منوعات

صفحتك الشخصية.. هل تعبر عن حقيقتك؟ الأسماء المستعارة في الفيس بوك


من الملاحظ في وسائل التواصل الاجتماعي أن كثيرا من روادها ينتحلون أسماء غير حقيقية أو مستعارة، ويقضي الكثير من الشباب ساعات طوالا يتصفحون مواقع الفيس بوك أو التويتر وبشكل يومي إلى حد التعلق بها ونشر صورهم من خلالها ويتقمصون أدوارا قد تكون حقيقية أو غير حقيقية أو معبرة عن شخصيتهم وتصاحبها بعض التعليقات والمشاركات قد تكون إيجابية أو سلبية.
حاولنا في هذه المساحة رصد العديد من الآراء المتباينة بجانب الرأي النفسي والاجتماعي وكيفية استخدام الشباب لموقع الفيس بوك.
الخوف من الاختراق
كثير من الاشخاص لا تعبر صفحاتهم الشخصية عن حقيقتهم في مواقع التواصل الاجتماعى خاصة الفيس بوك حيث نجد الكثير من رواد هذا الموقع يسجلون فيه بأسماء مستعارة عوضا عن الأسماء الحقيقية ويستعيضون عن وضع صورهم الشخصية بصور تعبيرية خاصة الجنس اللطيف تخوفا من اختراقات قد تحدث من قبل ضعاف النفوس وقراصنة الإنترنت الذين يتلاعبون بالصور ويستخدمونها في أوضاع غير أخلاقية وفي هذا الموضوع بادر بالحديث (نور الدائم) قائلا: بالنسبة لصفحتي الشخصية فهي تعبر تماما عن حقيقتي باستثناء بعض المعلومات التي أتحفظ عليها والمعلومة لدى أصدقائي ولم يحدث أن ندمت أو انتابني شعور بالخجل مما أنشره عبرها لأنني أتريث كثيرا قبل نشر أي بوست سواء كان صورة أو مقطع فيديو.
تصفية حسابات
من جانبه يقول (معاويه الطاهر): أستخدم اسمي الحقيقى لدخول عالم الفيس بوك واعبر عن شخصيتي الحقيقية وبحسب علمي أن الاشخاص الذين يدخلون بشخصيات مختلفة يكون هدفهم تصفية حسابات مع أشخاص آخرين خوفا استخدم الاسم الحقيقي، قد تكون ردة الفعل مخيفة.. فيما ذهب (بله) في اتجاه مغاير حيث يقول: شخصيتي في الفيس بوك لا تعبر عن حقيقتي نسبة لأن الفيس يتعامل مع أشخاص بمختلف الجنسيات وبأعمار مختلفة ولابد أن أعكس صورة جميلة على صفحتي وكلمات وأفكار رائعة لجذب الأصدقاء وفي مرة من المرات انتابني بعض الندم بسبب نشر منشور كاذب ينص على أن لدي صديقا مريضا ويحتاج لعملية وكانت ردة فعل الأصدقاء التعاطفت مع الموضوع ودعوا له بالشفاء في حين أنه لا يوجد لدي صديق مريض أصلا، وينتابني أحيانا بعض الخجل لأن تلك الشخصية لا تمثلني في أي شيء.
تأمين الذات
فيما اعتبرت اختصاصية علم الاجتماع دكتورة ثريا إبراهيم أنه من الضروري وضع الشخصية الحقيقية التي تعبر عن الشخص لتأمين نفسه وتحديدا للشخصيات المؤثرة في المجتمع، وتضيف: الشخصية التي لا تعبر عن حقيقتها يكون السبب الأول عدم الثقة بالنفس وعدم الرضا وهناك سبب آخر ناتج عن سلوك شخصي قد نسميه عدوانيا سالبا، وعزت انتشار الظاهرة وسط الجنس اللطيف لتحاشي كثير من المناوشات التي تحدث في المجتمع السوداني إضافة إلى أنه تحديدا لا يتقبل تلك الأشياء وإن لم يكن كله واضافت ثريا: هنالك سبل أخرى للتعبير مثل العين الباكية التي تعبر عن الحزن والوردة للحب والشروق للأمل، ذلك على سبيل المثال لا الحصر.. وفي ختام حديثها أوصت ثريا إبراهيم اختصاصية علم الاجتماع بالحذر عند استخدام تلك الوسائط بحسن النية مشيرة، إلى أن هناك ضعاف نفوس يستغلون تلك الوسائط استغلالا سيئا مما يترك أثرا سلبيا وإشكالا بين الكثير من رواد تلك الوسائط وتحديدا مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك).
عدم ثقة
قالت فوزية حسين، المدرب المعتمد والمعالج النفسي، إن الشخصية التي تفعل ذلك غير سوية، وليست لديها ثقة للمواجهة وإقامة علاقة أساسية وعن السبب الآخر قالت إن الإحساس بالدونية أيضا يلعب دورا في هذا وأوضحت أن التربية لها الأثر الكبير وبررت أن التربية الأسرية وعدم تحمل المسؤولية في اتخاذ القرارات، والابتعاد عن القيم الدينية والأساسية، ورأت أن الطفل ينشأ في كثير من الأحيان وفق بيئة قد تشكل في دواخله بعض المشاكل و”العقد النفسية” وعدم التخلص منها من تلك الأسباب ومنها أيضا العزلة والخوف، وأشارات إلى خطأ كبير يكون مسرحه الأسر السودانية وللاسف الشديد وهو السلوك الذي ينهى عنه الأبوان فيما يفعلانه هما والأمثلة كثيرة منها التدخين والشجار وعدم الصلاة مستدلة بالمقولة المأثورة “فاقد الشيء لا يعطيه”.
صراحة مع النفس
من جانبه قال عوض نميري – الصحفي بصحيفة (الأيام): أعتقد أن تلك المسألة ناتجة عن فهمنا لتلك المواقع الاجتماعية من ناحية ضيقة وربما خاطئة، وإن اخذنا جانبا منها وهي (الفيس بوك) كـ “مثال” لموضوعكم المطروح وهو (إخفاء الشخصية الحقيقية في تلك المناحي)، وحول الحديث عن شخصي فإنني أجد نفسي صريحا إلى الحد الكبير في رأيي الشخصي وكثير مما أكتبه يعبر أيضاً عن نفسي كما أحرص على أن تكون بياناتي الموجودة على حائط صفحتي الشخصية صحيحة ودون أي ملابسات أو تحوير، ففهمي لتلك المنافذ ناتج من أنها روابط اجتماعية بيني والأصدقاء نتبادل من خلالها الآراء والأفكار، كما أنها وعاء إعلامي ومنبر فكري والاستفادة منه ترجع إلى حنكة ووعي المرء نفسه، كما أعتقد أنه بمثابة “سوق كبير” متعدد الأصناف والأشكال والأذواق كل يختار ويصطفي ما يحلو له، وصحيح أن هناك من يستخدم تلك المنابر والمنافذ بصورة غير لائقة لكن تدني أخلاق الآخرين لا أسمح له بأن يحرمني حقي!! فعلى الشر أن يتوارى أمام الخير لا العكس!، صحيح أن المجتمع يتحفظ نوعا ما على نشر المعلومات الحقيقية خصوصا تجاه “الجنس الآخر” ولكن يجب أن يتحرر – المجتمع – من تلك الاعتقادات، والأمر ليس بمثابة دعوة إلى التخلي عن القيم والمبادئ!، وإنما (تصارحا مع النفس وتحقيق قوة الإرادة بجانب الثقة والتسلح بمتانة مرتكزات التربية)، كلها عوامل قادرة أن تتصدى للاستخدامات السالبة الموجودة على تلك الوسائط، والتي أراها (نشازا) لا تمثل أغلبية تجعلنا نتخوف ونواري أنفسنا خلف هذا الهاجس.

اليوم التالي