الطاهر ساتي

أهلا بكم ..!!


:: توجيه لمؤسسات الدولة التعليمية والصحية وغيرهابمعاملة اللاجئين السوريين و اليمنيين ك (سودانيين).. ولكن بسخرية تعكس واقع الحال بصدق، قابل بعض شعبنا هذا التوجيه الإنساني بما يحذر الأشقاء : ( والله كتموها فيكم، ولو عاملوكم زينا ح تشردوا خلال شهر)..وقد صدقوا، إذ لا فرق بين اللاجئ و المواطن في (الدفع المقدم)، أي دفع ما قبل التعليم والعلاج، وقد لا يجدهما كما يحب ويرضى..ومع ذلك، أي رغم بؤس حالنا الإقتصادي، لنا ما نفخر به في (عالم الذئاب)، وهو ترحاب مجتمعنا بالملاذين به، عرباً كانوا أو أفارقة..ومع أخبار مأساة الطفل السوري (إيلان)، كانت الفضائيات تحرج الدول العربية بمعلومة مفادها أن السودان هو الدولة الوحيدة التي تستقبل أهل سوريا واليمن بلا تأشيرة، ثم توفر لهم (حقوق المواطنة)..!!
:: نعم .. إختبر أهل سوريا و اليمن بأزمتهم – وقبلهم أهل إثيوبيا وإرتريا والصومال وإفريقيا الوسطى – إنسانية العرب و الأفارقة في آسيا و إفريقيا، ولم ينجح غير( ضل الدليب)..وهو الوطن الذي تطرد سياسات ساسته شعبه إلى منافي اللجوء والإغتراب بالملايين على مدار العام، ويستقبل الآخرين – بمئات الآلاف – بكل الترحاب..والحمد لله على كل حال..ربما هي إستراتيجية مراد بها نفي ما تبقى من الشعب ليتجنسوا بجنسيات دول المهجر واللجوء، ثم يعودوا – مع لاجئي الدول العربية والافريقية- كأجانب، ليجدوا كهذا الترحاب.. وعلى كل، مرحباً بأهل سورياً واليمن.. وبورما إذا إستطاعوا – إلينا – سبيلا…!!
:: والمهم.. قبل الحرب بدولة سوريا، على سبيل المثال، كان عدد مصانع الأدوية قد بلغ ( 70 مصنعاً)، وكانت تنتج (94%) من حاجة الشعب السوري، ثم تصدر فائض الإنتاج إلى ( 54 دولة)، منها السودان الذي يستورد ما يتجاوز ال (80%) من حاجته الدوائية.. سوريا التي تحتل المرتبة الثانية بعد الأردن في الصناعة الدوائية، لم تكن تستورد غير بعض أدوية السرطان والسكري وغيرها من الأصناف التي تحتكرها شركاتها البحثية.. وتلك الأصناف المستوردة تعادل فقط (4%) من كل الأصناف الدوائية التي كانت تصنعها وتصدرها المصانع السورية، وبلغ عدد هذه الأصناف الدوائية (6895 صنفا)..أين هذه المصانع الآن، وأين خبرات خبرائها ورؤوس أموالها ..؟؟
:: تركيا، الأردن، مصر، وغيرها من الدول ذات السياسة الجاذبة للإستثمارات الصناعية هي التي فازت بكل المصانع السورية – بما فيها مصانع الأدوية – بعد الحرب مباشرة..وكذلك مصانع النسيج السورية، هربت من ويلات الحرب وإستقرت وأنتجت بمصر مقدرة ب (80 مصنع)، و إستوعبت الآلاف من شباب مصر، و الآن تدعم خزينة مصر بعائد الصادر..بالتفاوض المباشر مع السطات وأصحاب المصانع، ثم بتوفير مناخ الإستثمارلحد تمليك الأرض مجانا، نجحت مصر والأردن وغيرها في الخروج من مصائب أهل سوريا بالصناعات الإستراتيجية والحديثة..أما نحن، والحمد لله على كل حال، لم نخرج من ذات المصائب إلا باللاجئين فقط لاغير..وماعلينا إلا إستقبالهم بصدر رحب، فالمصائب تجمع المصابين.!!