ثقافة وفنون

التصوير النسائي.. حاجة أم حفظ أعراض.؟!


مصورة: لا خوف من (تسرب) أفلام وصور (رقيص العروس).!

خلفية تاريخية
لا شك أن التصوير في حداثته الأولى لم يجن ثماره من المرأة العربية في المجتمع الشرقي، وخاصة المرأة السودانية وتعود الأسباب إلى منظومة التقاليد والأعراف التي حرمت بشكل قاطع إمتثال المرأة أمام عدسة الفوتوغراف أو الفيديو التي تسللت إلى هذه المناطق التي لم تعتد على هذا الاختراع من قبل، وإن كان حديثاً مع إن الحداثة لا تعني أنها الحرية والوصول إلى ذروة المشاركة الاجتماعية.!
المرأة وما يدخل في جوانب كثيرة من حياتها كانت تفتقر إلى الكثير من المشاركة الاجتماعية أولها التعليم الكامل والمشاركة في إتخاذ القرار مرهون بموافقة على من يشاركها العمر.. ففي ذلك قصص كثيرة لا بل أنها حقيقة.. ففي الماضي لم تجرؤ الفتاة أن تتخذ أي قرار وخاصة فيما يتعلق بمراسيم خطوبتها أو زواجها.

حقوق مهضومة
وفي ظل هذه المناسبات الفرحة لم تلتقط المرأة فرحتها وتحفظها للتاريخ على كوبون التصوير الفوتوغرافي والذي كان متوفرًا في المدن إلا أنه حرم المرأة من (أرشفة) فرحتها لأسباب تقليدية واجتماعية أولها عدم السفور والإحتشام أمام الغرباء.

وقفة مع مدام تيسير
وعلى ذكر التصوير الفوتوغرافي النسائي كان لابد من أن نقف عند مدام تيسير إبراهيم أحمد التي درست الثانوية بالقاهرة ثم جامعة القاهرة الفرع وحصلت على ماجستير التربية هذه المصورة التي فاقت زملائها الرجال تعلمت هذه المهنة منذ عام 1991 بواسطة (والد بناتها) الأستاذ سامي سنادة الذي كان يمتهن هذه المهنة (مخرج ومصور سينمائي وفوتوغرافي) وبطبيعة الحال فإن وجود الأدوات (الكاميرات) ودافع الرغبة إكتسبت الكثير من التجارب في مجال التصوير، وانشأت محلاً خاصاً حمل اسم (ماجيك).

خلاصة تجربة
تقول مدام تيسير: (الحاجة للتصوير موجودة منذ أمد لتوثيق المناسبات وحفظ التراث (حنة العروس ودق الدنقر) وهي من العادات التي لا غنى عنها في حياة المرأة السودانية، ولا يخفى إستغراب الناس من إمرأة تحمل كاميرا لتصور مناسبة لكن هذا الإستغراب يزول حال إنتهاء المناسبة من خلال علامات الرضا التي يرسمها الجميع، وأنا أحلم بإنشاء مركز متخصص للتصوير النسائي لأنه لابد من تدريب أجيال تواصل في هذا العمل ودربت (إبنتاي) على المهنة لشعوري برغبتهن في التعلم وكذا سأفعل مع أي راغب في المجال، وتعتبر الأمانة هي (الشعار) الوحيد الذي يضمن (خصوصية الحفل) لأن الأسر تخاف على أعراضها، رغم الحداثة التي طرأت مع دخول التكنولوجيا وتطور الأدوات (الفستان والتوب) ورقص العروس في الصالات بعد أن كانت ترقص في (بيت أبوها)، ومن هنا أدعو كل الأسر لعدم التخوف من التصوير النسائي لأنه يضمن خصوصية أكبر لأعراض الأسر لأن عملية إنتاج الأشرطة والصور تتم عبر تيم كامل من (النساء) المدربات.

خروج
لاشك أن التصوير النسائي له دور كبير في توثيق حياة المجتمع (النسائي) خاصة أن الكثير من العائلات المحافظة لم تكن تقبل بأن تظهر (بناتها) على عدسات الكاميرات ومع تطور الزمن زادت حاجة الناس للتصوير النسائي وأصبح له أماكن ومحلات خاصة معروفة يقصدها الجميع ليصبح هذا الفن وثيقة هامة للتعرف على الفرد وذكرى جميلة ترسم وأحياناً يفنى من بها وتبقى هي صامدة أمام جبروت التاريخ وعوامل الزمن.

عرض: نعمان غزالي
صحيفة السياسي