صلاح احمد عبد الله

أحداث.. ووسواس..؟!!


* سبتمبر شهر يوشك على منتصف أيامه.. بعض الفلاسفة من (الأغنياء) يحاولون فيه الربط بين حادثة البرجين في أمريكا.. وتلك (الرافعة) التي سقطط على الحرم المكي.. (الأولى) جريمة ضد الإنسانية قتل فيها الكثير من الأبرياء.. والحادثة الثانية من أقدار الله نتيجة الرياح لبشر اصطفاهم الله للقياه عند أطهر بقاع الأرض..!!
* لا أريد أن أفتح باباً للتفاصيل.. ليتداعى علي فلاسفة الدين الحديث.. والتاريخ المقيت خاصة بعد الحرب العالمية الثانية.. والمساحة لا تسع..؟!* ولكن (سبتمبر) عندنا في السودان.. أو ما تبقى منه.. له طعم خاص.. به علقم ومرار.. كانت فيه (هبة) عظيمة.. خرج (الشباب) إلى شوارع وطرقات المدينة والكثير من الأحياء.. وسط المدينة وأطرافها.. يستنكرون وبشدة.. زيادة الأسعار.. والغلاء ورفع الدعم.. في الوقت الذي كان برلمانهم المنتخب.. ونوابهم (النوام).. يصفقون ويهللون.. ويكبرون احتفاءً بهذه الزيادات التي أثقلت كاهل الشعب..؟!!
* كان الرصاص ينتظرهم في طرقات المدينة وشوارعها.. وحتى أطرافها.. يلهب رؤوسهم.. ويخترق صدورهم.. كانوا صامدين.. ولكن بكل أسفٍ تعمم أغلب الناس ولزموا دورهم وأغلقوا متاريسها.. بعضهم حرم أولاده بداعي الخوف من المشاركة.. وكأن القتلى من الشهداء.. كانوا قادمين من كوكب آخر.. (البعض) يريد أن يدفع له (البعض) ثمن وفاتورة النضال.. ووهم هذا النضال.. حيث سارع بعض أهل السياسة (التسجيلات موجودة).. إلى البي بي سي.. التلفزيون.. صائحين بمِلء الأفواه التي أدمنت الكذب وبهتان النضال.. قائلين على فضائيات شبعت من إفكهم أكثر من ربع قرن.. أنهم البديل الديمقراطي الجاهز..!!
* نعم.. حدثت تجاوزات.. وسرقات ونهب وتخريب.. وهذه شيمة وفترة الفوضى.. عندما تعجز (بعض).. أكرر (بعض) الأجهزة في حفظ النظام.. والعمل على عودة الهدوء.. ولكن قد تكون (بعض) الفوضى (صناعة) من أجل تشديد الردع والعقوبة حتى ولو استدعى الأمر (القتل المباشر) لإرهاب الخصوم.. حتى لو كانوا مجرد متظاهرين عزل.. كفل لهم الدستور (المفصل عند ترزية القوانين) حق التظاهر.. يقول رئيس لجنة التحقيق في أحداث سبتمبر.. رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان.. أن التقرير الختامي حوى اتهامات للشرطة.. ولعربات لا تحمل لوحات بإطلاق النار.. وأن خسائر التخريب قدرت بمبلغ (30) مليار..!!
* نقول لسيادته.. أن تلمس الفيل.. يختلف عن تلمس ظله (…)؟!! وهو الشرطي الضليع والقانوني الحصيف.. والإداري الذي لا يشق له غبار.. وهي صفات أعرفها فيه جيداً.. وله عندي معزة خاصة.. الشرطة لا تطلق النار إلا بأمر مباشر وبعد عدة (خطوات) يطول شرحها.. بأمر من القاضي.. سابقاً أو وكيل النيابة.. إلا إذا اختلط الحابل بالنابل.. والقانون بالفوضى.. في هذا الزمان العجيب.. زمان ترزية القوانين كما أسلفنا سابقاً..!!* فيا رئيس لجنة الأمن والدفاع.. يا صديقي العزيز.. ما هي هذه العربات التي لا تحمل لوحات.. وبها (شباب) قناصة.. يعرفون ما يفعلون.. ويأتمرون بما يتلقونه.. لماذ هذا القتل بدمٍ بارد.. ولمصلحة من هذا الموت المجاني لشباب خرج يبحث عن حقوقه.. سمعنا منذ نهايات 2013م بأن هناك لجان تحقيق.. من أصدر أوامر الموت؟.. ومن القتلة..؟ ولماذ تجوس العربات بدون لوحات في العاصمة.. أين الشرطة؟.. وإدارة المرور المتخصصة؟.. هل هناك جهات في دولة (المشروخ) الحضاري.. فوق القانون؟؟ سؤال عبيط (جداً).. نحن نعرف إجابته مسبقاً.. لسنا بهذه الدرجة من السذاجة أو العبط؟!!
* حتى عندما قال معتمد الخرطوم السابق.. اللواء (أمن) نمر.. بأنهم يعرفون الذين اعتدوا بالضرب على الصحفي عثمان ميرغني.. كنا نعرف أنه يعرف.. ولا يهدف بما لا يعلم وهو رجل أمن..؟!! كنا نتألم للصمت.. وللخوف.. الذي انتاب الكثيرين من الذين كنا نعدهم أهل حارة.. وتطغي سودانيتهم على مصالحهم.. أظنهم يعرفون أنفسهم حتى دون أن نشير إليهم.. ولو رمزاً..؟!!
* سبتمبر.. وأحداثه لا تخيف أحداً.. قد يكون هناك هدوء.. وسكون.. وهذا الهدوء أو السكون ليس نهاية المطاف.. أو الدنيا.. قد يكون نهاية (حقبة).. وبداية جديد.. فلنتفاءل بالخير أبداً.. حتى نجده.. وسنجده بإذن الله.. مادام شبابنا دائماً مستعد لدفع الثمن.. بعيداً عن كهنوت السياسة..!!
* وحتى لو كنا نعرف.. من هم القتلة..؟!!
الجريدة