عالمية

بالصور: السوريون يتدبرون أمورهم بالسودان رغم الغلاء وعدم وجود السكن.. “نحن لسنا لاجئين في السودان حيث نعامل كمواطنين”


رغم التعاون الحكومي والحفاوة الشعبية بالسودان، يعاني اللاجئون السوريون من ارتفاع مستوى المعيشة وإيجار السكن، مما يدفع معظم أفراد الأسرة إلى العمل، بينما تسعى بعض الجمعيات الخيرية لإعانة المحتاجين منهم.

منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، اضطر مئات آلاف المدنيين للهرب بأرواحهم من الموت المنتشر في كل المحافظات، وبعد أربع سنوات بات السودان الدولة العربية الوحيدة التي فتحت أبوابها للسوريين دون شروط، حتى بلغ عددهم أكثر من 105 آلاف، بحسب لجنة دعم الأسر السورية.

وخلافا لباقي الدول العربية، لا تفرض سلطات السودان تأشيرة دخول على السوريين، كما ترفض معاملتهم بوصفهم لاجئين، بل كفلت لهم الإقامة والتعليم والعمل رغم تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد.

ورغم التعاون الحكومي والحفاوة الشعبية، يعاني اللاجئون السوريون من ارتفاع مستوى المعيشة في السودان، وارتفاع إيجار السكن قياسا بمعدل الدخل، مما يضطر معظم أفراد الأسرة إلى العمل لتوفير لقمة العيش. كما يعاني السوريون من ارتفاع تكاليف التعليم الجامعي، الأمر الذي أدى لتوقف الكثير منهم عن الدراسة.

441

إرتفاع الأسعار

نور الشام لاجئة سورية في العقد الرابع من عمرها، وصلت إلى السودان مع عائلتها منذ ثلاثة أشهر، واضطرها ارتفاع مستوى المعيشة للعمل يوميا منذ السابعة صباحا وحتى الثامنة مساء من أجل توفير إيجار المنزل، بينما يتكفل زوجها الذي يعمل في ثلاث وظائف يوميا بتوفير التكاليف الأخرى.
وأضافت نور الشام -التي فضلت عدم ذكر اسمها الحقيقي- “نحن لسنا لاجئين في السودان حيث نعامل كمواطنين، لذلك نسعى للاعتماد على النفس لتوفير لقمة العيش، ونرفض اللجوء لأي جمعية أهلية لمساعدتنا، لكن المشكلة الرئيسية التي تواجهنا هي ضعف الرواتب وغلاء الأسعار”.
وأضافت أنها هربت مع عائلتها من قصف النظام للقرى السنية في اللاذقية، وأنها لم تستطع توفير تكاليف الجامعة إلا لاثنين من أبنائها.

fb035774 509d 4e18 bfcd d00b1f507312

أوضاع صعبة

من جانبه أكد رئيس لجنة دعم العائلات السورية مازن البيات أن السوريين بدؤوا التوافد على السودان بأعداد قليلة عام 2011، ومع التضييق على السوريين في مصر عام 2013 بعد الانقلاب العسكري، واندلاع الحرب في اليمن، ازداد عدد السوريين اللاجئين بالسودان حتى تجاوز 105 آلاف.

وأضاف للجزيرة نت أنه رغم عثور السوريين على فرص عمل فقد ظلت هناك فجوة كبيرة بين الدخل والمصروفات، الأمر الذي دفع أوائل اللاجئين لتأسيس لجنة دعم العائلات السورية كي يخففوا من معاناة زملائهم.

وشدد على أن الجمعية نجحت خلال العام الحالي في توفير 51 منحة جامعية، وكذلك توفير الكثير من فرص العمل للسوريين، بينما يبقى توفير السكن أبرز مشكلة تواجه السوريين بسبب ارتفاع قيمة الإيجارات، حيث لم تتكفل اللجنة إلا بتوفير مسكن لنحو 500 أسرة فقط، بينما تحتاج أكثر من 5 آلاف أسرة أخرى للمساعدات.

وفي محاولة لتحسين دخل الأسر السورية، دشنت رابطة المرأة السورية بالسودان مشروع “مطبخ حواء” بتمويل من فريق إحسان الكويتي، وذلك لتأمين فرص عمل للسوريات.

وأكدت مديرة المشروع القادمة من دمشق أم محمد الشامية أن المطبخ تعمل به 15 سيدة ما بين ربات منازل وطالبات جامعيات، ويبيع 30 وجبة في اليوم الواحد، مضيفة أن المشروع يسعى للتوسع.

وشددت على أن كثيرا من السيدات عملن في المطبخ لفترات مؤقتة ريثما تحسنت أوضاعهن المادية، ثم تركن العمل لصالح سيدات قادمات حديثا من سوريا أو أكثر احتياجا للمال.
الجزيرة