حوارات ولقاءات

“ﻣﺠﺮﺩ ﺣﺒﻲ ﻟﻴﻜﺎ ﻣﺤﺎﻝ” شاعر العيون عبدالله النجيب: الشعب السوداني يمثل لي أرفع الأوسمة


“عيونك كانوا في عيوني.. يصدوني وينادوني.. أخاف لو قلت حبوني وأقول إمكن يحبوني.. يعزوني.. ويصافوني.. عيونك كانوا في عيوني”.. تلك الكلمات الرصينة كتبها شاعر العيون عبدالله النجيب وتغنى بها الفنان عبدالمنعم حسيب.
شكلت أحرف النجيب الرنانة وكلماته الصادقة المعبرة أجمل الأغنيات في بلادنا، تغنى بكلماته العديد من المطربين الكبار أمثال عبدالعزيز محمد داود، صلاح بن البادية، صلاح محمد عيسى والعاقب محمد حسن وصلاح مصطفى. قدَّم العديد من البرامج الإذاعية، وعمل صحفياً في عدة صحف، وهو عضو مؤسس لاتحاد شعراء الأغنية، وتم تكريمه على مستوى ولايات السودان في العديد من المناسبات القومية، عمل عضواً في لجنة النصوص بالمصنفات الفنية، صدرت له عدة دواوين من بينها (عاشق الخلود) (وطن عزة وتاجوج).. (اليوم التالي) زارت منزل النجيب وأدارت معه الحوار التالي:
* حدثنا عن لقب (شاعر العيون) ؟
– جاء لقب شاعر العيون من الشارع، ودائماً الشعب يقيّم الإنسان، وقد توشحت بمجموعة من الأوسمة وأحتفظ بأرفع وسام وهو الشعب البسيط رجل الشارع ولديَّ أغاني كثيرة عن العيون، تغنى بها فنانون كُثر، من بينهم عبدالعزيز محمد داود تغنى عن العيون، وصلاح مصطفى والعاقب محمد الحسن وصلاح بن البادية وعبد المنعم محمد حسيب، وهذه الأغانيات منحتني لقب شاعر العيون.. والإنسان عندما يكرمه الشارع يُعد ذلك أعظم تكريم.
* سر العيون التي ارتبطت بشعرك؟
– العيون هي مرايا القلوب والأرواح، وعالمها الحب، والحب عالمه الخلود، والعيون ترسل الأنوار وتحجب الأسرار، وهي سلة الجمال في عالم الحياة، وهي اتكاءة الحب على سطح الحياة، والعيون هي كل شيء.. وزي ما قال جرير “العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحيين قتلانا”.
* الشعر العامي هو الأكثر شيوعاً في الغناء؟
– الشعر العامي يعرفه رجل الشارع العادي والمثقف والمتعلم، والكلمة العامية البسيطة سهلة الفهم، أما الكلمة الفصحى لا يفهمها كل الناس.
* رأيك في الساحة الفنية الآن؟
– الشعر في الماضي كان أجمل وأجود وأكثر إتقاناً، لأن الشاعر لما يكتب القصيدة يكتب يتأنى، وبعد ذلك تُعرض على بعض الشعراء، وتبقى لفترة من الزمن عند اللجنة، ومن ثم تعرض الأغنية في ورشه تضم الفنانين والعازفين، ومن ثم تنطلق للجمهور، أما الآن فتتم بـ (كل كلفتة).. وقد غلبت عليها الماديات، وأصبح الفن حالة مادية أكثر من كونه تطريباً ورسالة.
* رأيك في الحركة الشعرية الآن؟
– الحركة الشعرية مميزة، وأنا نصير للشباب من واقع أن هناك شعراء جيدين، ولما يجيني واحد من الشباب إذا شفت القصيدة تصلح بقعد معاه، لأنو لازم يكونوا في ناس امتداد لينا زي ما كنا نحن امتداد لشعراء كبار، وبدوري أنظر للقصيدة، لكن بشرط أن تكون هادفة.
* هل تعتقد أن عبدالله نجيب لديه خليفة؟
– نعم، أعتقد أن شعري عام لكل الناس، وكل إنسان يرضع من ثدي عبدالله نجيب ولدي خلفاء كثيرون، وهم أحبائي، لا أريد أن أذكرهم.
* هنالك اتهام للجنة النصوص والمصنفات الأدبية، بأنها شريك أساسي في انتشار الغناء الهابط؟
– أولاً لجنة النصوص لا تختار من فراغ، ويختارون خيرة الأشخاص الذين يستحقون المكان. والآن في لجنة النصوص هنالك رئيس جمهورية الحب إسحاق الحلنقي، والأستاذ متعدد المواهب عبدالوهاب هلاوي، وخنساء السودان روضة الحاج، ونحن لا نمرر الغناء الهابط، ولا ننظر إليه، لأنو هابط.
* اختلاف العيون، هل لكل واحدة رسالة؟
– العيون هي عيون، وعيون العيون عيون.
* أول قصيدة كتبتها وأول فنان تغنى بها؟
– كانت في مطلع الخمسينيات، وعمري وقتها كان (16) عاماً، وهي (بين همسة حائر)، على طريقة الحقيبة، وأول فنان تغنى لي هو مصطفى عبدالرحمن.
* جديد الفنان عبدالله نجيب؟
– كثير جدا منها للأخ لصلاح مصطفى (نار الهوى) بجانب عمل للثنائي المميز خنساء ويس، وثلاثة أغانٍ منها (للشاقي عمري وين حمام وين إلقى منك بس ضمان) و(وأمي إنتي نور الكون وأمي إنتي لينا عيون) (عاشق الخلود) لعبد الله قوون الراقي الذي سمى بقناة (قون).. ومن هنا أتمنى له مستقبلاً كبيراً، إضافة إلى قصيدة “لو تصافي وتنسى أسباب الخصام كان حياتنا تبقى في لحن الغرام.. غنوة حلوة.. ونمشي في درب السلام”.
* عبدالله النجيب كُرِّم عدة مرات؟
– اتكرمت كثير جداً، وأنا محظوظ جداً، ومن بين هذه التكريمات الأول كان في القاهرة بإذاعة ركن السودان بجانب أخرى في سنار وكوستي وبورتسودان ومناطق كثيرة، فضلاً على وسام من رئاسة الجمهورية، وهو وسام العلم والأدب والفنون ووسام الخدمة الطويلة من الدولة ووسام الاتحاد الاشتراكي من نميري ووسام الأبطال، وهذه تعد أرفع أربعة أوسمة نلتها، علاوة على عدد كبير من الوشاحات من عدة جهات.
مواهب اخرى؟
في بداية حياتى كنت أهوى العزف على الكمان، وقد تعلمت من صديق حسن خواض وبدر التهامي وعزالدين علي حامد العزف، ولكن الظروف حالت دون مواصلتي، بجانب ذلك كتبت أشعار المسلسلات مثل (اللواء الأبيض) و(مدن ومعالم سودانية)، والكثير منها.
* لمن تدندن؟
– أفضل أغنية (صدقت العيون) لصلاح مصطفى لأنها العتبة بالنسبة لي، ولصلاح مصطفى أحبها جدا لأنها تسببت في شهرتي.

اليوم التالي