقليم العربي المسلم.. لكن مع ذلك تتجاوب النخب العربية بغفلة أو بدونها مع هذا المصطلح اليهودي الذي يستوعب الكيان الصهيوني في معناه.
> ويقرأ العرب يومياً صحيفة اسمها «الشرق الأوسط». ويؤسسون مراكز دراسات وبحوث باسم «الشرق الأوسط» وهكذا.
وكذلك تجدهم يتجاوبون مع مصطلح «الهولوكست» او المحرقة النازية، وكأنها كلها حقيقة فيم يشير إليه هذا المصطلح. والحقيقة هي طبعاً «أسطورة الهولوكست» أو أسطورة المحرقة النازية.
> واليهود أنفسهم نجحوا في إقناع بعض الدول الغربية بأن تسن قوانين لمحاكمة ومعاقبة المؤرخين حينما يكشفون للناس زيف وخديعة «الهولو كست»، وقد دخل العالم الفرنسي المسلم روجيه جارودي السجن بهذا السبب وقصته معروفة ومؤسفة وتدل على عدم احترام الحريات في فرنسا. فالقوانين الفرنسية تحتقر الحريات لذلك اليهود يحبون فرنسا.
> وحتى مصطلح تقسيم القدس نفسها الى شرقية وغربية، هو مصطلح يهودي مدسوس في أجندة منظمة التحرير الفلسطينية.. ومن حين إلى آخر نسمع رئيسها عباس محود أبومازن حينما يتحدّث عن دولة فلسطين للاعتراف بها يقول «وعاصمتها القدس الشرقية». أي إنه يعترب بأن قدس في جزءها العربي منطقة يهودية.
> وصحافي سوداني مثل مكي المغربي طبعاً لا يسعه أن يرى يهودية نصف القدس دعك عنها كلها.. بل لا يسعه أن يرى تقسيم شعب واحد داخل الشعب العربي الأكبر إلى شعبين إحدهما في الضفة الغربية والآخر في الضفة الشرقية ويشقهما نهر صغير.
> فالأنهار لا يمكن أن تشق منطقتين تقام فيهما دولتين لشعب واحد، فهي ليست كالبحار. ويبدو أن مكي المغربي قد تعامل بمصطلح مغلوط هو «اسم إسرائيل» من باب التعامل بالأخطاء الشائعة.
ومكي لا يعترف بإسرائيل ولا ينبغي له.. وليس أدّل على ذلك من المنظمة السودانية التي كان يترأسها.. فأكبر نصيب من سهام نقدها كان موجهاً نحو ما تسمى بدولة إسرائيل «حلوة ما تُسمى دي؟!» والولايات المتحد
الأمريكية.. وإن شئت قل «الولايات المضطهِدة الأمريكية» -بكسر الهاء- لأن المضطهَد بفتحها هي هذه الدولة العربية التي تلوك مصطلحات تخدم أشواق الاحتلال اليهودي.. وكل هذا لا يهمنا.. وما يهمنا هو ترديد الخطأ الشائع وإيراده ضمن تقرير مكتوب باللغة الإنجليزية. ونحن نردد المصطلحات اليهودية المدسوسة باللغة العربية.
> الأولى أن نقف صفاً واحداً نحارب المصطلحات اليهودية المغلوطة ولا ننطقها سواء إسرائيل او الشرق الأوسط او المحرقة او القدس الشرقية أو غيرها.
غداً نلتقي بإذن الله