عمر الشريف

شعارنا السنوات الخمسة القادمة هى الأفضل


الحمدلله الذى بلغنا هذه الايام المباركة التى اقسم بها الله فى كتابه الكريم وهى من أفضل الايام بالأجر والثواب حيث تجمع بين فريضة الحج والصلاة والصيام والزكاة لمن يخرج زكاته آخر العام الهجرى و كذلك التقرب الى الله بالنوافل والصدقات والذكر . نسأل الله الكريم أن يوفقنا فيها للعمل الصالح ويتقبل من الحجيج حجهم وييسره لهم ويعودوا الى اهلهم سالمين وغانمين .

لقد تحدثنا كثيرا عن مشاكل السودان عامة وخاصه الإستعداد لموسم الخريف ولكن لا حياة لمن تنادى ، نسمع فى وسائل الاعلام بإكتمال الاستعدادات لهذا الموسم الذى جعله الله موسم خير وبركة للبلاد والعباد لكن الحكومة لم تفعل الاسباب بفتح قنوات التصريف وردم المستنقعات والطرق وتوفير إحتياجات الخريف . خريف هذا العام رغم تأخره لكن أثبت بأن لا جديه فى العمل ولا إهتمام من الجهات المسئولة ، حيث تفقد السيد الرئيس العام الماضى بعض المناطق المتأثرة بالخريف على طائرة الهيلكوبتر ووعد بالتعويض والاستعداد لهذا العام مبكرا . لكن الواقع غير ذلك مطرتان فقط تظهر الحقائق والاستعدادات التى تمت وتكشف التقصير . ليس الحاصل على العاصمة فحسب وإنما كذلك باقى مدن وقرى السودان التى يقطعها الخريف نهائيا عن مراكز العلاج والخدمات . الى متى نظل هكذا ؟؟

قضية اللاجئين التى هددت دول أوربا وأثرت فى إستقرار وإقتصاد وأمن كثير من دول الجوار وبعض دول العالم واجهها السودان ومازال يواجهها من الداخل والخارج ولكن هذه المره بزيادة غير متوقعة وليس هناك إستعداد وإحتياط أمنى وعونى وإقتصادى لمواجهة تلك القضية ، حيث تتدفق الاعداد الكبيرة من دول الجوار ومن بعض الدول الشقيقة بسبب الحروب او البحث عن الرزق والأمن . فهل الحكومة وضعت خطط لمواجهة تلك المشكلة من الناحية الأمنية والمعيشية والصحية والتعليمية وتوفير فرص العمل للمواطنين واللأجئين وتوفير الخدمات الأخرى وهل طلبت مساعدات دولية عينية أو مادية لمواجهة ذلك ؟

الحوار الوطنى الذى طال أمده وتعددت محاوره وكثرة إختلافاته حتى إمتد الى الخارج وتدخل فيه . لماذا كل هذا ؟ ماذا يريد هؤلاء – حكومة ومعارضة وشعب ؟ الجميع يريد الأمن والإستقرار والحياة الكريمة والعدل وكلها تتحقق بأذن الله أذا كانت هناك وطنية مخلصة وتعددية ومحاربة الفساد وعدالة ولا نحتاج لتدخل الدول الاخرى فى شئوننا ومشاكلنا لاننا كنا شعبا يلجأ لنا الجميع لحل مشاكله فى السابق . فهل عجزنا عن حل مشاكلنا أم المصالح الشخصية والأطماع النفسية والفساد والحزبية هى السبب ؟؟

هذه الايام الفاضلة ونحن نستقبلها بكل ألم وحسره وندامه على ما يحصل بأمتنا العربية والاسلامية وكذلك ما وصلت له بلادنا . الحمدلله ثقتنا فى الله كبيرة وهى إمتحان لنا وتمحيص لقلوبنا وللإيماننا وإنذار لنا بالمسارعة بالتوبة والتحلل من حقوق الغير . فهل حاسبنا ضمائرنا وتحللنا من حقوق هذا الشعب وحاربنا الفساد من غير أن تكون هناك لجان مكافحة ومحاكم له ؟ تقربنا من الصين ومحاورتنا مع أمريكا للإنقاذنا مما فيه كلها لم تقدم أو تؤخر إلا إذا تمسكنا بديننا واخلصا إيماننا ووعدلنا فى حكمنا وحققنا شعار هى لله بحق وحقيقة ليتحقق لنا شعاراتنا التى نادينا بها طوال السنوات الماضية وهى نأكل مما نزع ونلبس مما نصنع وأصبحنا سلة غذاء العالم . لكن أن نكذب على الله ونخضع شعبنا ونجرى خلف أعدائنا ونقول هى لله والموت للأمريكا والتعاون مع الصين الشقيقة لتنفرج علينا ، لم ولن يحصل ذلك وهذا عهد ووعد الله لنا .