حوارات ولقاءات

نجمة الدراما السودانية “نفيسة محمد محمود” في حوار الصراحة


“نفيسة محمد محمود” الشهيرة بـ(السنينة) فنانة قديرة تنتمي لجيل قلما يتكرر أو يخرج علينا بمبدعين في حجم موهبتهم، تملك قدرات تمثيلية عالية بارعة في إجادة الأدوار وتجسيد الشخصيات التي تؤديها، قدمت العديد من الأعمال الدرامية للمسرح والإذاعة والتلفزيون، أبرزها من المسلسلات الإذاعية (الدهباية)، (البركان) و(حظ أم زين)، وعلى خشبة المسرح شاركت في مسرحية (بامسيكا) من تأليف “عثمان حميدة”، وإخراج “أبو العباس محمد الطاهر”، و(الزوجة نمرة 2) من تأليف “محمود السراج” (أبو قبورة)، وإخراج “حسبو محمد عبد الله”، و(عشا مع الوزير) تأليف وإخراج الراحل “فتح الرحمن عبد العزيز”، و(عريس الموسم) تأليف وإخراج “عوض آدم”، و(كلاب لهب) تأليف وإخراج محمد خلف الله.. وللتلفزيون قدمت العديد من الأعمال أشهرها مشاركتها في برنامج (جنة الأطفال)، حيث شكلت ثنائية مع الفنان “سليمان حسين سليمان” (جحا)، وقدما معاً سلسلة الدراما التربوية (جحا والسنينة).
“نفيسة” حلت ضيفة على صحيفة (المجهر) فانتهزنا فرصة وجودها معنا، فكان لنا معها هذا الحوار..
{ في البداية قلنا لها ما سبب غيابك عن الساحة الفنية؟
_ حقيقة نحن لم نغب عن الساحة الإبداعية بطوعنا، بل وجدنا أنفسنا مغيبين، وللأسف الشديد يبدو أنه وبعد أن أفنينا زهرة شبابنا في (الحيشان) أصبحنا غير مرغوبين، فلم يعودوا يشركوننا في أعمال درامية لا بالإذاعة ولا بالتلفزيون ولا حتى المسرح، والفرص صارت محصورة في أشخاص محددين.
{ متى كان آخر ظهور لك؟
_ آخر ظهور لي كان قبل عدة أشهر في برنامج تلفزيوني بفضائية (النيل الأزرق)، تحدثت فيه عن ذكرى عملاق الدراما السودانية “عثمان حميدة” (تور الجر).
{ وآخر مرة دخلت (حوش الإذاعة)؟
_ قبل ستة سنوات تقريباً.
{ ألم تشعري بحنين لخشبة المسرح؟
_ بكل تأكيد أحن وأشتاق للمسرح، وأنا ابنة المسرح، لكن ما باليد حيلة.. المسرح نفسه صار مهملاً ومهجوراً وهو ما زال يبحث عن أهله.
{ بماذا تفسرين غياب معظم نجوم الدراما من جيل الرواد؟
_ جميعهم يعيشون حالة إحباط لأنه لم يعد هناك إنتاج درامي.
{ هل ما زلتم قادرين على العطاء؟
_ ما زلنا كجيل بداخلنا طاقة وشحنة إبداعية قوية لم نخرجها حتى الآن.
{ كيف كان وقع تكريمك في ختام فعاليات مهرجان البقعة في دورته الأخيرة؟
_ اختياري شخصية مهرجان البقعة كان حدثاً مهماً وجميلاً بالنسبة لي، لكن للأسف الشديد الجهات المنظمة والراعية للمهرجان ورئيس المهرجان “علي مهدي” لم يقدموا لي غير مجسم زجاجي لـ(لبوابة عبد القيوم) لا قيمة له، أما التكريم والإنصاف الحقيقي فقد جاءني وشقيقتي الممثلة القديرة “رابحة” من فخامة النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق “بكري حسن صالح”، الذي تكفل بكل إجراءات سفرنا إلى المملكة العربية السعودية لأداء شعائر الحج.
{ ماذا تقولين عن اتحاد الدراميين؟
_ الاتحاد لم يقدم للدراما ولا للدراميين شيئاً، والدليل على ذلك أن الدراما غائبة والدراميين خاصة الرواد يعيشون أوضاعاً مأساوية، وأغلبهم يعانون من الإهمال والتجاهل. والآن هناك مجموعة من رواد الدراما والمسرح يعانون من ويلات المرض ولا أحد يسأل عنهم، من بينهم “محمد خلف الله” و”نبيل متوكل” و”أحمد عبد الكريم” و”عبد المنعم عبد الماجد” و”إلياس حسن إلياس” و”سنية محمود المغربي”.
{ ما هي الأشياء التي تحزنك؟
_ احتكار الأعمال الدرامية وإعطاء الأدوار للأشخاص غير المناسبين، والآن كثيراً ما نجد الشباب يقدمون أدواراً وشخصيات أكبر منهم سناً في حين أنه يوجد مبدعون يتناسبون مع هذه الأدوار. ومن الأشياء المؤسفة أيضاً في المسلسلات الإذاعية تجد ممثلاً واحداً يقوم بأكثر من ثلاثة أدوار.
{ بالعودة للوراء.. من وجدت أمامك من نجوم الدراما؟
_ “حسن عبد المجيد”، “إسماعيل خورشيد”، “فتحية” و”فوزية يوسف”، المخرجة “سميرة مدني”، الممثلة “بلقيس عوض”، “عفاف صفوت”، “إنعام النحاس”، “عزيزة درويش” وأبناء جيلي “حياة حسين”، “الريح عبد القادر”، “يس عبد القادر”، “عوض صديق” و”فاطمة عمر”.. والجيل الذي أتى بعدنا “تحية زروق”، “الهادي الصديق” وبنات “المغربي”.
{ من لفت انتباهك من الدراميين الشباب؟
_ الممثل “طارق علي” والممثل “حسن يوسف” و”انتصار بيرين” و”سحر إبراهيم”، وفي مجال دراما الأطفال الممثل “طارق الإسيد”.
{ عمل درامي أعجبك؟
_ مسلسل (المهمة 56) بطولة “محمد عبد الرحيم قرني” و”عبد الرحمن الشبلي” و”ناهد حسن” من الأعمال المميزة التي أعجبتني كثيراً.
{ رأيك بصراحة في فرق الكوميديا؟
_ بصراحة أرى أنها لم تضف شيئاً للدراما السودانية، وهم مجرد “مضحكاتية” لا أكثر.
{ أخيراً.. ماذا تقول (السنينة) عن رفيق دربها (جحا)؟
_ الراحل “سليمان حسين سليمان” (جحا) رجل عظيم، إنسان وفنان ومربٍ بدأنا معاً في (جنة الأطفال) مسلسل (مسمار جحا)، كان يكتب نصوصاً تربوية قيمة حقاً وهو من المبدعين الذين افتقدتهم البلاد.
{ هل تشعرين بالظلم؟
_ (اتظلمنا كتير)، لكن فرصة الحج التي تبرع بها النائب الأول لرئيس الجمهورية (خففت علينا شوية).
{ هل أنت راضية عن ما قدمت من أعمال؟
_ أعتز جداً بكل ما قدمت من أعمال درامية للإذاعة والتلفزيون والمسرح، وراضية كل الرضا عن مسيرتي الفنية.
{ الآن.. حدثينا عن أبنائك؟
_ أبنائي “جلال”، “كمال” و”إقبال” عملوا منذ الصغر في مجال الدراما في (جنة الأطفال).. شاركوا الممثل القدير “عبد العزيز عبد اللطيف” في فقرة (الحجاي) و(بنك المعلومات)، وفي الإذاعة شاركوا في مجلة (البستان)، وابنتي “امتثال بلال أحمد” زوجة الممثل الكوميديان “حسن يوسف” (سيد جرسة) وعندهما خمسة أطفال، تدرس في السودان المفتوحة وكانت عضواً في فرقة (نمارق) المسرحية.
{ كلمة أخيرة؟
_ أشكر أسرة صحيفة (المجهر)، وأنا أداوم على قراءتها، وأحرص جداً على متابعة عمود رئيس مجلس إدارتها الأستاذ “الهندي عز الدين”.

المجهر السياسي