اسحق احمد فضل الله

الصراخ هنا.. قبل الصراخ في فضاء الهاوية «1»


> أستاذ.. أستاذ.. أستاذ
الانقاذ «بت الكلب» نعرفها..
>وصحافة يوم واحد.. امس مثلاً.. تكفي لاسقاط الف حكومة
> لكن .. لكن.. لكن
>ما نهذي به منذ سنوات هو.. هو.. هو
> ان المخطط.. المخطط.. يقود السودان بحيث تصبح الخطوة التالية هي الهاوية.. ومن يقود السودان اليها هو نحن.
«2»
> والمخطط الذي يدير الرؤوس فروعه الالف تجعلنا نكتفي بسطر لكل خراب.. سطر واحد
> والمخطط الذي يدير رأس الدولة يجعل الوطني يعتمد على حقيقة ان الناس تشعر بأن البديل هو الهاوية.. نعم.. ويسكت ويقعد.. لكن الوطني ينسى ان المنتحر لا يبحث عن بديل!!.. وان الالم يذهب عادة بالعقول.
> والمخطط الذي يدير رأسك ويجعلك جزءاً من الخراب مخطط يجعلك تنسى ان الا تجاهات الستة «يمين.. يسار.. امام.. خلف.. اعلى.. اسفل» لها سابع.. سابع نعم
> وزحام الأحداث يجعلنا نشير الى السابع هذا تحت كل سطر
> والصحافة امس فيها
>غازي يقول: الوطني دولة دون قانون
> والسطر الذي نكتبه تحت التصريح هو
: هل حدث هذا بعد خروج غازي ام قبله؟
> ورئيس المطاحن امس يقول بفم واسع «استيراد الدقيق يوقف المطاحن»
> والتصريح نكتب تحته
: اين كان هذا يوم قال المحتكرون
: مطاحننا لا تصلح لطحن قمحنا..
> والامثلة الف.. وآلاف
> والأمثلة نكتب تحتها ان الامر كله ليس اكثر من غطاء لمصلحة هذا ومصلحة هذا..
> مصلحة ثمنها حياة السودان ذاته
> لكن ما نسرده حتى هنا هو الأبعاد الستة للسؤال.. بينما السابع/ الذي لا يخطر ببالك.. والذي يختاره العدو لانه لا يخطر ببالك/ البعد السابع هذا هو
: عرفنا والحمد لله اننا مصابون بالسرطان وبالتهريب وبتغطية انياب اهل المصالح تحت دعوى الوطنية وبكل داء.
> عرفنا.. عرفنا.
> فهل اخذ السرطان جلبابه تحت اسنانه وانطلق هارباً لأننا عرفناه؟
> ما يقتل السودان الآن هو اننا نقف عند «تعريف» الداء.
> بينما صراخ المريض من المرض هو تعريف لا يعني الشفاء.
> والمخطط.. الذي يدير رأسك يجعلنا نقف عند «تعريف» المرض..
> نصرخ.. ثم يدهشنا أن صراخنا لا يجعل المرض يهرب!!
«3»
> الانقاذ بت الكلب.. صنعت هذا.. عرفنا..
> لكن المعرفة هذه لا تجعل الخطر يذهب
> والمخطط يعرف.. يعرف تماماً أن الآخرين.. البديل.. الذي نتجه اليه بعد اليأس من الانقاذ هم بداية النهاية.. وبداية الخطوة الأخيرة
> وترفض انت.. هذا.. نعم
> لكن رفضك يصبح له معنى حين يقدم الآخرون «معرفة.. ومقدرة.. ووقتا.. للعلاج»
> فالبعد السابع الذي ينساه الناس اليوم هو
> ان الآخرين.. اطباء العلاج
الأحزاب.. ان كانوا يملكون المعرفة والاخلاص.. فلا وقت».
> ثم البعد الثامن.. هو ان العدو لن ينتظر.
> والفواصل بين الحكومات هي شيء مثل الفواصل بين الموج.. الفاصل بين الموج شيء يبتلع كل سفينة
> العدو الذي يقتل الانقاذ.. يقتل البديل.. لان الهدف هو الا يبقى السودان
«4»
> النصح اذن؟
> لا .. ونعم.. وشيء ثالث بين هذا وهذا!!! نعم شيء ثالث.
> شيء ينجب طبعاً سيئاً.. سيئاً جداً عندنا.. نحن السودانيين
> فأيام ازهري كان النصح يعني اعلاناً في صحف اليوم التالي يقول «إلى من يهمه الأمر سلام .. فلان لم يعد عضواً في الحزب الاتحادي».
> والإعلان يخرج مائة مرة.
> وزمان النميري النصح الذي يقدمه العسكريون في قاعة مغلقة يطيح بكل من نطق بحرف.
> والنصح ايام الصادق يجعل حزب الامة عشرة احزاب
> والنصح في الانقاذ عام 1996م.
> مذكرة يذهب كل اصحابها إلى الطريق.. بعد تقديمها.
> والنصح عام 2000م مذكرة العشرة .. يصبح كارثة
> و… وأنت تكره.. وتصرخ.. وتدين.
> وان انت وقفت عند الادانة سقطت في شباك العدو.. الذي يعرف انك سوف تفعل هذا وتسكت.. تظن انك صنعت الحل.
> بينما الاتجاه السابع المطلوب هو.. شيء آخر تماماً
: ما هو الحل..؟
«5»
ما نسرده عناصر.. مجرد عناصر للمسألة.. وبحث عن المعادلة التي تخرجنا من الطين
لكن وضع المعادلة.. لا يصلح..!!
> فالمخطط يعتمد على حقيقة مخيفة هي
«انه لا احد يستطيع جمع كل العناصر لاية معادلة»
> وغياب عنصر واحد يصبح شيئاً مثل حذف حرف «الراء» من كلمة حرب.
> الكلمة تصبح «حب»
> والاجتهاد عند الجهات كلها.. مخلصة او خائنة.. هو معادلة لها صفات الشبكة التي تحمل الماء
> والناس.. انا وانت.. من بيوتنا حين نصرخ في وجه الدولة.. نطلب ان تفعل وتفعل.. نقدم شبكة تحمل الماء.
> وكثيراً ما نقدم جمراً ولهباً نطلب من الدولة ان تحمله في شباكها.. نسرد للدولة الخراب.. والخراب
> و.. ونمضي في السرد لنبلغ حقيقة واحدة هي ان
: سرد الخراب.. ليس علاجاً.
> والنيات الطيبة ليست علاجاً.
> وحصر العناصر الناقصة ليس علاجاً.
> وحشد الأحزاب ليس علاجاً.
> ونقطع عطلتنا لأن العطلة هي شيء تتكئ فيه على فراشك.
> بينما الأمر يجعلنا نرقص من الألم .. الألم .. الألم.. ونحن نرى كل السودان يرقص من الألم.. لمجرد غياب حقيقة واحدة هي ان من يقتل السودان.. هو انا وانت .. في حرصنا على السودان.
> ونقرر ان نقول كل شيء.. كل شيء.
> ومحمد جلال كشك يوصي/ عند موته/ بدفن أحد كتبه معه.. يلقى به الله شهادة على إخلاصه.. ونحن ايضاً.


تعليق واحد