عمر الشريف

تشريد المبدعين وقتل المواهب


أمتنا العربية والإسلامية كانت خير أمة أخرجت للناس ومازالت بدينها وإيمانها لكن هذه الأمة التى بعدت عن الدين ولهثت خلف الدنيا ضاعت منذ سنين طويلة . كانت هذه الأمة هى منار العلم والعلوم فى الدنيا وكانت هى قائدت الحروب والفتوحات الإسلامية التى هزت عرش الفرس والروم . لقد تركت للأمم الكثير من النظريات العلمية والقوانين الرياضية والإختراعات الكيميائية والإكتشافات القارية والبحرية . اليوم أصبحت هذه الأمة مستورده بعد أن كانت مصدره فى كثير من العلوم والطب والغذاء وغيرها .

السودان من تلك الدول التى إشتهرت بتصدير المنتجات الغذائية والحيوانية والمعادن وإنتداب المعلمين والعلماء والقوات والأطباء لدول العالم المختلفه لدعم تنمية وتطور تلك الدول ، فى الفترة الأخيرة اصبحت هجرة المعلمين والأطباء والمهندسين والزراعيين والرعاة كبيرة متأثرة بالعوامل السياسية والإقتصادية حتى طالت الطلاب الذين تأثروا بالأفكار المتشددة بحثا عن نعيم الأخرة بعد أن يأسوا من نعيم الدنيا فى ظل الإوضاع الراهنة ومن هؤلاء الأذكياء والنوابغ وأصحاب المواهب والإختراعات لكنهم لم يجدوا جهة تتباهم وتدعمهم فى وطنهم .

بالأمس وعلى كثير من وسائل الإعلام تظهر لنا صورة الطالب أحمد الذى إخترع أو طور الساعة الرقمية بطريقة ذكية تدل على صفاء ذهنه وعلمه وكبر عقله وله مستقبل كبير إذا وجد الرعاية والإهتمام والتشجيع وقد سبقه الكثيرون الذين أبدعوا فى عدة مجالات وبعضهم تبنته مؤسسات وشخصيات عربية ودولية كان أحق بهم حكومتهم ومؤسساتهم وأهلهم لكن حكوماتنا بعد أن شردت تلك الخبرات والكفاءات والمبدعين فى المجالات العلمية والطبية والصناعية والهندسية التى تخدم الوطن والشعب وقتلت تلك المواهب فيهم بعدم الدعم والشجيع للإستفادة منهم . لم تقدم المغريات والدعم للذين هاجروا حتى يعودوا الى وطنهم ويفيدوا بتلك المواهب والنجاحات التى نسمع بها كثيرا فى وسائل الإعلام العالمية كل يوم .

لقد نجحت حكومتنا التى تحكم بشرع الله وتطبق شعار ( هى لله ) أن تسمح للفن الهابط بمغادرة البلاد لدول إفريقيا والخليج وأمريكا وأوربا وذلك من أجل نشر الثقافة الفنية الهابطة والسفور ليتسأل بعضهم هل هؤلاء من بلاد سيد خليفة ومحمد وردى وأحمد المصطفى وعائشة الفلاتية وغيرهم مت تلك الاجيال عليهم رحمة الله . مهما قال البعض تلك مسائل شخصية ومواهب لكنها تمس كرامة هذا الشعب الذى عرف عنه بتدينه وعفته وكرامته وشجاعته أن يشاهد أخوات مهيره كاشفات الرأس وعاريات الجسد أحيانا وصوتهن يعلوا صوت الأذان والرجال ونحن فى أيام عبادة وتقرب الى الله . لابدأ أن نغير هذا الشعار ولا نفتخر بتمسكنا بالدين وتطبيق الشريعة التى أمرنا بها الله سبحانه وتعالى ونحن على تلك الحال . ولا بدأ أن نهتم بالعلماء والأطباء والمعلمين والمخترعين والمهندسين ونوفر لهم بيئة العمل وندعمهم ماديا ومعنويا لكى يبدعوا أكثر وأكثر ويستفاد منهم . كفى فتح صالات إحتفالات وكفى غناء شباب وشابات حتى الفجر فى الداخل و الخارج أن كان لهؤلاء أمكانيات ومقدرات صوتية يجب أن يستفاد منها فى تعليم الخطابة ونشر العلم والمعرفه والتعليم حتى لا يكونوا مثل الذين قال الله فيهم ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103)الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) الكهف .