تحقيقات وتقارير

تبادل رسوم الكاريكاتير والنكات عبر تقنية الواتس آب.. كائنات مضحكة أم مهلكة


مع ضيق ظروف الحياة وأزماتها يحتاج الإنسان إلى مخرج لكي يتنفس منه ويخفف معاناته بالترويح عن نفسه، وانتشرت ظاهرة تبادل النكات والصور المضحكة التي تسمى (الأيقونة) والرسوم الكاريكاتيرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي ساعدت على تبادلها ومشاركتها مع أكبر عدد من الناس. وصارت تلك الظواهر طرفة سهلة يصطنعها الناس في ما بينهم، وفي استطلاعنا لهذا الموضوع اختلفت الآراء حول أهميتها، والغرض الذي تخدمه.
هضم الحقوق
ترى رسامة الكاريكاتير (أماني زين العابدين) أن هذا التبادل الهائل لرسوم الكاريكاتير أضاع حقوق الكاريكاتيريست، وذلك من خلال استغلال البعض لرسومهم ووضع توقيعاتهم عليها. وأضافت أن هنالك أناساً متفرغين لتلك الأعمال عبر الواتساب و(الأيقونات) الضاحكة والساخرة ويضيفون عليها حاجاتهم ومن الصعب وقفها، وأوضحت أن تلك التعليقات تزداد مع الجانب الرياضي وتضيف: “الأمر المؤسف أن الجانب السلبي أكثر من الإيجابي، ونحن كرسامين نخدم القضية نفسها وننتقدها ونطرحها على المجتمع ولا نسيء لشخص معين ولا نهاجم”، وأردفت: “هذه الرسوم أضاعت حقوق الكاريكاتيرست ونحن نعاني منها جدا ولا شيء سيوقفها إلا عن طريق التوعية”.
تعابير مختلفة
وفي السياق يقول الصحفي عماد الماحي: “النكتة خشم بيوت ويختلف الأداء من طريقة قراءتها إلى حركة الجسد والإشارات”، وأردف: “أنا كشخص مستخدم للنكتة أحاول التعبير والتمثيل بطريقة محفزة لإسعاد الجمهور”، واستطرد الماحي: “استغلال النكتة عبر وسائل التواصل الاجتماعي خصمت الكثير منها ومن الأشخاص الذين يؤلفونها”. فيما قال “هاشم” إنها تحمل كمية من التعابير التي تستخدم أحيانا بدلا عن الكتابة ولكن استخدامها في الواتس آب سيئ خاصة وأن متداوليها يضعون عليها تعليقات مختلفة ومسروقة من آخرين وهذا عمل غير أخلاقي.
ترويح عن النفس
يقول ممثل الكوميديا (محمد موسى): “مع ضيق الحياة يحتاج الواحد يتنفس شوية إذا كانت حاجة هادفة ومعبرة من غير أن تمس جهة معينة والنكتة عموما سهلت التواصل بين الناس ذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والصور المضحكة وأصبح التبادل سهلا جدا”، وأضاف: “الاستغلال غير الجيد يضعف ويخصم من النكتة لأن طريقة الإرسال ليست كالتعبير ولكن الموهبة عموما تشكل نسبه (75%)”.
خدمة القضايا
من جهتها أشارت (حياة علي) إلى أن هناك أشخاصا يفرقون بين (الأيقونات) والنكات ويضعون عليها لمساتهم ويتقنونها بطريقة “حريفة”، وأردفت: “إذا الإنسان ربنا حباه بهذه الملكة تكون إيجابية وليست سلبية” وتضيف قائلة: “أنا أتأزم جدا بسبب أن بعض من هذه الظواهر لا يخدم قضية والإنسان هو في دائرة الاهتمام وليس التأثير وهؤلاء المروجون للإشاعات من خلال تلك النكات سببوا مشاكل اجتماعية وأغلبيتها تكون من الشباب”. بينما يقول مصعب محمد هارون (طالب) إن الرسوم الكاريكاتورية والأيقونات التي تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي لها جوانب سلبية وإيجابية ومن سلبياتها على سبيل المثال الساخرة منها خاصة في المجال الرياضي بالذات التي تدعو للتعصب الأعمى بين جمهور القمة الهلال والمريخ التي درج ناشطو المواقع الإسفيرية في الآونة الأخيرة على تبادلها بكثافة فهي أي الرسوم الكاريكاتورية تحرّض الجماهير على التعصب وتدعو إلى الانفلات بعيداً عن أخلاق وسماحة الرياضة ومن إيجابياتها أنها تعكس الكثير من القضايا في كافة المناحي مثلها مثل الصحف الورقية وما صورة السوري الشهيد (إيلان كردي) ببعيدة عن الأذهان حيث اُستخدم فيها الكثير من التعبيرات التي أيقظت القلوب النائمة وجعلتها تلتفت لقضية اللاجئين السوريين.
وصفة اجتماعية
إلى ذلك شدد أستاذ علم الاجتماع بجامعة النيلين دكتور عبد الرحيم بلال على أن تلك الظواهر ليست مشكلة على الإطلاق إذا كان المضمون إيجابيا وغير مسيء للآخر، وتداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي يتيح التواصل بين الناس ويقربهم لبعضهم، لكنه أشار إلى أن هناك نكات مسيئة يجب الابتعاد عنها خاصة الرسومات التي تتعلق بالسخرية من قبائل معينة.

 

 

 

اليوم التالي