عالمية

مصر.. معركة وفضائح بين “راقصة وسياسي” في دائرة الرئيس


تهديدات بالضرب وتلويح باستخدام فيديوهات فاضحة وبلاغات للنائب العام وقضايا متبادلة.. هذا ما يدور حاليا داخل دائرة “الجمالية”، مسقط رأس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بين المرشحين للانتخابات البرلمانية فيها، وهما الفنانة الاستعراضية سما المصري والنائب السابق عن الدائرة والحزب الوطني المُنحل حيدر بغدادي، حيث وصلت المعركة بينهما للقضاء وشهدت فصولها الفضائيات المصرية.
سما: بغدادي هددني بالضرب ووصفني بـ”العالمة”

سما المصري كشفت لـ”العربية.نت” أن حيدر بغدادي، سبَّها في وسائل الإعلام ووصفها بـ”العالمة”، أي الراقصة، وهددها بالضرب بالأحذية لو تجرأت وزارت الجمالية، مشيرةً إلى أنها تقدمت ببلاغ في النيابة العامة ضده واتهمته بالسب والقذف والتهديد بالقتل حال دخولها منطقة الجمالية على اعتبار أنها ليست دائرتها، خاصةً وأنها ترشحت في مارس الماضي في منطقتين أخريين وهما الموسكي وعابدين.
وأكدت المصري أن بغدادي اعترف بالتهديدات التي وجهها لها أمام النيابة، وقد تم إخلاء سبيله بعد توقيعه تعهد بعدم التعرض لها مرة أخرى.
وأوضحت أن الأزمة بدأت عند تقدمها بأوراق ترشحها للجنة العليا للانتخابات عن الجمالية، حيث فوجئت بخروج بغدادي في وسائل الإعلام ليهاجمها دون سبب مقنع ويقول إن الدائرة “لن يدخلها الراقصات”، كما قام بتهديدها.
وشددت المصري على أنها ليست راقصة بل “مطربة وعضوة بنقابة الموسيقيين”، موضحةً أنها ترشحت للبرلمان معتمدةً على اسمها وشهرتها. وذكّرت بأنها أوقفت نشاطها الفني للتفرغ للسياسة، مضيفةً أن الدستور كفل الحق لكل مواطن في الترشح.
واعتذرت المصري عما كانت تقدمه من برامج وأغان مثيرة، وقالت إنها امتنعت عن تصوير المشاهد الخليعة احتراماً لجمهورها، موضحة أنها ستهتم بقضايا المرأة ومشاكلها وخاصة المرأة المعيلة إذا ما نجحت في الانتخابات، وكذلك لحظت مشكلة انصراف الأطفال عن التعليم ومشكلة البطالة في برنامجها الانتخابي.

سما المصري

بغدادي: القضاء بيننا
أما الطرف الثاني في الأزمة، وهو النائب السابق عن الحزب الوطني، حيدر بغدادي فأكد لـ”العربية.نت”، أنه تقدم بجنحة مباشرة ضد سما المصري اليوم الخميس، بعد أن هددته بالضرب بالحذاء وقطع يده هو وأنصاره، مضيفا أنه على يقين أن القضاء سينصفه وأن ما تقوله سما ضده غير صحيح.
وأوضح أن سما المصري تقدمت بأوراق ترشحها قبل ذلك في دائرة الموسكي، أما في الانتخابات الحالية فتقدمت في دائرة الجمالية وهي ليست دائرتها وليس لها أي وجود بها، كما أنه أكد أن أبناء الدائرة يرفضونها “وستتأكد هي من ذلك عند إجراء الانتخابات”، حسب قوله، نافياً أن يكون قد وجه لها أي اتهامات أو تهديدات. واكتفى بالقول: “القضاء بيننا”.

حيدر بغدادي

صبري: المصري تفتقد شرطي الثقة وحسن السمعة
في سياق متصل، تقدم المحامي سمير صبري، وهو أحد أبناء منطقة الجمالية، بدعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري، يطالب فيها بإلزام اللجنة العليا للانتخابات بإلغاء قرارها بقبول أوراق ترشح الراقصة سما المصري، “لافتقادها شرطي الثقة والاعتبار وحسن السمعة”، حسب تعبيره.
صبري شرح لـ”العربية.نت” أنه من أبناء دائرة الجمالية ومنشأة ناصر ومقيما بها أكثر من 50 عاماً إلا أنه فوجئ بقبول أوراق ترشح سما المصري لانتخابات مجلس النواب عن الدائرة، وقد حصلت المصري على “رمز السكين” لترشحها هذا.
وعند سؤالها عن معنى هذا الرمز، قالت المصري إنها اختارت السكين “لأنه يتطابق مع المنطقة وسلوك أهلها، حيث تشتهر المنطقة وسكانها بالسكاكين”. وعّلق صبري على هذا الأمر قائلاً أن المصري “لا نعلم من هم أهالي الجمالية ومنشأة ناصر، حيث الدائرة من أعرق المناطق التاريخية في مصر ويدار منها اقتصاد كامل تمارس فيها أقوى الأنشطة التجارية والاقتصادية من تجارة المجوهرات والأنتيكات والتحف والأقمشة والعطارة بأنواعها والزيوت والعطور جميعها. ويوجد في نطاق دائرتها مسجد الإمام الحسين ومسجد ومشيخة الأزهر الشريف”.

سمير صبري
وأضاف أن المصري تحمل ترخيصا بأنها كانت مطربة في المحلات العامة والملاهي الليلية، مشيرا إلى أن “ما كانت تسلكه يجعل قدرتها الذهنية تقف عند حد اختيار بدل الرقص أو الملابس المثيرة للغرائز”، حسب تعبيره.
وكشف أن أهالي الجمالية يسخرون من المستوى الذي وصلت إليه دائرتهم حيث من الممكن أن تمثلهم صاحبة أغنية “الشبشب ضاع” و”غيرها من الأغاني الهابطة التي تحتوى على إيماءات وإيحاءات جنسية”، حسب تعبيره، مذكّراً بفيلم المصري الأول “على واحدة ونصف” الذي دعت مؤسسة الأزهر الشريف لمقاطعته.
وقد كتب المحامي في مذكرته أمام المحكمة أن تقديم سما المصري نفسها للترشح كنائبة في مجلس النواب القادم أثار غصب الكثيرين من أهالي الجمالية ومنشأة ناصر، حيث اعتبروا أن ترشحها إهانة للدائرة بالكامل وإهانة للمجلس الذى سيتولى سلطة التشريع.
ترشح أقارب السيسي
المفاجأة الأكبر والتي قد تقلب الدائرة رأسا على عقب هي ترشح اثنان من أقارب الرئيس السيسي في الدائرة نفسها، أمام سما المصري وبغدادي، حيث تم قبول أوراق ترشح فتحي محمد حسن خليل السيسي، وهو تاجر وابن عم الرئيس وحصل على رمز السيارة عن تيار الاستقلال، وهشام سيد حسن السيسي، محام حر، وحصل على رمز السهم.

العربية نت