داليا الياس

مستشفى “الكي بورد” للأمراض النفسية


مستشفى حديث.. يعج بالمرضى من الجنسين.. حالاتهم جميعاً عصية على الشفاء.. وأعراضهم المرضية تتمثل في إمعانهم الدائم في الإساءة للآخرين والنيل من مشاعرهم وكرامتهم وإنسانيتهم.. وأسباب المرض واضحة ومشتركة لدى الغالبية.. فالحسد هو الفيروس الفتاك الذي أصابهم بقوة وقتل ضمائرهم وأنساهم تقوى الله!!
هم في الغالب مجموعة من الفاشلين المنحرفين نفسياً.. وجدوا أنفسهم في حالة عطالة دائمة، فقرروا أن يمتهنوا الجلوس خلف لوحات المفاتيح وينفثوا سمومهم وأحقادهم في الجميع، ولاسيما تلك النماذج التي نجحت باجتهاد واقتدار وحققت في وقت وجيز ما عجز غالبية رصفائها عن تحقيقه.
وبقدر ما تعد هذه الشبطة العنكبوتية إضافة للبشرية جمعاء.. بقدر ما يسيئ البعض استخدامها بما يحيلها نقمه.. وقد انتشرت في الفترة الأخيرة – لاسيما بعد ظهور الواتساب – العديد من الأمراض الإلكترونية، إن جازت التسمية، وظهرت في مجتمعاتنا عادات دخيلة رفعت معدل الانحراف السلوكي وواجهتنا بوجه قبحنا الإنساني سافراً بلا مساحيق!!
وها هي شائعات الموت والإساءات الشخصية والصور الفاضحة والتسجيلات الصوتية المبتذلة ونصوص البهتان والأكاذيب.. تزحم الإسفير بكل أنواعه.. وتتسبب كل صباح في أزمات نفسية وخلافات أسرية لا حصر لها ولاعد.
دون أن يطرف لهؤلاء المرضى جفن.. أو يردعهم وازع.. أو يقومهم قانون.. يعمهون في غيهم.. ويتكاثرون بشكل مقلق ومخيف!
ويبقي السؤال: كيف يمكن السيطرة على هذه المصحة النفسية الإلكترونية واسعة الانتشار؟! والإجابة ببساطة: لا يمكن!
سنظل نكابد الأوجاع.. ونتجرع مرارة (البوستات) الجارحة بانتقاداتها غير الموضوعية وغير المبررة.. ونستقبل الرسائل الفاضحة والمسيئة.. ونتابع أحاديث الغيبة والنميمة والبهتان، ولا نملك سوى الدهشة ومصمصة الشفاه.. نحتاج فقط لدم بارد.. نحتاج أن تئد انفعالاتنا وكرامتنا ونستقبل كل ما سبق دون اكتراث.. وهو أمر لو تعلمون عسير!!
بالمقابل.. يمكنك أن تتفرغ لملاحقة هؤلاء المرضى قانونياً بحسب ما يكفله لك قانون المعلوماتية المستحدث.. ولكن، من منا يملك الوقت والمال ليهدرهما في تفاصيل كهذه قد لا تكون في الأخير مجدية!
إنني ومن بين إحباطاتي ويأسي.. لا أجد سبيلاً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه سوى العودة إلى الله.. وإن كنت قد فقدت الأمل في غالبية الأجيال الموجودة الآن في الساحة ومنكبة على شاشات الجوابات والحواسيب.. فإنني أدعو كل أب وأم للالتفات للصغار الذين لا يزال العشم فيهم مخضراً.. علموهم تقوى الله في عباده.. وكيفية توظيف نعمه لما يخدم الناس دون المساس بهم.. لقد حثنا الدين الحنيف على الستر وإن وجدت المعايب.. فما بالكم بالفضائح المفتعلة؟ وبربكم ما هي الفوائد العظيمة التي تجنونها من الفتن والأكاذيب والإساءات التي تختلقونها وتتداولونها وتتوافقون عليها دون أن يردعكم رادع أو ينصحكم ناصح ؟ بربكم أليس فيكم رجل رشيد؟!!
تلويح:
“ونسة.. وكلام واتساب”
فهل أنتم منزهون وخالدون فيها؟!


‫2 تعليقات

  1. أستاذة داليا السلام عليكم نحنا أولا ماصدقدنا الكمندان القال فيك الكلام داك بالمقابل كمان مانرضي إنت تعرضي لينا صورة عرسك أكتبي عادي جدا فى المواضيع الهادفة دي والناس تقرا كلماتك م صورتك لو واحد مريض في الناس لو قال فيك ده مايعني إن كل القراء يحبون لك التبرج طالما تنصحين الناس بمخافةالله عليك إنت كمان أن تخافي الله واللبيب بالإشارة يفهم

  2. ياادروب الحنة بقت غالية
    الواحدة كان لمت ليها فی نقشة حنة او توب جديد لازم توثقو بالصور وتنشرو نظام شوفونی عندی البجيهنی