احلام مستغانمي

قصة منذ عام 1957م !


وأنا أقصّ عليك تلك القصّة بإيجاز متعمَّد، وأترك تفاصيلها المتشعّبة لي.
توقَّفتِ فقط عند ذلك اليوم، 15 أيلول 1957، يوم كتبتُ على سجلّ رسمي اسمك النهائي.
لم تسأليني أيّ سؤال توضيحي، ولا علَّقت يومها بكلمة واحدة، على قصّة لم يقصّها عليك أحد قبلي، ربَّما لأنَّه لا أحد وجد في تلك القصّة ما يستحقّ التوقَّف عنده.
استمعتِ إليّ بذهول، وبصمت مخيف. وراحت غيوم مكابِرة تحجب نظرتك عنِّي.. كنتِ تبكين أمامي لأوَّل مرّة، أنت التي ضحكت معي في ذلك المكان نفسه كثيرًا.
ترانا أدركنا لحظتها، أنَّنا كنّا نضحك لنتحايل على الحقيقة الموجعة، على شيء ما كنّا نبحث عنه، ونؤجّله في الوقت نفسه؟
نظرتُ إليك خلف ضباب الدمع.. كنت أودُّ لحظتها، لو احتضنتك بذراعي الوحيدة، كما لم أحضن امرأة، كما لم أحضن حلمًا. ولكنَّني بقيت في مكاني، وبقيتِ في مكانِك، متقابلَيْن هكذا.. جبلين مكابرين، بينهما جسر سرِّي من الحنين والشوق.. وكثير من الغيوم التي لم تمطر.
استوقفَتني كلمة جسر، وتذكّرت تلك اللّوحة، وكأنَّني تذكّرت الفصل الأهمّ من قصّة، كنت أرويها لك وربَّما أرويها لنفسي أيضًا، عساني أصدّق غرابتها.
“ذاكرة الجسد”