فدوى موسى

أبو الزفت!!


٭ استعصى عليه التعبير وانكمشت في حلقه الكلمات.. وهو يسأل نفسه وهو في قلب الصالة الفاخرة.. وسط جموع من متبهرجي الألوان والاكسسوارات.. عالم من الجمال والأناقة.. وألذ وأشهى الأطعمة وفنان الشباب يشنف آذان الموجودين.. زواج في مراسم ملكية لشاب هو يعرف ظروفه تماماً.. كيف ومن أين ومتى ولماذا؟.. سيل من تساؤلات حركت وتحرك فيه الغرابة والاندهاش.. ثم تترادف أمامه التعابير وهو يرى الأعيان يتوافدون.. ممن دعاهم.. الولد دا يا ربي بقى شنو.. «امك… أبوالزفت».. ينزل فنان الشباب من مسرح الغناء لتصعد الفنانة «التي فاقت شهرتها الآفاق».. «يا ربي بالجد دا عرس ود نفيسة.. يا ربي بالجد..» والدهشة تلجم لسانه كل مرة ليبتلع حلقومه ويخرجه ليجد أن لا مكان لعدم التصديق ها هو ود نفيسة» في بدلة باهية باذخة وبجانبه «ست الحسان بت فلان».. وتمضي الأيام ولا يزال التساؤل يأكل من ذاكرته الكثير.. ثم يرسى على السر الذي أدهشه.. عندما دخلت عليه «نفيسة» تسأله أن يساعدها في اخراج ابنها من السجن بعد أن وقع في طائلة يبقى لحين السداد وعلى «ضهره» ارتالاً من الديون بعد أن دخل السوق من أكبر ابوابه وخرج بهذا البقاء، فما كان منه إلا أن ردد عبارته «أبو الزفت».
حج هذا العام
٭ أثارت التعويضات المجزية في نظر البعض للمتضررين من حادثة الرافعة شهية المتواصلين في المواقع الاجتماعية المختلفة، من باب أنها كانت فرصة للغنى وتغيير الحال الى غيره من مظان ممكنة، وانشغل البعض بقبول ورفض السوداني المصاب للتعويض بين من يرى أنه رفضها ومن يرى أنه قبلها وجدل وزخم في ذلك.. فإن رفضها تغنى له بالمجد وإن قبلها فهي حقه ورزق ساقه له الله.. وفي كل الأحوال مال زال البعض يرى لو أنه كان تحت تلك الرافعة وغير وجه حياته بهذا التعويض الملكي.. اللهم اشفي المصابين وتقبل الراحلين.
آخر الكلام:
٭ اتصل «صديق» مستفسراً عن رفض السوداني لماذا يرفض المبلغ.. قلنا هو حر في ذلك فإنه لو رفضه كان الاجدى أن يتبرع به للمساكين والفقراء في هذا البلد.. وأن قبله فلا عليه.. وهو حقه ومستحقه «اها شوفوا ليكم موضوع.. أبو الزفت».
«مع محبتي للجميع»..